[قال السيد شبر] روى الشيخ في (التهذيب) بإسناد معتبر عن الصيقل، قال : كتبت إليه : جعلت فداك، هل اغتسل أمير المؤمنين (عليه السلام) حين غسل رسول الله عند موته، فأجابه (عليه السلام) : النبي طاهر مطهر، ولكن أمير المؤمنين فعل، وجرت به السنة.
وروى الشيخ في (الأمالي) والطبرسي وغيرهما من محدثي الخاصة والعامة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال يوم الشورى : هل فيكم أحد غسل رسول الله مع الملائكة المقربين بالروح والريحان، تقلبه لي الملائكة وأنا أسمع قولهم وهم يقولون : استروا عورة نبيكم ستركم الله، غيري؟ قالوا : لا.
قال : فهل فيكم من كفن رسول الله ووضعه في حضرته غيري؟ قالوا : لا.
قال : فهل فيكم أحد يبعث الله (عز وجل) إليه بالتعزية حيث قبض رسول الله وفاطمة (عليهم السلام) تبكيه؛ إذ سمعنا حساً على الباب وقائلاً يقول، نسمع صوته ولا نرى شخصه وهو يقول : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، ربكم عز وجل يقرئكم السلام ويقول لكم : إن في الله خلفاً من كل مصيبة، وعزاء من كل هالك، ودركاً من كل فوت، فتعزوا بعزاء الله، واعلموا أن أهل الأرض يموتون، وأن أهل السماء لا يبقون، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وأنا في البيت وفاطمة والحسن والحسين أربعة لا خامس لها إلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) مسجى بيننا، غيري؟ قالوا : لا.
ثم قال : فهل فيكم أحد أعطاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حنوطاً من حنوط الجنة؟ فقال (صلى الله عليه وآله) : اقسم هذا ثلاثاً، ثلثاً حنطني به، وثلثاً لابنتي، وثلثاً لك غيري، قالوا : لا.
وفي رواية أخرى : أنه (عليه السلام) قال أيضاً : هل فيكم أحد أقرب عهداً برسول الله مني؟ قالوا : اللهم لا.
وفي رواية أنه (عليه السلام) قال أيضاً :هل فيكم أحد علمه رسول الله ألف كلمة، كل كلمة مفتاح ألف كلمة، غيري؟.
قالوا : لا.
جلاء العيون: للسّيّد عبد الله شبّر.
اترك تعليق