وصية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) الخاصة بأهل بيته (عليهم السلام)

في كتاب الطبري(1) حدّثنا محمد بن عمر الجعابي الحافظ البغدادي ، قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ثابت بن كنانة ، قال : حدّثنا محمد [ بن الحسن ] بن العباس أبو جعفر الخزاعي ، قال : حدّثنا الحسن بن الحسين العرني ، قال : حدّثنا عمر بن ثابت عن عطاء بن السايب عن ابن يحيى عن ابن عباس قال :

صعد رسول الله المنبر فخطب واجتمع الناس إليه فقال :

يا معشر المؤمنين ، إنّ الله عزّ وجلّ أوحى إليَّ أنّي مقبوض ، وأنّ ابن عمّي علياً مقتول ، وإنّي أيها الناس ! أخبركم خبراً إن عملتم به سلمتم ،وأن تركتموه هلكتم : إنّ ابن عمّي علياً هو أخي ووزيري ، وهو خليفتي ، وهو المبلّغ عنّي ، وهو إمام المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين ، إن استرشدتموه أرشدكم ، وإن اتبعتموه نجوتم ، وإن خالفتموه ضللتم ، وإن أطعتموه فالله أطعتم ، وإن عصيتموه فالله عصيتم ، وإن بايعتموه فالله بايعتم ، وإن نكثتم بيعته فبيعة الله نكثتم ، إنّ الله عزّ وجلّ أنزل عليَّ القرآن وهو الذي مَن خالفه ضلّ ، ومَن ابتغى علمه عند غير علي ( عليه السلام ) هلك .

أيها الناس ! اسمَعوا قولي ، واعرفوا حقّ نصيحتي ، ولا تُخالفوني في أهل بيتي إلاّ بالذي أُمرتم به ، ومَن حفظهم فقد حفظني ، فإنّهم حامتي وقرابتي وإخواني وأولادي ، فإنّكم مجمعون ومُساءلون عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنّهم أهل بيتي ، فمَن آذاهم فقد آذاني ، ومَن ظلمهم فقد ظلمني ، ومَن أذلّهم فقد أذلّني ، ومَن أعزّهم فقد أعزّني ، ومَن أكرمهم أكرمني ، ومَن نصرهم نصرني ، ومَن خذلهم خذلني ، ومَن طلب الهُدى في غيرهم فقد كذّبني ، أيها الناس اتقوا الله وانظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموني ، فإنّي خصم لمن آذاهم ، ومَن كنتُ خصمه فقد خصمته ، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بشارة المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم)لشيعة المرتضى(عليه السلام).

المرفقات