الخصائص العامة للإسلام

الخصائص العامة للإسلام إن الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله تعالى للعالمين وأخبر سبحانه أنه لا يقبل من أحدٍ سواه، وهو منهاج الحياة الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، دين كامل لا نقصان فيه، وشامل شمولا يستوعب الزمان كله والحياة كلها وكيان الإنسان كله، وجامع لكل القيم والأخلاق والتشريعات، وعالمي أي ليس لأمة بعينها ولا لجماعة لوحدها إنما للإنسانية كلها بمختلف أطيافها وألوانها وألسنتها وأصولها وقبائلها وأممها، ودين الأولى والآخرة. لذلك خصه الله بخصائص ومميزات وصفات انفرد بها عن غيره من الديانات والمناهج والمعتقدات. ويمكن أن أجمل أهم هذه الخصائص فيما يأتي : 1- الربانية : إن أهم خصيصة للإسلام: الربانية؛ ربانية المقصد والغاية، وربانية المصدر والمنهاج. فربانية المقصد والغاية تعني أن الإسلام يجعل غايته العليا ومقصده الله والدار الآخرة: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾ (الانشقاق: 6)، ﴿وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى﴾ (النجم: 42). هذا هو المقصد الأساس والأسمى للإسلام: نيل رضى الله تعالى والسعي في كل ما يرضيه. ولا شك أن للإسلام مقاصد أخرى ووسائل متنوعة في التشريع والمعاملات، لكنها كلها تخدم الغاية الكبرى، وتسعى لتحقيقها، ليكون الإنسان عبدا خالصا لله تعالى، لا عبداً للشهوات والملذات وزخرف الدنيا وغرورها. وصد الله حيث يقول مخاطبا حبيبه ونبيه وصفوته من خلقه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم : ﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ(163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(164) ﴾ (سورة الأنعام). إن الإنسان لم يخلق ليأكل ويشرب ويلهو ويلعب كالدواب، إنما خُلق لغاية سامية ومقصد سام: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) ﴾ (سورة الذاريات). بالمحبة والعبادة يتحرر الإنسان من العبودية للأنانية المستعلية والشهوات النفسية، فالحرية الحقيقية هي أن يكون الإنسان عبدا لله تعالى، لا عبدا للهوى والنفس والشيطان. أما ربانية المنهاج والمصدر: فتعني أن المنهاج الذي رسمه الإسلام لتحقيق غاياته وأهدافه منهاج رباني خالص، لأن مصدره الوحي المنزل على رسل الله عليهم السلام. لا منهاج بشر أو فرد من الأفراد أو مجموعة من المجموعات، إنما منهاج رُسِم في السماء وطبقه خير البرية وسيد الوجود صلى الله عليه وآله وسلم في الأرض: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا(175)﴾(سورة النساء). وقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ(53)﴾ (سورة الشورى). وعليه، فالإسلام منهاج رباني عقيدة وشريعة، أدبا وخلقا، عبادة ونظاما... وبهذا يُعصم دين الله من التناقض والتطرف، والتحيز والهوى، ويتحرر الإنسان من عبوديته للإنسان. 2- الإنسانية: ونعني بهذه الخصيصة المكانة التي خصصها الإسلام للإسلام في أهدافه ومقاصده وغاياته، فرسالة الإسلام غايتها تحقيق الخير للإنسان والسمو به، والحيلولة بينه وبين الانحراف والسقوط.. وإسعاده في الدارين بفوزه برضا الله تعالى والنعيم المقيم في جوار رب العالمين وصحبة خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وتتجلى هذه الإنسانية في استخلاف الله تعالى للإنسان في الأرض، وخلقه في أحسن تقويم، وتمييزه بالروح العلوي، وتسخير الكون لخدمته، وتحريره من كل المعتقدات الضالة من معتقدات اليهود والنصارى والأمم الغابرة ... 3- الشمول والتكامل: قال الحق جل وعلا: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} (الأنعام / 38). فالإسلام دين شامل لجميع نواحي الحياة، سواء تعلق الأمر بالإنسان في علاقته بربه (فقه العبادات) أم بالإنسان مع أخيه (فقه المعاملات). فرسالة الإسلام رسالة المستقبل المديد، والماضي البعيد، رسالة لكل الأزمنة والأجيال، وللعالم كله، غير محدودة بعصر ولا أمة ولا جيل، ولا بمكان ولا بشعب ولا بطبقة، رسالة الإنسان في كل مجالات الحياة بجوانبها المختلفة (السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية والتربوية والعلمية...)