منطلقات النهضة الحسينية وخلفياتها (الإمام الحسين علیه السلام التحدي الأبرز للمشروع الأُموي)

تمهيد

تحدَّثنا في القسم الثاني من هذا البحث عن مشروع توريث الحكم ليزيد بن معاوية، والعقبات التي واجهت هذا المشروع، وكيف جهد معاوية في الالتفاف عليها وتذليلها. ونريد في هذا القسم ـ إن شاء الله تعالى ـ أن نمرَّ على موقف الإمام الحسين  عليه السلام من معاوية، وطبيعة هذا الموقف واستحقاقاته.

 

موقف الإمام الحسين  عليه السلام من معاوية

عايش الإمام الحسين  عليه السلام مسار الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله منذ مؤتمر السقيفة وحتى تولّي معاوية للسلطة، وكان يعرف كلّ ظروفها وملابساتها، ويُدرك خطورة النتيجة التي أفضت إليها بتربُّع معاوية بن أبي سفيان على العرش، ويُدرك كذلك ضرورة الوقوف بوجه المدّ الأُموي واجتثاث هذه الشجرة الخبيثة، وعدم السماح لها بأن تستطيل وتتفرَّع، وهذا هو العهد الذي قطعه أبوه علي  عليه السلام على نفسه كما عرفنا، ولم تمهله المَنيّة لإنجاز ذلك.

ولكن المعادلة اختلفت بعد شهادة أمير المؤمنين  عليه السلام، ممّا اضطرَّ الإمام الحسن  عليه السلام لمهادنة معاوية، وكان الحسين  عليه السلام منسجماً مع رؤية الإمام الحسن  عليه السلام في ذلك، وتصريحه بأنّه كارهٌ للصلح لا يوحي بغير ذلك كما يتوهّم بعضٌ، فإنّ الحسن  عليه السلام لم يكن محبَّاً للصلح، وإنّما كان محبِّاً لجهاد معاوية، كارهاً لمهادنته، ولكنّ الصلح كان خياراً صعباً، وكأساً مُرّاً تجرَّعها  عليه السلام.

وقد ظلّ الحسين  عليه السلام كما هو أخوه الحسن  عليه السلام ملتزماً بعقد الصلح ولم يفكِّر بالثورة، على رغم الدعوات الكثيرة التي كان يتلقّاها من شيعته وشيعة أبيه. فبعد أن تمّ الصلح مع معاوية، وعدم التزام معاوية ببنوده، جاء حجر بن عدي إلى الحسن عليه السلام يطلب منه أن ينقض الصلح، وأن يعيدها عليهم جذعة، فأبى أن يجيبه إلى ذلك، عندها تركه وجاء إلى الحسين  عليه السلام مع عبيدة بن عمرو، وقال له: «أبا عبد الله، شريتم الذلّ بالعزّ، وقبلتم القليل وتركتم الكثير، أَطِعْنا اليوم واعصِنا الدهر، دع الحسن وما رأى من هذا الصلح، واجمع إليك شيعتك من أهل الكوفة وغيرها، وولّني وصاحبي هذه المقدّمة، فلا يشعر ابن هند إلّا ونحن نقارعه بالسيوف». فقال الحسين  عليه السلام: «إنّا قد بايعنا وعاهدنا، ولا سبيل إلى نقض بيعتنا»[2].

وهكذا جاء إليه جندب بن عبد الله الأزدي، والمسيب بن نجبة الفزاري، وسليمان بن صرد الخزاعي، وسعيد بن عبد الله الحنفي، وطلبوا منه نفس الطلب، فأجابهم بالقول: «هذا ما لا يكون ولا يصلح»[3].

وبعد استشهاد أخيه الحسن  عليه السلام، تصاعدت الدعوات من أهل الكوفة له، تدعوه لمناوأة معاوية والخروج عليه، ولكنّه ردّ عليهم قائلاً ـ كما في أنساب الأشراف ـ: «قد كان صلحٌ وكانت بيعةٌ كنتُ لها كارهاً، فانتظروا ما دام هذا الرجل حيّاً، فإن يهلك نظرنا ونظرتم... ليكن كلّ امرئ منكم حلساً من أحلاس بيته، ما دام هذا الرجل حيّاً، فإن يهلك وأنتم أحياء، رجونا أن يخيّر الله لنا ويؤتينا رُشدنا»[4].

