الإمام التاسع :محمد الجواد_عليه السلام_(195ه_220ه) مختصر من سيرته...

نسبهُ:

 الإمام محمد الجواد (عليه السلام) من الاُسرة النبوية وهي أجلّ وأسمى الاُسر التي عرفتها البشرية ، فهو ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي السجاد ابن الإمام الحسين سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) وابن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام) .

أمهُ:

  امه: سبيكة أو ريحانة أو درّة ، هي من أهل بيت مارية القبطية ، نوبيّة مريسية ،وسمّاها  الرضا (عليه السلام)  خيزران . وصفها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأنها خيرة الإماء الطيبة . وقال العسكري (عليه السلام) : (خُلقت طاهرة مطهّرة وهي اُم ولد تكنّى باُم الجواد ، واُم الحسن ، وكانت أفضل نساء زمانها ).

ولادتهُ:

 ولد (عليه السلام) في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائة لسبع عشر ليلة مضت من الشهر وقيل : للنصف منه ليلة الجمعة وكانت ولادته في المدينة .

كنيتهُ:

 أبو جعفر ، وهي كنية جده الباقر(عليه السلام) وللتمييز بينهما يكنّى بأبي جعفر الثاني ، وأضاف في دلائل الإمامة كنية ثانية له هي: أبو علي الخاص، وفسّر المتأخرون هذه العبارة بأنّ له كنية خاصة هي: «أبو علي»، وليست كنيته هي «أبو علي الخاص» كما يبدو للناظر في عبارة دلائل الإمامة .

ألقابهُ :

 أمّا ألقابه الكريمة فهي تدل على معالم شخصيته العظيمة وسمو ذاته وهي :

1 ـ الجواد : لُقب به لكثرة ما أسداه من الخير والبر والاحسان الى الناس .

2 ـ التقي : لقب به لأنه اتّقى الله وأناب اليه ، واعتصم به ولم يستجب لأي داع من دواعي الهوى .

3 ـ المرتضى .

4 ـ القانع .

5 ـ الرضي .

6 ـ المختار .

7 ـ باب المراد.

نقش خاتمهُ :

 يدل نقش خاتمه(عليه السلام) على شدة انقطاعه(عليه السلام) الى الله سبحانه، فقد كان « العزّة لله ».

حكّام عصره:

1 ـ المأمون العبّاسي.

2 ـ المعتصم العباسي:

المعتصم هو أبو اسحاق محمد بن هارون الرشيد ولد سنة ثمانين ومائة ، كذا قال الذهبي . وقال الصولي : في شعبان سنة ثمان وسبعين .

إنطباعات عن شخصيّته :(1)

وملكت مواهب الإمام محمد الجواد (عليه‌السلام) عواطف العلماء فسجّلوا إعجابهم وإكبارهم له في مؤلّفاتهم ، وفيما يلي بعض ما قالوه :

١ ـ الذهبي :

قال الذهبي : ( كان محمد يلقّب بالجواد ، وبالقانع ، والمرتضى ، وكان من سروات آل بيت النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌).. وكان أحد الموصوفين بالسخاء فلذلك لقّب بالجواد .. ).(2)

٢ ـ ابن تيميّة :

قال ابن تيمية : ( محمد بن علي الجواد كان من أعيان بني هاشم ، وهو معروف بالسخاء ، ولهذا سمّي بالجواد ).(3)

٣ ـ الصفدي :

قال الصفدي : ( كان محمد يلقّب بالجواد ، وبالقانع ، وبالمرتضى ، وكان من سروات آل بيت النبوة .. وكان من الموصوفين بالسخاء ، ولذلك لقّب بالجواد .. ).(4)

٤ ـ ابن الجوزي :

قال السبط بن الجوزي : ( محمد الجواد كان على منهاج أبيه في العلم والتقى والجود ) .(5)

٥ ـ محمود بن وهيب :

قال الشيخ محمود بن وهيب : ( محمد الجواد هو الوارث لأبيه علماً وفضلاً وأجلّ اخوته قدراً وكمالاً .. ).(6)

٦ ـ الزركلي :

قال خير الدين الزركلي : ( محمد بن الرضي بن موسى الكاظم ، الطالبي ، الهاشمي ، القرشي ، أبو جعفر ، الملقّب بالجواد ، تاسع الأئمة الاثني عشر عند الإمامية كان رفيع القدر كأسلافه ذكياً ، طليق اللسان ، قويّ البديهة .. ).(7)

٧ ـ كمال الدين :

 قال الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة : ( أما مناقب أبي جعفر الجواد فما اتّسعت حلبات مجالها ، ولا امتدّت أوقات آجالها بل قضت عليه الأقدار الإلهيّة بقلّة بقائه في الدنيا بحكمها وأسجالها فقلّ في الدنيا مقامه ، وعجّل القدوم عليه كزيارة حمامه فلم تطل بها مدّته ولا امتدّت فيها أيامه ).(8)