، رسالة شاملة في تعاليمها، شاملة في عقيدتها، شاملة في معاملاتها وعباداتها، شاملة في أخلاقها وآدابها، ليس بعدها رسالة ولا شريعة، وليس بعد خاتم النبيين عليهم السلام نبي، ولا بعد القرآن كتاب. 4- الوسطية: ونقصد بالوسطية العدل والاستقامة والخيرية، والتعادل والتوازن بين طرفين متقابلين، مثل: الروح والمادة، والفرد والجماعة، والواقعية والمثالية، والثبات والتغير... وأن يعطى لكل طرف حقه بالقسط، بلا وكس ولا شطط، ولا غلو ولا تقصير، ولا إفراط ولا تفريط. وتتجلى وسطية الإسلام في الاعتقاد، فلا هو يجنح للخرافيين كأساطير اليونان ولا هو يميل للمتطرفين المتشددين. وسطية في العبادات والشعائر، فلم يكلف الإسلام الناس ما لا يطيقون، بل فرض عليهم عبادات وشعائر تطيقها أنفسهم، وترتاح فيها أرواحهم، وتسعدهم في دنياهم وأخراهم. وسطية في الروحانية والمادية، فهو يرفض أن يكون الإنسان كالأنعام همه المادة وملذات الدنيا الفانية، كما يرفض الرهبنة والانعزال عن الحياة. فالوسطية والتوازن مطلب شرعي. وسطية في التشريع؛ فهو وسط في التحليل والتحريم بين اليهودية التي أسرفت في التحريم، وبين النصرانية التي أسرفت في الإباحة، فالإسلام قد أحل وحرم، ولكنه لم يجعل التحليل ولا التحريم من حق البشر، بل من حق خالق الشر، ولم يحرم إلا الخبيث الضار، كما لم يحل إلا الطيب النافع، قال الحق عز وجل: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الأعراف: 157). وقال مخاطبا الذين يضعون أنفسهم مكان المشرع يحللون ويحرمون ويكفرون ويبدعون ويُخرجون من ملة الإسلام من يشاءون تقولا على الله وافتراء عليه وتجرؤا على خلق الله وإذاية لهم: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (117)} ( النحل). 5- الواقعية: وتعني مراعاة واقع الكون من حيث هو حقيقة واقعية، ووجود مشهود، لكنه يدل على الحقيقة الكبرى والغاية العظمى: وجود الله تعالى. ومراعاة واقع الحياة من حيث هي مرحلة حافلة بالخير والشر، تنتهي بالموت، وبعد الموت الحساب، وبعد الحساب الجزاء العدل. ومراعاة واقع الإنسان، من حيث هو مخلوق من مخلوقات الله تعالى مزدوج الطبيعة، فهو نفخة من روح الله في غلاف من الطين، ففيه العنصر السماوي والعنصر الأرضي. وهكذا فالإسلام يوجه الإنسان إلى الغاية الكبرى ليدرك أن لهذا الكون خالقا يجب أن يعبد الله ولا يشرك به شيء، ثم يوجهه ليكون عنصرا فاعلا في الحياة يسير على صراط سوي. وتتجلى هذه الواقعية في: -الإيمان بكل أركان ... فلا خيال الرومان ولا أساطير اليونان، بل إيمان بمن خلق الأرض والسماء، وأرسل الرسل والأنبياء، وأنزل الكتب لهداية الناس إلى الهدى ودين الحق. -العبادات؛ وتتجلى واقعية العبادات فيما فرضه الله تعالى على الإنسان ... فراعى الإسلام ظروف الإنسان وشرع لكل حالة من حالاته ما يناسبها؛ فشرع للمسافر القصر، وشرع للنفساء والحائض الإفطار وترك الصلاة حتى تتطهرا، وفَطّر الحامل والمرضع إن خافتا على نفسيهما الهلاك، وفطّر الشيخ الكبير والمرأة العجوز إن عجزا عن الصيام مع الفدية، وشرع التيمم للمريض والجريح إن كان الماء يضره... أضف إليه واقعية في الأخلاق والتربية، والتشريعات الاجتماعية، والتحليل والتحريم، فكان كل ذلك وفق قواعد واقعية: التدرج والتيسير والتخفيف ورفع الحجر. 6- الوضوح: ونعني به وضوح أصول الإسلام وقواعده ودعائمه الكبرى وعباداته ومعاملاته... وضوح الأصول الاعتقادية: توحيد الله عز وجل، الإيمان بالرسل والرسالات المنزلة عليهم، الجزاء الأخروي... وضوح الشعائر التعبدية: فأركان الإسلام كلها واضحة. وضوح الأصول الأخلاقية: كل ما أمر به الشرع من أمهات الأخلاق والفضائل والخصال الحميدة واضحة، من الإحسان إلى اليتامى والمساكين والفقراء، وذوي القربى، والإحسان إلى الوالدين، والأبناء والزوجات، والصدق والأمانة، والوفاء والمحبة، والعفاف والحياء، والسخاء والشجاعة، والحلم والإيثار، والعفو والسماحة، والتعاون على البر والتقوى... وما نهى عنه الشرع واضح: نهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، والفساد والزنى، والكبائر والموبقات، والآثام والغيبة والنميمة، وسوء الظن، والخوض في الأعراض، واتهام الأبرياء، وقذف المحصنات، وتكفير الناس وبغض أهل القبلة... أضف إلى هذا وذاك وضوح أهدافه وغاياته وتشريعاته وآدابه ومناهجه وطرقه وأصوله... 