التواضع من مكارم الأخلاق

من مكارم الاخلاق التي دعى لها الاسلام وحث عليها نعمة لا يحسد عليها كما ورد عنهم (عليهم السلام) الا انها خصلة التواضع , ويعرف التواضع بانه انكسار للنفس يمنعها من ان يرى لذاتها مزيه على الغير وتلزمه افعال واقوال موجبة لاستعظام الغير واكرامه , وفي قبال هذا الخلق الحسن هناك رذيلتان تقابلاه من جهة الافراط والتفريط وهي الكبر والذلة ويكفي لذم الكبر انه ورد عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) انه قد لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ويكفي لذم الذلة انه ورد عنهم (عليهم السلام) ان الله عز وجل فوض الى المؤمن اموره كلها ولم يفوض اليه ان يكون ذليلا .

وبالتواضع يصل الانسان الى المراتب العليا لان حاله الانكسار التي يعيشها المتواضع تدفعه الى المزيد من العمل وبالتالي المزيد من العطاء بخلاف من يستعظم نفسه فانه مدعاة للتوقف عن العمل بل والتراجع والقهقر ثم ان التسديد الالهي للمتواضع  يكون من خلال الملائكة الموكلة بالمتواضع بان ترفعه وبالمتكبر ان تضعه فعن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال ان في السماء ملكين موكلين بالعباد فمن تواضع لله رفعاه ومن تكبر وضعاه وعن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) انه قال ( ما تواضع احد لله الا رفعه الله ) والتواضع صفة لا تعطى الا لمن احبه الله هكذا ورد عنه (صلى الله عليه واله وسلم) وعن علي (عليه السلام) عليكم بالتواضع فانه من اعظم العبادة . وعن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) انه قال :طوبى لمن تواضع لله من غير منقصة واذل نفسه من غير مسكنة .

اما كيف يميز المؤمن انه يتحلى بصفة التواضع ام هو متصف باضدادها من الكبر والذلة يذكر لذلك علامات فعلامات التواضع :1-  ان يرضى بالجلوس في مكان دون شرفه2-  ان يسلم على من لقيه3-  اذا تناظر مع غيره وبان الحق لغيره رضي به وان كان الحق معه قبل ان يترك المراء وان بدا خاسرا4-  ان لا يحب ان يحمد على التقوى5-  ان يجيب دعوة الفقير ويرضى بلبس ثياب بذلة وان يأكل مع خدامه .

وهناك تواضع منهي عنه فهو تواضع مذموم وهو ان يتواضع الفقير الى الغني لغناه فعن علي (عليه السلام) : من اتى غنيا فتواضع له لغناه ذهب ثلثا دينه .

لكن لابد من التفريق بين هذا التواضع وغيره من التواضع الممدوح فربما تكون في الرجل صفتان كالتقوى والغنى فالتواضع من جهة التقوى ممدوح والتواضع من جهة الغنى لاجل تحصيل شيء من حطام فهذا هو المذموم .

اما ثمار التواضع فهي المحبة في قلوب الناس والسلامة والمهابة وعدم الكلل من طاعة الله وانتظام الامور وعمران القلب بالحكمة وبالتواضع تتم النعمة وهو ينشر الفضيلة وبه تحصل الرفعة هكذا ورد عنهم (عليهم السلام) وعن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) انه قال لعلي (عليه السلام) : والله لو ان المتواضع في قعر بئر لبعث الله عز وجل ريحا يرفعه فوق الاخيار في دولة الاشرار .

المرفقات