وروى الدينوري أنّ أهل الكوفة كتبوا له بعد شهادة أخيه كتاباً جاء فيه: «فأقدم علينا فقد وطَّنّا أنفسنا على الموت معك». فكتب إليهم: «أمّا أخي، فأرجوا أن يكون الله قد وفَّقه وسدَّده فيما يأتي، وأمّا أنا فليس رأيي اليوم ذلك، فالصقوا ـ رحمكم الله ـ بالأرض، واكمنوا في البيوت، واحترسوا من الظنة ما دام معاوية حيّاً، فإن يُحدث الله به حدثاً وأنا حيّ كتبت إليكم برأيي، والسلام»[5].

وقال ابن عساكر: «وكان أهل الكوفة يكتبون إلى حسين بن علي يدعونه إلى الخروج إليهم في خلافة معاوية، كلّ ذلك يأبى، فقدم منهم قوم إلى محمد بن الحنفية فطلبوا إليه أن يخرج معهم فأبى، وجاء إلى الحسين فأخبره بما عرضوا عليه. وقال: إنّ القوم إنّما يريدون أن يأكلوا بنا ويشيطوا دماءنا»[6].

وقد كثر تردّد العراقيين وبعض الشخصيّات الحجازية على المدينة، ولقاؤهم بالإمام الحسين  عليه السلام؛ ممّا أثار شكوك السلطات في المدينة، فأرسلتْ تقريراً إلى العاصمة تخبرهم بالاجتماعات المريبة التي تجمع الحسين  عليه السلام مع بعض الشخصيّات من أماكن مختلفة. يقول البلاذري: «وكان رجال من أهل العراق وأشراف أهل الحجاز يختلفون إلى الحسين يجلّونه ويعظِّمونه، ويذكرون فضله، ويدعونه إلى أنفسهم، ويقولون: إنّا لك عضد ويد. ليتّخذوا الوسيلة إليه، وهم لا يشكّون في أنّ معاوية إذا مات لم يعدل الناس بحسين أحداً.

فلمّا كثر اختلافهم إليه، أتى عمرو بن عثمان بن عفّان مروانَ بن الحكم ـ وهو إذ ذاك عامل معاوية على المدينة ـ فقال له: لقد كثر اختلاف الناس إلى حسين، والله، إنّي لأرى أنّ لكم منه يوماً عصيباً. فكتب مروان ذلك إلى معاوية»[7].

ويروي الدينوري أيضاً أنّ مروان بن الحكم كتب إلى معاوية يُعلِمه «أنّ رجالاً من أهل العراق قدموا على الحسين بن علي وهم مقيمون عنده، يختلفون إليه، فاكتب إليَّ بالذي ترى»[8].

وكذلك روى ابن عساكر أنّه كتب إلى معاوية يقول: «إنّي لست آمن أن يكون حسين مرصداً للفتنة، وأظنّ يومكم من حسين طويلاً»[9].

 

موقف معاوية من الحسين  عليه السلام

لقد كانت التقارير تتوالى على معاوية من قِبَل مروان بن الحكم وغيره، تُخبره بتلك الاجتماعات المريبة للسلطة، وأنّه يُخطِّط لأمرٍ ما، وإذا لم تقم السلطات بعملية استباقية، فسوف يكون من الصعب عليها أن تستوعب الضربة التي سيُفاجئها بها.

لكن معاوية لم يستجب لطلبات مروان؛ إمّا لأنّه كان يرى أنّ هذه التقارير مبالغ فيها، وهو يعرف جيّداً حقد مروان تجاه أهل البيت علیهم السلام، والذي قد يدعوه إلى المبالغة في مثل هذه الأُمور، كما يظهر من بعض كُتُب معاوية إلى مروان؛ حيث قال له: «لا تعرض للحسين في شيء، فقد بايعنا، وليس بناقض بيعتنا، ولا مخفر ذمتنا»[10]؛ أو لأنّه كان يرى ـ وهو ما نرجِّحه ـ أنّ من الأفضل عدم الاصطدام بالحسين  عليه السلام حتى مع تلك التحرّكات الطفيفة، ما دام لم يُقدِم على عمل مناوئ للسلطات؛ لأنّ التعرّض له سيفتق عليهم فتقاً يصعب رتقه، ويُثير أمامهم مشاكل هم في غنًى عنها. وهذا الثاني أيضاً تؤكِّده بعض الأخبار، حيث روى البلاذري أنّ معاوية ردَّ على تقارير مروان تلك قائلاً: «اترك حسيناً ما تركك، ولم يُظهر لك عداوته ويُبد صفحته، واكمن عنه كمون الثرى»[11].

