تعتبر ليلة القدر من الليالي العظيمة التي تميزت عن غيرها من ليالي شهر رمضان بالهداية والعطاء القرآني، وبخصوصية ذاتية واضحة، حيث اشارة اليها الآية الأولى من سورة القدر { انا انزلناه في ليلة القدر }. بوجوه ثلاث :
الوجه الأول : اسناد نزول القرآن اليه تعالى، وانه من فعله عزّ وجلّ، فيكون تعظيما لهذه الليلة بالتبع لعظمة القرآن.
الوجه الثاني : نسب النزول اليه بالضمير دون التصريح، فيه دلالة على اهمية القرآن، ومنه تظهر اهمية هذه الليلة ايضا بالتبع.
الوجه الثالث : التنبيه على عظمة القرآن لعظمة الزمن الذي نزل فيه، وهي ليلة القدر. فكانت اهمية تلك الليلة لكونها موردا لنزول القرآن الكريم، ويقدر فيها مصير البشر، وتعين مقدراتهم.
ولو تبصرنا في تلك الليلة التي تقدر فيها مقدرات العباد وارزاقهم، وفي نفس الليلة ينزل القرآن الكريم على قلب النبي (صلى الله عليه وآله) الطاهر، يدل على وجود نوع من العلاقة لا تقبل الانفصال بين القرآن وبين حياة الإنسان المعنوية، بل وحتى الحياة المادية. فيحصل العطاء القرآني في هذه الليلة بانتصار الإنسان على عدوه الداخلي والخارجي، ويحصل له الشموخ والحرية والاستقلال في الاختيار.
ولأهمية هذه الليلة، وشأنها وعظيم قدرها يستفاد من قوله تعالى : { وما ادراك ما ليلة القدر }، الذي معناه التعجيز عن الاحاطة خبرا بفضلها ورفيع قدرها، اذ فيها تحصل الطاعة، وهذه الطاعة تعدل في المثوبة ثلاثين ألف طاعة مثلها. وذلك لأن الاوقات انما يتفاضل بعض على بعض باعتبار ما في المفضّل من مزيد الخير والنفع، ولما جعل الله الخير الكثير في ليلة القدر بما لا يكون في غيرها. كان اللازم بحسب الطبع ان غيرها لا يساويها في الفضّل. ومن فضلها الرفيع، نزول القرآن فيها، وبها يحظى العباد برحمة خاصة، منها، ان الله يكفر ما بين شهر رمضان وشهر رمضان الآخر عن ذنوب عباده، وان الملائكة والروح تتنزل فيها، فهي اذن ليلة مفعمة بالسلامة من بدايتها حتى مطلع فجرها. والروايات تذكر ان الشيطان يكبل بالسلاسل هذه الليلة فهي ليلة سالمة مقرونة بالسلامة.
ما المراد من القَدْر :
القدر في اللغة بمعنى التقدير، واذا وافق الشيءُ الشيءَ قلت: جاءت قدره. والقَدْرُ والقَدَرُ : القضاء والحكم، وهو ما يقدره الله عزّ وجلّ من القضاء ويحكم به من الامور. قال تعالى : { انا انزلناه في ليلة القدر } أي الحكم، كما قال تعالى : { فيها يُفرَق كل امر حكيم } لسان العرب : ج11 ص55 ويفهم منه ان في ليلة القدر تقدر فيها الارزاق وتقضى.
ما هو السبب في التسمية بليلة القدر؟
اختلف العلماء في معنى هذا الاسم ومأخذه الى عدّة اقوال :
1ـ سميت ليلة القدر، لأنها الليلة التي يحكم الله فيها ويقضي بما يكون في السنة بأجمعها من كل امر. { انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين * فيها يفرق كلّ امر حكيم } الدخان : 3و4 .
2ـ وهي الليلة المباركة في قوله : { انا انزلناه في ليلة مباركة } لأن الله تعالى ينزل فيها الخير والبركة والمغفرة.
3ـ ليلة القدر، أي ليلة الشرف والخطر وعظم الشأن، من قولهم : رجل له قدر عند الناس، أي منزلة وشرف، ومنه : { ما قدروا الله حقّ قدره } الحج: 74 أي ما اعظموه حق عظمته.
ولذا قيل : من لم يكن ذا قدر اذا احياها صار ذا قدر. ولأن للطاعات فيها قدرا عظيما وثوابا جزيلا.
4ـ سميت ليلة القدر، لأنه انزل فيها كتاب ذو القدر الى رسول ذي قدر لأجل أمة ذات قدر على يدي ملك ذي قدر.
5ـ هي ليلة التقدير، لأن الله تعالى قدر فيها انزال القرآن.