٨ ـ عليّ بن عيسى الأربلي :

 وأدلى علي بن عيسى الأربلي بكلمات أعرب فيها عن عميق إيمانه وولائه للإمام الجواد قال : ( الجواد في كلّ أحواله جواد ، وفيه يصدق قول اللغوي جواد من الجودة .. فاق الناس بطهارة العنصر ، وزكاء الميلاد ، وافترع قلّة العلاء فما قاربه أحد ولا كاد مجده ، عالي المراتب ، ومكانته الرفيعة تسمو على الكواكب ، ومنصبه يشرف على المناصب ، إذا أنس الوفد ناراً قالوا : ليتها ناره ، لا نار غالب له إلى المعالي سمو ، وإلى الشرف رواح وغدو ، وفي السيادة إغراق وعلوّ وعلى هام السماك ارتفاع وعلوّ ، وعن كلّ رذيلة بعد ، وإلى كلّ فضيلة دنو ، تتأرج المكارم من أعطافه ويقطر المجد من أطرافه ، وترى أخبار السماح عنه ، وعن أبنائه وأسلافه ، فطوبى لمن سعى في ولائه ، والويل لمن رغب في خلافه ، إذا اقتسمت غنائم المجد والمعالي كان له صفاياها ، وإذا امتطيت غوارب السؤدد كان له أعلاها وأسماها ، يباري الغيث جوداً وعطية ، ويجاري الليث نجدة وحمية ، ويبذ السير سيرة رضية.(9)

 هذه بعض الكلمات التي أدلى بها كبار المؤلّفين ، وهي تمثّل إعجابهم بمواهب الإمام وعبقرياته وما اتّصف به من النزعات الشريفة التي تحكي صفات آبائه الذين رفعوا مشعل الهداية في الأرض.

استشهاده عليه السلام:

  لقد استشهد الإمام الجواد (عليه السلام) على يد طاغية زمانه المعتصم العباسي وقد انطوت بموته صفحة من صفحات الرسالة الاسلامية التي اضاءت الفكر ورفعت منار العلم والفضيلة في الأرض .

ويقول المؤرخون إن اُم الفضل ارتكبت جريمتها بحقّ الإمام الجواد (عليه السلام) عندما سقته السمّ .

 فقد روي : « أنّ المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر (عليه السلام) وأشار على ابنة المأمون زوجته بأن تسمّه لأنّه وقف على انحرافها عن أبي جعفر (عليه السلام) وشدّة غيرتها عليه . . . فأجابته الى ذلك وجعلت سمّاً في عنب رازقي ووضعته بين يديه ، فلمّا أكل منه ندمت وجعلت تبكي فقال : ما بكاؤك ؟ والله ليضربنّك الله بفقر لا ينجبر ، وبلاء لا ينستر ، فماتت بعلّة في اغمض المواضع من جوارحها ، صارت ناصوراً فانفقت مالها وجميع ما ملكته على تلك العلّة ، حتى احتاجت الى الاسترفاد».

 وأثّر السمّ في الإمام تأثيراً شديداً حتى لفظ انفاسه الاخيرة ولسانه يلهج بذكر الله تعالى ، وقد انطفأت باستشهاده شعلة مشرقة من الامامة والقيادة المعصومة في الاسلام .

عمره وتاريخ استشهاده:

 اما عمر الإمام الجواد(عليه السلام) حين قضى نحبه مسموماً فكان خمساً وعشرين سنة على ما هو المعروف، وهو أصغر الائمة الطاهرين الاثني عشر(عليهم السلام) سنّاً ، وقد أمضى حياته في سبيل عزة الاسلام والمسلمين ودعوة الناس الى رحاب التوحيد والايمان والتقوى .

 واستشهد الإمام الجواد (عليه السلام) سنة ( 220 هـ ) يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي القعدة ، وقيل: لخمس ليال بقين من ذي الحجة وقيل: لست ليال خلون من ذي الحجة، وقيل: في آخر ذي القعدة .

فسلام عليه يوم ولد ويوم تقلّد الإمامة وجاهد في سبيل ربّه صابراً محتسباً ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً. (10)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1): حياة الامام محمد الجواد(عليه السلام)_الشيخ باقر شريف القرشي

(2):تاريخ الاسلام:ج8،ص158.

(3):منهاج السنة:ج2،ص127.

(4):الوافي بالوفيات:ج4،ص105.

(5):تذكرة الخواص:ص321.

(6):جوهر الكلام في مدح السادة الاعلام:ص149.

(7):الاعلام:ج7،ص155.

(8):مطالب السؤول في مناقب آل الرسول:ج2:ص74.

(9):كشف الغمة:ج3:ص160.

(10):من كتاب اعلام الهداية:ج11.