ويروي بعض المؤرِّخين أنّ معاوية حاول أن يستشير بعض النافذين من بني أُميّة في كيفية التعاطي مع الحسين  عليه السلام، فقد روى العسكري في الأوائل: «قدم معاوية حاجّاً في عام واحد وخمسين، وأذن لمروان، وقال: أشر عليَّ في أمر الحسين. قال له: أرى أن تُخرجه معك، فتقطعه عن أهل العراق، وتقطعهم عنه. قال: أردت ـ والله ـ أن تستريح منه، ونحمل مؤنته على أن ينال منّي ما ينال منك، فإن انتقمت قطعت رحمه، وإن صبرت صبرت على أذاه. ثمّ أذِنَ لسعيد بن العاص، فقال: أشر عليَّ في أمر الحسين. قال: أرى أنّك لا تخافه على نفسك، وإنّما تخافه على مَن بعدك، وأنت تدع له قريناً إن قاتله قتله، وإن ماكَرَه ماكَرَه، فاترك حسيناً بمنبت النخلة، يشرب من الماء ويذهب في الهواء، لا يبلغ عنان السماء. قال [له معاوية]: أصبت، لأخبرنّكم عنّي يا بني أُميّة: لن يبرح هذا الأمر فيكم ما عظَّمتم ملوككم، فإذا تمنّاها كلّ امرئ منكم لنفسه، وثب بنو عبد المطلب في أقطارها، وقال الناس: آل رسول الله صلى الله عليه وآله. فكانت الخلافة فيكم كحجر المنجنيق، يذهب أمامه ولا يرجع وراءه»[12].

وفي هذه الوثيقة نرى أنّ رأي مروان كان يقضي بإبعاد الحسين  عليه السلام من المدينة إلى الشام؛ وذلك لعزله عن قواعده الجماهيرية، وإبقائه تحت رقابة السلطة، ولكن معاوية رفض هذا الاقتراح؛ وذلك لأنّ وجود الحسين  عليه السلام في الشام سيخلق ألف مشكلة لمعاوية، وهو لم يستطع تحمّل أبي ذر، ومالك الأشتر، وآخرين في الشام؛ فأشخصهم منها لما قاموا به من دور في توعية الأُمّة وتعرية معاوية أمام جمهوره.

وأمّا سعيد بن العاص، فقد كان دقيقاً في تحليله السياسي، فإنّه كان يرى أنّ الحسين  عليه السلام ليس بوارد الثورة على الحكم الأُموي في زمن معاوية، وإنّما يُخطِّط لما بعد معاوية بن أبي سفيان، فلا حاجة للاصطدام به في الوقت الحاضر. وهذا ما استصوبه معاوية وعمل به.

كما أنّ كلام معاوية فيه اعتراف واضح بأنّ بني هاشم لهم حضورهم القوي في الساحة، وأنّ الناس لا تعدل بهم أحداً إن أُخلِيَت الساحة لهم؛ ولهذا حذَّرهم من الاختلاف فيما بينهم؛ لأنّ هذا سيدعو آل عبد المطلب للوثوب عليهم وأخذ الحكم منهم.

إذن؛ النتيجة التي وصل إليها معاوية ـ من خلال دراسته للأُمور ـ تقضي بعدم التعرّض للحسين  عليه السلام ما دام لم يقم بتحرّك ميداني مباشر، لكنّه رغم ذلك كان يرسل الكتب التحذيرية للحسين  عليه السلام، يذكِّره فيها بتلك الأخبار التي تصل إليه عنه، ويحذِّره من مغبَّة القيام بأيِّ عمل مناوئ للسلطة، فقد كتب إليه يقول: «أمّا بعدُ، فقد انتهت إليَّ أُمور عنك لست بها حريّاً؛ لأنّ مَن أعطى صفقة يمينه جدير بالوفاء، فاعلم ـ رحمك الله ـ أنّي متى أُنكرك تستنكرني، ومتى تكدني أكدك، فلا يستفزنّك السفهاء الذين يُحبّون الفتنة، والسلام»[13]. وهذا الكتاب يحمل تحذيراً وتهديداً واضحاً للحسين  عليه السلام، وفي قوله: «فلا يستفزنَّك السفهاء» تعريضٌ واضح بالوفود التي كانت تفد على الحسين  عليه السلام، والكتب التي كانت تصل إليه، وكأنّه يُريد إخباره أنّه على علمٍ بكلّ ما يدور ويجري.

وفي نصّ ابن عساكر والذهبي: «إنّ مَن أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء، وقد أُنبئتُ أنّ قوماً من أهل الكوفة دعوك إلى الشقاق، وأهل العراق مَن قد جرَّبت، قد أفسدوا على أبيك وأخيك، فاتَّقِ الله واُذكر الميثاق، فإنّك متى تكدني أكدك»[14].

كما أنّ الإمام الحسين  عليه السلام ردَّ على كُتُب معاوية تلك، وبعث له بتطمينات تؤكّد له أنّه ليس في وارد الخروج عليه، وأنّه ملتزم بما تمَّ بينهم[15].