6ـ سميت بذلك لأن الأرض تضيق فيها بالملائكة لكثرتهم. ولأن القدر جاء بمعنى الضيق ايضا كقوله تعالى : { ومن قدر عليه رزقه } الطلاق: 7 .
في أي ليلة من شهر رمضان تكون ليلة القدر؟
وقع الاختلاف في موردين :
المورد الاول : هل هي كانت في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم رفعت ؟
المورد الثاني : بناء على كونها لم ترفع، لكن في أي ليلة تكون من شهر رمضان؟
اما الاول : فإنها باقية الى يوم القيامة، والدليل على ذلك ما روي عن ابي ذر انه، قال : قلت : يا رسول الله، ليلة القدر هي شيء تكون على عهد الانبياء ينزّل فيها، فإذا قبضوا رفعت؟ قال : لا، بل هي الى يوم القيامة. والدليل الآخر، قوله تعالى : { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلّ امر }، الفعل المضارع (تنزل) يدل على الاستمرار، (والاصل تتنزل) مما يدل على ان ليلة القدر لم تكن خاصة بزمن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) وبنزول القرآن، بل هي ليلة تتكرر في كل عام باستمرار.
وقيل : انها في ليالي السنة كلها، ومن علق طلاق امرأته على ليلة القدر لم يقع الى مضي السنة. وهو مذهب ابي حنيفة.
وفي بعض الروايات روي عن ابن مسعود انه قال : من يقم الحول كلّه يُصبها، فبلغ ذلك عبد الله بن عمر، فقال : رحم الله ابا عبد الرحمن، اما انه علم انها في شهر رمضان، لكنه اراد ألا يتكل الناس.
اما الثاني : ذهب جمهور العلماء على انها في شهر رمضان في كلّ سنة، ولكن في أي ليلة منه؟ اختلفوا على اقوال، وكان الصحيح منها تكون في العشر الأواخر منه.
والدليل على ذلك، ما روي مرفوعا عنه (صلى الله عليه وآله): (التمسوها في العشر الأواخر).
وعن الإمام علي (عليه السلام) : ( ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من شهر رمضان. قال : وكان اذا دخل العشر الأواخر دأب وأدأب اهله ).
وروى ابو بصير عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال : ( كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذا دخل العشر الأواخر شد المئزر، واجتنب النساء، وأحيا الليل، وتفرغ للعبادة ).
وبعد ان ثبت ان ليلة القدر لم ترفع وباقية الى يوم القيامة، وانها في العشر الأواخر من شهر رمضان، لكن في أي ليلة من تلك الليالي العشر؟ اختلفوا ايضا على اقوال:
الأول : انها ليلة احدى وعشرين، مذهب ابي سعيد الخدري. واختيار الشافعي.
قال ابو سعيد الخدري : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (رأيت هذه الليلة ثم انسيتها. ورأيتني اسجد في ماء وطين، فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كلّ وتر).
قال: فأبصرت عيناي رسول الله (صلى الله عليه وآله) انصرف، وعلى جبهته وأنفه اثر الماء والطين من صبيحة احدى وعشرين. اورده البخاري في الصحيح.
الثاني : هي ليلة ثلاث وعشرين منه.
عن عبد الله بن عمر قال : جاء رجل الى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال : يا رسول الله، اني رأيت في النوم كأن ليلة القدر هي ليلة سابعة تبقى، فقال (صلى الله عليه وآله) : ( أرى رؤياكم قد تواطأت على ثلاث وعشرين، فمن كان منكم يريد ان يقوم في الشهر شيئا فليقم ليلة ثلاث وعشرين). قال معمر : كان ايوب يغتسل ليلة ثلاث وعشرين ويمس طيبا.
سأل عمر بن الخطاب اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال : قد علمتم ان رسول الله صلى الله عليه وآله)، قال في ليلة القدر : اطلبوها في العشر الأواخر وترا، ففي أي الوتر ترون؟ فأكثر القوم في الوتر، قال ابن عباس، فقال لي : ما لك لا تتكلم يا ابن عباس؟ فقلت : رأيت الله اكثر ذكر السبع في القرآن، فذكر السموات سبعا، والارضين سبعا، و[جعل] الطواف سبعا، والجمار سبعا، وما شاء الله من ذلك خلق الانسان من سبعة، وجعل رزقة في سبعة، فقال (عمر) : كل ما ذكرت عرفت، فما قولك خلق الانسان من سبعة وجعل رزقه في سبعة؟ فقلت (ابن عباس) : خلق الانسان من سلالة من طين، الى قوله : خلقا آخر. ثم قرأت : أنا صببنا الماء صبا، الى قوله : وفاكهة وأبا، فما أراها إلا ليلة ثلاث وعشرين لسبع بقين، فقال عمر : عجزتم ان تأتوا بما جاء به هذا الغلام، الذي لم يجتمع شؤن رأسه، قال : وقال عمر : وافق رأيي رأيك، ثم ضرب منكبي فقال : ما انت بأقل القوم علما.
