و هي من اعظم المعاجز لرسول الله(صلى الله عليه و آله) بعد ان طالبه المشركون بمعجرة خارقة لم يات بها غيره فطلبوا منه شق القمر فأجابهم رسول الله صلى الله عليه واله بشرط ان يؤمنوا بالله و رسوله فقبلوا بذلك، فدعا رسول الله صلى الله عليه واله بما طلبوه من الله تعالى و انشق القمر الى نصفين، و اتهموه بالسحر و لذا قالوا له ننتظر قافلة تاتي من الشام لينبؤوهم بما رأوه لاعتقادهم ان السحر لا يؤثر على البعيد و حين وصول القافلة سألوهم فأجابوا ان القمر انقسم الى نصفين وكانت تلك الحادثة في الرابع عشر من شهر ذو الحجّة السنة الخامسة قبل الهجرة.
و ذكر ابن عباس: «اجتمع المشركون إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقالوا: إن كنت صادقاً فشُقّ لنا القمر فرقتين.
فقال لهم رسول الله(صلى الله عليه وآله): "إن فعلتُ تؤمِنون"؟ قالوا: نعم. وكانت ليلة بدر، فسأل رسول الله(صلى الله عليه وآله) ربّه أن يعطيه ما قالوا، فانشقّ القمر فرقتين، ورسول الله ينادي: "يا فلان، يا فلان، اِشهدوا"».
وعن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: «فقالوا: سحرنا محمّد، فقال بعضهم: لإن كان سحرنا فما يستطيع أن يسحر الناس كلّهم».
وقال الإمام الصادق(عليه السلام): «اجتمعوا أربعة عشر رجلاً أصحاب العقبة ليلة أربعة عشر من ذي الحجّة، فقالوا للنبي(صلى الله عليه وآله): ما من نبي إلّا وله آية، فما آيتك في ليلتك هذه؟
فقال النبي(صلى الله عليه وآله): "ما الذي تريدون"؟ فقالوا: أن يكن لك عند ربّك قدر، فأمر القمر أن ينقطع قطعتين، فهبط جبرائيل(عليه السلام) وقال: يا محمّد، إنّ الله يقرؤك السلام ويقول لك: إنّي قد أمرت كلّ شيء بطاعتك، فرفع رأسه، فأمر القمر أن ينقطع قطعتين، فانقطع قطعتين، فسجد النبي(صلى الله عليه وآله) شكراً لله... ثمّ قالوا: يعود كما كان؟ فعاد كما كان... .
فقالوا: يا محمّد، حين تقدم سفارنا من الشام واليمن فنسألهم ما رأوا في هذه الليلة، فإنّ يكونوا رأوا مثلما رأينا علمنا أنّه من ربّك، وإنّ لم يروا مثلما رأينا علمنا أنّه سحر سحرتنا به، فأنزل الله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السّاعَةُ وَانشَقّ الْقَمَر}».
قيس العامري
اترك تعليق