قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} ظهرالواحد عن الاحد ،وفاض عن الواحد سائر العدد وذاك كما ظهر الخط عن النقطة والسطح عن الخط والجسم عنهم والحروف عن النقطة والكلام عن الحروف والمعاني عن الكلام والكل من واحد ، منه المبدا واليه المعاد بدؤها منك وعودها اليك فالنقطة الواحده هي حقيقة الموجودات ومبدا الكائنات وقطب الدائرات وعالم الغيب والشهادة وظاهر النبوة وباطنها الولاية وهما نور واحد في الظاهر والباطن ، ولكن الولاية من النبوة وعنها لانهما الاسمين الايمنين اللذين جمعا فجتمعا ولا يصلحان الا معاً يسميان فيفرقان محمد وعلي ويوصفان فيجتمعان نبي وولي وتمامهما في تمام احدهما تمام الولي من النبي لان القمر يستمد من الشمس فاذا كمل صار بدراً فاذا غابت الشمس كان الحكم للبدر.
وما رواه جابر بن عبد الله في تفسير الاية الكريمة (قال رسول الله (صلى الله عليه واله) اول ما خلق الله نوري ابتدعه من نوره واشتقه من خلال عظمته فاقبل يطوف بالقدرة حتى وصل الى جلال العظمة في ثمانين الف سنه ثم سجد لله تعظيماً فتفتق منه نور علي فكان نوري محيطاً بالعظمة ونور علي محيطاً بالقدرة ثم خلق العرش واللوح والشمس والقمر والنجوم وضوء النهار وضوء الابصار والعقل والمعرفة وابصار العباد واسماعهم وقلوبهم من نوري ونوري مشتق من نوره فنحن الاولون ونحن الاخرون ونحن السابقون ونحن الشافعون ونحن كلمة الله ونحن خاصة الله ونحن احباء الله ونحن وجه الله ونحن امناء الله ونحن خزنة وحي الله وسدنة غيب الله ونحن معدن التنزيل وعندنا معنى التاويل وفي اياتنا هبط جبرائيل ونحن مختلف امر الله ونحن منتهى غيب الله ونحن محال قدس الله ونحن مصابيح الحكمة ومفاتيح الرحمة وينابيع النعمة ونحن شرف الامة وسادة الائمة ونحن الولاة والهداة والدعاة والسقاة والحماة وحبنا طريق النجاة وعين الحياة ونحن السبيل والسلسبيل والمنهج القويم والصراط المستقيم من امن بنا امن بالله ومن رد علينا رد على الله ومن شك فينا شك في الله ومن عرفنا عرف الله ومن تولى عنا تولى عن الله ومن تبعنا اطاع الله ونحن الوسيلة الى الله والوصلة الى رضوان الله ولنا العصمة والخلافة والهداية وفينا النبوة والامامة والولاية ونحن معدن الحكمة وباب الرحمة ونحن كلمة التقوى والمثل الاعلى والحجة العظمى والعروة الوثقى التي من تمسك بها نجا وتمت البشرى.
وما رواه محمد بن علي بن بابويه مرفوعاً الى عبد الله بن المبارك عن سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده امير المؤمنين (عليهم السلام) انه قال:(ان الله خلق نور محمد قبل خلق المخلوقات كلها بأربعمائة الف سنه واربعة وعشرين الف سنة ،خلق منه اثني عشر حجاباً ). والمراد بالحجب الائمة فهم الكلمة التي تكلم الله بها ثم ابدى منها سائر الكلم ، والنعمة التي افاضها وافاض منها سائر النعم والامة التي اخرجها واخرج منها سائر الامم ولسانه المعبر عنه ويده المبسوطة بالفضل والكرم وقوامه على عباده بالحكم والحكم .
وعن ابي حمزة الثمالي قال دخلت حبابة الوالبية على ابي جعفر (عليه السلام) فقالت اخبرني اي شيء كنتم في الاظلة ؟ قال كنا نوراً بين يدي الله قبل خلقه الخلق فلما خلق الخلق سبحنا فسبحوا، وهللنا فهللوا وكبرنا فكبروا ، وذلك قوله تعالى {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} ومعناه لو استقاموا على حب علي كنا وضعنا اظلتهم في الماء الفرات وهو حب علي (عليه السلام).
وان ذكر المولى هو ذكر الرب العلي دليل ذلك ما رواه ابن عباس عن النبي( صلى الله عليه واله) كان يكتب الى شيعة علي (عليه السلام) الى المختارين في الاظلة ، والمنتجبين في الملة ، المسارعين في الطاعة ، المبصرين في الكرة ، سلام عليكم تحية منا اليكم ، اما بعد فقد دعاني الكتاب اليكم لاستبصاركم من العمى ، ودخولكم في باب الهدى ، فاسلكوا في سبيل السلامة ، فانها جوامع الكرامة ، ان العبد اذا دخل حفرته جاءه ملكان فسألاه عن ربه ونبيه ووليه ، فان اجاب نجا ، وان انكر هوى .
المصدر / منتديات مدرسة الامام الحسين(عليه السلام).
اترك تعليق