الثالث : احدى وعشرون وثلاث وعشرون.
روى العياشي بإسناده عن زرارة عن عبد الواحد بن المختار الانصاري قال : سألت ابا جعفر (عليه السلام) عن ليلة القدر قال : في ليلتين : ليلة ثلاث وعشرين، وإحدى وعشرين، فقلت : افرد لي احداهما، فقال : وما عليك ان تعمل في ليلتين هي احداهما.
وعن شهاب بن عبد ربه قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : أخبرني بليلة القدر، فقال : ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين.
الرابع : ليلة التاسع عشر، واحدى وعشرون، وثلاث وعشرون.
عن حماد ابن عثمان عن حسان بن ابي علي قال : سألت ابا عبد الله (عليه السلام) عن ليلة القدر، قال : اطلبها في تسع عشر، وإحدى وعشرين، وثلاث وعشرين.
عن علي بن حمزة، قال : كنت عند ابي عبد الله (عليه السلام) فقال له ابو بصير : جعلت فداك، الليلة التي يرجى فيها ما يرجى، أي ليلة هي؟ فقال: هي ليلة احدى وعشرين وثلاث وعشرين، قال: فان لم اقو على كلتيهما، فقال: ما ايسر ليلتين فيما تطلب، قال : قلت : فربما رأينا الهلال عندنا وجاءنا من يخبرنا بخلاف ذلك في أرض أخرى، فقال : ما ايسر اربع ليال فيما تطلب، قلت : جعلت فداك ليلة ثلاث وعشرين ليلة الجهني؟ قال : ان ذلك ليقال، قلت : جعلت فداك ان سليمان بن خالد روى ان التسع عشرة يكتب وفد الحاج، فقال : يا ابا محمد وفد الحاج يكتب في ليلة القدر، والمنايا والبلايا والارزاق، ما يكون الى في قابل، فاطلبها في احدى، وثلاث، وصل في كل واحد منهما مائة ركعة، واحيهما ان استطعت الى النور واغتسل فيهما، قال : قلت : فان لم اقدر على ذلك وانا قائم، قال : فصل وانت جالس، قلت : فان لم استطع، قال : فعلى فراشك، قلت : فان لم استطع، فقال : لا عليك ان تكتحل اول الليل بشيء من النوم، ان ابواب السماء تفتح في شهر رمضان، تصفد الشياطين وتقبل اعمال المؤمنين نعم الشهر شهر رمضان كان يسمى على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المرزوق. من لا يحضره الفقيه : ج2 ص106
الخامس : انها ليلة سبع وعشرين.
عن اُبي بن كعب وعائشة. وروى ابن عباس وابن عمر قالا : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : تحرّوها ليلة سبع وعشرين.
وبناء على ما تقدم فان ليلة القدر لم ترفع، والمشهور في الروايات انها في العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك، حيث كان النبي (صلى الله عليه وآله) يحيي تلك العشرة، وفي الليلتين الحادية والعشرين او الثالثة والعشرين، وذلك عندما اصر عبد الواحد الانصاري على الإمام الباقر (عليه السلام) في تعيين واحدة بين الليليتين لم يزد الإمام على ان يقول : ( ما ايسر ليلتين فيما تطلب)، وثمة روايات تركز على الليلة الثالثة والعشرين، وهو الاقوى على ما تقدم.
لقائل يقول ما هي فائدة اخفاء ليلة القدر في العشر الأواخر؟ كما ثبت انها في العشر الأواخر لفعل الرسول (صلى الله عليه وآله)، اذا دخل العشر الأواخر شد المئزر، واجتنب النساء، وأحيا الليل، وتفرغ للعبادة.
نقول : تارة تكون الفائدة، فائدة علمية، أي للاطلاع العلمي وتقوية الذهن، واخرى تكون الفائدة، فائدة عمليه يبتني عليها الثواب والعقاب، وفي اخفاء ليلة القدر يمكن تحقق الفائدتين معا، فيجتهد الناس في العبادة والتضرع والتوسل بالله تعالى، واحياء جميع ليالي شهر رمضان وبالخصوص العشر الأواخر لكي يدرك تلك الليلة المباركة التي فيها يفرق كل امر حكيم طمعا بذلك.
وهناك نظائر لها في تحقق فائدة الاخفاء؛ اخفاء الصلاة الوسطى في الصلوات الخمس، واسم الله الاعظم، وساعة الاجابة في ساعات الجمعة، واخفاء الامام المهدي عن الانظار، واخفاء تاريخ استشهاد فاطمة الزهراء (عليها السلام). واخفاء احباء الله بين الناس كي يُحترم كل الناس، واخفاء وقت الموت كي يكون الناس دائما على استعداد.
