موافقة الأحاديث والروايات للقرآن الكريم فرقانا لصحتها لدى فقهاء مدرسة أهل البيت عليهم السلام

قال تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز: ( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ) فالقرآن الكريم هو فرقان الحق والباطل والصحيح والخطأ والحسن والقبيح وهو أحد أهم مصادر التشريع لدى فقهاء مدرسة أهل البيت عليهم السلام وهو دستور للبشرية جمعاء، وتميز فقهاء مدرسة أهل البيت عليهم السلام بجعل القرآن الكريم معياراً لمعرفة صحة الأحاديث والروايات الواردة لهم عبر السنين والتي تناقلتها السنة والرجال وكتب العلماء من حقبة الى حقبة امتثالا لما أمرهم به أئمة أهل البيت عليهم السلام.

وقد زعم الكثير ممن يتمنى تشويه الحقائق المتعلقة بمدرسة أهل البيت عليهم السلام بأن فقهاء مدرسة اهل البيت يقولون بصحة الاحاديث او الروايات التي تخالف القرآن الكريم ولكن نفحات الحقيقة تثبت بطلان هذه الإدعاءات والاقاويل فتراث فقهاء اهل البيت عليهم السلام مليء بتعاليم أئمة اهل البيت عليهم السلام وهي شاهقة على مر العصور كالجبال الصمّ الرواسي وتنير الفقهاء بنور الفقاهة السليمة.

فقد ذكر الكليني عن أيوب بن الحر قال : أسمعت أبا عبد الله (عليه السلام)  يقول : كل شئ مردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف.

وعن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن إبن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم وغيره ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : خطب النبي (صلى الله عليه وآله) بمنى فقال : أيها الناس ما جائكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جائكم يخالف كتاب الله فلم أقله.(1).

وذكر المجلسي عن أيوب بن الحر قال : أسمعت أبا عبد الله (عليه السلام) : يقول : (كل شئ مردود إلى كتاب الله والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف)، و عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ما أتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله فهو باطل(2).

كما ذكر المجلسي عن محمد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله (عيه السلام) : يا محمد ما جاءك في رواية من بر أو فاجر يوافق القرآن فخذ به، وما جاءك في رواية من بر أو فاجر يخالف القرآن فلا تأخذ به، و عن سدير قال : قال أبو جعفر وأبو عبد الله (عليهما السلام) : لا تصدق علينا إلاّ بما يوافق كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله) .

وذكر الشيخ الصدوق: قول الإمام الرضا (عليه السلام) : فما ورد عليكم من خبرين مختلفين فإعرضوهما على كتاب الله فما كان في كتاب الله موجوداً حلالاً أو حراماً فأتبعوا ما وافق الكتاب، وما لم يكن في الكتاب فإعرضوه على سنن النبي (صلى الله عليه وآله) (4).

وذكر السيد الخوئي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : خطب النبي (صلى الله عليه وآله) بمنى ، فقال : أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته ، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله / الكافي - الجزء :1/ 69  ، صحيحة ، وعن أيوب بن الحر قال : أسمعت أبا عبد الله (عليه السلام) : يقول : كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف (5).

فإن اهل البيت عليهم السلام وضعوا قاعدة فقهية علمية في التشخيص الفقهي لصحة الأحاديث والروايات الواردة ضمن اطار عام وهي ان يتم عرضها على القرآن الكريم فإن وافقته فيثبت صحتها والا فيضرب بها عرض الجدار وتحمل على محمل الخطأ.

ولعلّ البعض يتسائل عن سبب وجود مخالفة بعض الاحاديث او الروايات التي تخالف القرآن الكريم؟ والاجابة على ذلك تكمن بأن السبب هو الجعل والافتعال لتلك الأحاديث أو الروايات لأجل تحقيق غايات منحرفة فقد كان ومازال البعض يفتعل الاحاديث او الروايات وهذا الافتعال سرعان ما يتم كشفه اذا ما تم عرض الحديث او الرواية من قبل فقهاء مدرسة اهل البيت عليهم السلام على القرآن الكريم.  فالقرآن الكريم مصدرا تشريعيا اساسيا ولا يمكن ان يصدر من النبي صلى الله عليه واله او اهل بيته الطاهرين حديثا او رواية الا وكانت من وحي القرآن الكريم لانه صلى الله عليه واله {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (*) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}النجم 3-4. وكذلك فإن حديث الثقلين يثبت ان القرآن الكريم واهل البيت عليهم السلام لا يفترقان في شيء كالأحاديث او الروايات والأحكام الفقهية والرؤى .

الكاتب : مهند آل حسين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الكافي / الجزء : ( 1 ) / رقم الصفحة : ( 69 )

(2) الأنوار / الجزء : ( 2 ) / رقم الصفحة : ( 242 )

(3) بحار الأنوار /الجزء : ( 2 )/ رقم الصفحة : ( 244 )

(4) عيون أخبار الرضا /الجزء : ( 2 ) /رقم الصفحة : ( 20 )

(5) مصباح الفقاهة /الجزء( 3 )/ رقم الصفحة : ( 453 )