النبي محمد (صلى الله عليه وآله) في الأديان السابقة

الأنبياء عليهم السلام في الأديان السابقة للأسلام كانت لهم علامات وأمارات ودلائل قبل توليهم منصب النبوة، ومن هذه العلامات أن يخبر به الدين السابق لدينه كما ذٌكر في القرآن الكريم عن عيسى (عيله السلام )يبشر برسول الله (صلى الله عليه وآله)ويفصح بإسمه قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}.

كما ذُكرت أخلاقه (صلى الله عليه وآله)التي بُهر بها جميع المخلوقات قال تعالى:{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.

و أما بالنسبة في ذكره (صلى الله عليه وآله) في التوراة والإِنجيل فقد ذكرت صفاته وأَخلاقه وعلامات عنه كما في التوراة (عن علي بن ابي طالب (عليه السلام)إِنه قال:إنه كان ليهودي على رسولِ الله(صلى الله عليه وآله)دنانير فتقاضاهُ بها، وقال للرسول(صلى الله عليه وآله):لا أُفارِقك حتى تقضيني، فجلس معه رسولُ الله(صلى الله عليه وآله) حتى صلى_في ذلك الموضع_صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح، وقال (صلى الله عليه وآله)لم يبعثني ربي على أن أظلم معاهداً، ولا نمأة، فلما علا النهار أَسلم اليهودي وقال:هذا شطر مالي في سبيل الله، وإِنما فعلت ذلك لأنظر إِلى نعتك في التوراة، فإِني قرأت نعتك في التوراة):محمد بن عبد الله مولده بمكة، ومهاجره بطيبة وليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخاب، ولا مترننٍ بالفحش، ولا قول الخنا).(1)

 وكذلك ذُكرت أوصافه (ص) في منتهى الدقة في الإِنجيل:(يا عيسى! جد في أمرك ولا تهزل.يابن الطاهرة البكر البتول!أَنت من غير فحل أَنا خلقتك آية للعالمين، فإياي فاعبد وعلي فتوكل وخذ الكتاب بقوة، فسر لأهل سوريا السريانية بلغ من بين يديك أني أنا الله الدائم الذي لا يزول صدقوا النبي الأمي صاحب الجمل والمدرعة والتاج_وهو العمامة_و النعلين والهراوة وهي القضيب الأنجل العينين الصلت الجبين الواضح الخدين الأقنى الأنف، مفلج الثنايا كأن عنقه إِبريق فضة وكأن الذهب يجري في تراقيه، له شعرات في صدره الى سرته ليس على صدره ولا على بطنه شعر، أَسمر اللون دقيق المشربة شثن الكف و القدم، إذا إِلتفت إِلتفت جميعا وإِذا مشى كأنمى يتقلع من الصخر وينحدر من صبب، و إِذا جاء مع القوم بذهم؛عرقه من وجهه كاللؤلؤ وريحُ المسك ينفَحُ منهُ، لم ير قبله مثله و لا بعده، طيب الريح نكاح النساء (ذو)النسل القليل إِنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب، يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا أُمك، لها فرخان مستشهدان كلامه القران ودينه الإِسلام وأنا الإِسلام، طوبى لمن أدرك زمانه وشهد أيامه وسمع كلامه.(1)

قال عيسى(عليه السلام):يا رب!وما طوبى؟قال:

شجرة في الجنة أَنا غرستها تظل الجنان، أَصلها من رضوان، ماؤها من تسنيم، برده برد الكافور وطعمه طعم الزنجبيل، من يشرب من تلك العين شربة لم يظمأ بعدها أَبدا.

قال عيسى(عليه السلام):اللهم إِسقني منها!قال:

حرام يا عيسى على البشر أن يشربو منها حتى يشرب ذلك النبي، وحرام على الأُمم أن يشربوا منها حتى تشرب أُمة ذلك النبي، أَرفعك الي ثم أُهبطك في آخر الزمان لترى من أُمة ذلك النبي العجائب ولتعينهم على قتل اللعين الدجال، أُهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم إِنهم أُمة مرحومة.

ومما إِحتج به الإِمام الرضى (عليه السلام) على رأسِ الجالوتا أن قال:(يا يهودي! أقبل علي أسألك بالعشر الايآت التي أُنزلت على موسى بن عمران، هل تجد في التوراة مكتوباً نبأ محمد وأمته: 

إِذا جاءت الأُمة الأخيرة، أَتباع راكب البعيرة، يسبحون الرب جداً جداً، تسبيحا جديداً في الكنائس الجدد، فاليفزع بنو إِسرائيل إِليهم، وإِلى ملكهم، لتطمئن قلوبهم، فإِن بأيديهم سيوفاً ينتقمون بها من الأُمم الكافرة، في أقطار الأرض. 

هل في التوراة مكتوب؟ قال رأس الجالوت نعم! إِنا لنجده كذلك.

إلا ان رسول الله (صلى الله علية وآله)لم يذكر بعده نبي ولا شريعة وإِنما نفى ذلك وفي الحديث الشريف: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله)لعلي بن ابي طالب (عليه السلام) ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي.(2)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(1). كلمة الله_  للسيد حسن الشيرازي 

(2).الامالي للطوسي ج1  ص287