ماهي علاقة القران بليلة القدر؟
هناك علاقة عضوية بين ليلة القدر والقرآن، لأن في ليلة القدر تقدر مصائر البشر لسنة كاملة حسب ما يليق بكل انسان ، والقرآن هو الكتاب القادر على رسم مستقبل ومصير البشر وهو الهادي لهم الى طريق السعادة. فينبغي ان يكون نزوله في ليلة القدر، لتعيين المصير.
هل ان مقدرات بني ادم بأجمعها والارزاق والآجال والمسائل الاخرى التي ترتبط بليلة القد تناقض حرية البشر؟
هذه الامور لا تنافي مع حرية الانسان، ومسألة الاختيار، لأن التقدير الإلهي، انما يتم حسب لياقة الافراد وميزان ايمانهم وتقواهم وطهر نيّتهم واعمالهم. وبعبارة اوضح: ارضية التقدير يوفرها الإنسان نفسه، وهذا لا يتنافى مع الاختيار بل يؤكده.
قال تعالى : { انا انزلناه في ليلة القدر } هل ليلة القدر ليلة واحدة ومعينة كما في الروايات على كل المعمورة؟
الجواب، كما جاء في تفسير الأمثل: ( الجواب يتضح بالالتفات الى ما يلي:
الليل هو ظل نصف الكرة الارضية على النصف الآخر من هذه الكرة، ونعلم ان هذا الظل يتحرك بتحرك الكرة الارضية، ويدور دورة كاملة في اربع وعشرين ساعة، من هنا يمكن ان تكون ليلة القدر دورة كاملة لليل حول الارض، أي تكون هذه الليلة مدّة اربع وعشرين ساعة من دوران الظلام حول الكرة الارضية بأجمعها، تبدأ من نقطة وتنتهي عند نقطة اخرى. (تأمل بدقة) ). ج 15 ص442
كيف نوفق بين الآيات القرآنية التي تشير بشأن نزول القرآن في شهر رمضان { شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن }، وفي ليلة القدر{ انا انزلناه في ليلة القدر }، وكذلك قوله تعالى: { انا انزلناه في ليلة مباركة } مع ان المؤكد ان القرآن الكريم نزل تدريجيا خلال 23 عاما؟
يستفاد من مجموع هذه الآيات، ان الليلة المباركة اشارة الى ليلة القدر التي هي من ليالي شهر رمضان.
وهناك آيات تشير ان النبي كان عالما بالقرآن قبل نزوله التدريجي، كقوله تعالى: { ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وحيه } طه : الآية : 114 .
وفي قوله تعالى: { لا تحرك به لسانك لتعجل به } القيامة : الآية : 16 .
وبناء على ما تقدم ذكر المحققون ان للقرآن نزولين:
النزول الدفعي، وهو نزول القرآن بأجمعه على قلب النبي (صلى الله عليه وآله) او على البيت المعمور، او من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا.
والنزول التدريجي، وهو ما تمّ خلال 23 سنة من عصر النبوة بحسب الظروف والحوادث والاحتياجات.
وان بعض الروايات قد عبرت بالإنزال، وبعضها الآخر بالنّزول، والذي يفهم من متون اللغة ان التنزيل يستعمل في الموارد الت ينزل فيها الشيء تدريجيا ومتفرقا، اما الإنزال فله معنى واسع يشمل النّزول التدريجي والنّزول دفعة واحدة . مفردات الراغب. مادة : نزل.
وعند ملاحظة الآيات القرآنية التي تحدثت عن نزول القرآن في ليلة القدر وشهر رمضان قد عبرت بالإنزال، وهو يتوافق مع النّزول دفعة واحدة. في حين عُبر بالتنزيل فقط في الموارد التي دار الكلام فيها حول النزول التدريجي للقرآن. للإيضاح اكثر راجع تفسير الامثل ج12 ص 436 .
واخيرا ان نزول القرآن في هذه الليلة المباركة ليلة القدر، وارسال النبي (صلى الله عليه وآله) وكون المقدرات فيها، فهي رحمة من الله لعباده، نعم فان رحمته التي لا تحدّ توجب ان لا يترك العباد وشأنهم، بل يجب ان ترسل اليهم التعليمات اللازمة لترشدهم في سيرهم الى الله تعالى. فعالم الوجود يصدر عن رحمته الواسعة وينبع منها، والبشر اكثر تنعما بهذه الرحمة من كل الموجودات.
اللهم منّ علينا بليلة القدر بيقظة ووعي كي نتزود من فضيلتها، ولا تجعلنا من محرومي هذا الشهر، فقدر لنا وفق ما نأمله فيك.
الكاتب: السيد زكي الموسوي
اترك تعليق