7- الثبات والمرونة: إن الإسلام الذي ختم الله به شرائعه ورسالاته، أودع فيه عنصر الثبات والخلود، وعنصر المرونة والتطور معا، فهو صالح لكل زمان ومكان ولكل الأجيال. ثبات في الأحكام والقواعد التي لا يمكن للمسلم ولا لغيره التصرف فيها فقها وعملا، لأنها ثابتة بنصوص قطعية، ومرونة في قواعد تجعل شرائع الإسلام مواكبة لأي عصر من العصور.. ثبات المقاصد والغايات والأصول والكليات والقيم الدينية والأخلاقية، ومرونة في الوسائل والأساليب والفروع والجزئيات والشئون الدنيوية والعلمية... 8- العالمية: إن دين الإسلام رسالة سماوية بعث الله بها جميع أنبيائه ورسله من آدم إلى خاتم النبيين رسول الله وحبيبه وصفوته من خلقه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى الناس كافة بمختلف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم وقبائلهم، قال الله عز اسمه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء/ 107)، وقال جل ثناؤه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (سبأ/ 28). ويتوجه الإسلام بخطابه إلى نوعين من الناس: الأول: الذين استجابوا لربهم وصدقوا برسالة السماء، وآمنوا بها واتبعوا النور الذي أنزلت بها، فيخاطبهم بما يترتب على إيمانهم وحبهم لنبيهم وصدقهم بالنبوة من أحكام وتشريعات وتنظيمات وسلوك وتربية وجهاد... أو يخاطبهم مبينا لهم ما أعده الله لهم في دار القرار من النعيم المقيم جزاء إيمانهم وصدقهم ونصرتهم لدينهم ونبيهم... والآخر: الذين أعرضوا عن ربهم، ولم يؤمنوا برسالة نبيهم، ولم يصدقوه فيما أتى به من عند ربه من معجزات وآيات بينات، فيوجه خطابهم إليهم ليدخلوا في دين الإسلام، ليقوا أنفسهم حر الجحيم، أو يبين لهم ما لهم وما عليهم. ولهذا فرسالة الإسلام رسالة عالمية، امتدت طولا حتى شملت كل الأزمان، وامتدت عرضا حتى انتظمت آفاق الأمم، وامتدت عمقا حتى استوعبت شئون الأولى والآخرة. 9- الأخوة: إن الدين بعقائده وشرائعه وآدابه وأخلاقه، إنما هو غذاء للأخوة الإنسانية، وأداة لمد وشيجة المودة والرحمة بين المسلمين. ففي ركن الصلاة يتواصل المسلمون يوميا خمس مرات في اليوم والليلة تجمعهم بيوت الله تعالى في صلاة الجماعة، كما يتواصلون في فريضة الجمعة كل أسبوع، ثم يتواصلون مرة في العام عالميا في بيت الله الحرام الكعبة المشرفة لأداء فريضة الحج. أما ركن الصيام؛ فإن المسلمين يحققون فيه الرحمة والمودة بينهم، يواسون الفقراء والمساكين، ويفطرون الصائمين، ويتآلفون بينهم ويتوحدون في صيامه في شهر رمضان المبارك. ثم يأتي ركن الزكاة، فيقوم الأغنياء بالإنفاق على الفقراء، لأن الله تعالى أودع حقوق الفقراء في صناديق الأغنياء، وقال للأغنياء: {وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ} (النور/33). إن شجرة الدين كلها بجذوعها وأغصانها وثمراتها هي غذاء لهذا التواصل والتآلف والرحمة بين المسلمين، فلا شك أن ذلك يتطلب من كل إنسان أن يبذل النفس والنفيس في سبيل تغذية هذا التراحم والتآلف والتواصل والتواد... هذا هو السبيل الوحيد لتوحيد الأمة وجمع شملها... فما على المسلمين إلا أن يتحابوا فيما بينهم، ويطرحوا وراء ظهورهم تلكم التأويلات البعيدة للنصوص الشرعية من كتاب الله تعالى وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وأن يفهموهما كما فهمهما المعاصرون للتنزيل، وأن يجعلوا أهواءهم تبعا لدينهم ولا يجعلوا دينهم تبعا لأهوائهم. وهذه الخصيصة من أهم ما تميز به الإسلام عن باقي الملل والنحل والمعتقدات من قبل ومن بعد. ويبقى الإسلام هو الراعي الأول للأسرة الإنسانية كلها، والضامن لها، والحافظ لحقوقها. ــــــــــــــــــــــــــــــ المصدر : الرسالات السماوية السابقة امتداد أم تقاطع - للدكتور رشيد كهوس - البحث لمشاركة بمهرجان ربيع الرسالة الثقافي العالمي السابع .

المرفقات