كثير من يغفل عن حقيقة الدنيا ، وللوقوف على حقيقتها تعالوا معي في جولة سريعة في وقتها مع كلام لسيد الاوصياء علي بن ابي طالب (عليه السلام) ، وهذه الجولة وان كانت سريعة بوقتها الا ان العاقل فينا والمتأمل فيها جيدا سيحتاج الكثير من الوقت للوصول الى معانيها .
وقد تكلم الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام) في كثير من مواقفه عن الدنيا و الابتعاد عن ملذاتها و مساوئها ومن كلماته (عليه السلام):
* الدنيا دار الغرباء و موطن الأشقياء.
* إن الدنيا دار فجائع من عوجل فيها فجع بنفسه و من أمهل فيها فجع بأحبته.
* إن الدنيا كالحية لين مسها قاتل سمها فأعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها و كن آنس ما تكون بها أحذر ما تكون منها.
* إن الدنيا كالغول تغوي من أطاعها و تهلك من أجابها و إنها لسريعة الزوال وشيكة الانتقال.
* إن الدنيا لهي الكنود العنود و الصدود الجحود و الحيود الميود حالها انتقال و سكونها زلزال و عزها ذل و جدها هزل و كثرتها قل و علوها سفل أهلها على ساق و سياق و لحاق و فراق و هي دار حرب و سلب و نهب و عطب .
* إن الدنيا عيشها قصير و خيرها يسير و إقبالها خديعة و إدبارها فجيعة و لذاتها فانية و تبعاتها باقية .
* إن الدنيا لمفسدة الدين مسلبة اليقين و إنها لرأس الفتن و أصل المحن.
* إن الدنيا دار أولها عناء و آخرها فناء في حلالها حساب و في حرامها عقاب من استغنى فيها فتن و من افتقر فيها حزن.
* إن الدنيا تدني الآجال و تباعد الآمال و تبيد الرجال و تغير الأحوال من غالبها غلبته و من صارعها صرعته و من عصاها أطاعته و من تركها أتته.
* إن الدنيا كالشبكة تلتف على من رغب فيها و تتحرز عمن أعرض عنها فلا تمل إليها بقلبك و لا تقبل عليها بوجهك فتوقعك في شبكتها و تلقيك في هلكتها.
* إن الله تعالى جعل الدنيا لما بعدها و ابتلى فيها أهلها ليعلم أيهم أحسن عملا و لسنا للدنيا خلقنا و لا بالسعي لها أمرنا و إنما وضعنا فيها لنبتلى بها و نعمل فيها لما بعدها.
* إن الدنيا دار خبال و وبال و زوال و انتقال لا تساوي لذاتها تنغيصها و لا تفي سعودها بنحوسها و لا يقوم صعودها بهبوطها.
* يا أهل الغرور ما ألهجكم بدار خيرها زهيد و شرها عتيد و نعيمها مسلوب و مسالمها محروب و مالكها مملوك و تراثها متروك .
اترك تعليق