ولكن الحسين  عليه السلام ـ كما روى ابن عساكر، وابن كثير، والذهبي، وغيرهم ـ أخبره بأنّ كفّه عنه لأجل أنّه لا يرى ذلك الآن، لا لأنّه يرى مشروعية حكم معاوية وعدم جواز جهاده والخروج عليه. ولنقرأ النص كما ذكره ابن كثير: «فكتب إليه الحسين  عليه السلام: أتاني كتابك وأنا بغير الذي بلغك عنّي جدير، والحسنات لا يهدي لها إلّا الله، وما أردت لك محاربةً، ولا عليك خلافاً، وما أظنّ لي عند الله عذراً في ترك جهادك، وما أعلم فتنة أعظم من ولايتك أمر هذه الأُمّة. فقال معاوية: إنّ أثرنا بأبي عبد الله إلّا أسداً»[16].

وفي الكتاب الطويل الذي بعثه إلى معاوية، والذي رواه الطبرسي في الاحتجاج وآخرون ـ كما سيأتي بعد قليل ـ يقول: «ولا أعلم نظراً لنفسي وولدي وأُمّة جدّي أفضل من جهادك»[17].

 

الحسين عليه السلام في خطّ المعارضة

لقد عرفت من هذه الرسائل التي بعثها الحسين  عليه السلام لمعاوية أنّه لم يكن يرى أيّة شرعية له، ولا أيّ حرج شرعي في جهاده، وأنّه يرى ولايته أُمور المسلمين أعظم فتنة يمكن أن تمرّ بها الأُمّة: «وما أظنّ لي عند الله عذراً في ترك جهادك، وما أعلم فتنة أعظم من ولايتك أمر هذه الأُمّة». وهو يتذكَّر العهد الذي قطعه أبوه على نفسه، من تطهير الأرض من الحزب الأُموي، ومن ذلك الشخص المعكوس، وأراد منهم أن يواصلوا السعي في سبيل ذلك.

ولكن الأُمور تغيَّرت بعد شهادة أمير المؤمنين  عليه السلام، واختلَّت موازين القوى لصالح معاوية بن أبي سفيان، فاضطرَّ الإمام الحسن  عليه السلام ـ تحت ضغط واقع الظرف الموضوعي غير المتوازن، والذي لم يترك له خيارات متعدّدة ـ أن يهادن معاوية بن أبي سفيان، ويتنازل له عن الحكم، وكذلك فعل أخوه الحسين  عليه السلام.

لكن مهادنة معاوية لا يعني في نظر الحسنين علیهما السلام إعطاء الشرعية له بأيّ وجه من الوجوه، حتى وإن فَهِمَ منها بعض الناس ذلك، لكن الواقع لا ينقلب عمّا هو عليه.

من هنا نرى أنّ الإمام الحسين  عليه السلام الذي هادن وبايع لا عن رغبة ورضى، ظلَّ يعمل في خطِّ المعارضة للسلطة، ولكنّها المعارضة السلمية التي لا ترفع السلاح.

في هذه المدّة التي عاشها الإمام الحسين  عليه السلام في ظلّ حكومة معاوية، كان يراقب بدقّة كلّ سياسات النظام الأُموي، وكان يسجِّل اعتراضاته على كلّ الانحرافات والممارسات الظالمة التي تقوم بها السلطات الأُموية، ويحاول قدر الإمكان أن يفضح السياسات الأُموية، وينشر غسيلهم الوسخ أمام الناس، ويتحدّاهم بكلّ صراحةٍ وجرأةٍ دون أيّ تحفّظ، فلا تأخذه في الله لومة لائم.

ويكفي ـ في التدليل ـ ذلك الكتاب الصاعق الذي كتبه سيّد الشهداء  عليه السلام إلى معاوية ابن أبي سفيان، مندِّداً بسياساته الظالمة، ومؤشِّراً على انحرافاته الخطيرة، وهو الكتاب الذي كتبه ردّاً على كتاب معاوية إليه، الذي يحذّره فيه من الفتنة وشقّ عصا الأُمّة، فكتب إليه الحسين  عليه السلام قائلاً: «أمّا بعدُ، فقد بلغني كتابك أنّه بلغك عنّي أُمور أنّ بي عنها غنًى، وزعمت أنّي راغب فيها، وأنا بغيرها عنك جدير. أمّا ما رقى إليك عنّي فإنّه رقاه إليك الملّاقون المشّاؤون بالنمائم، المفرِّقون بين الجمع، كذب الساعون الواشون، ما أردت حربك ولا خلافاً عليك. وأيمُ الله، إنّي لأخاف الله عزَّ ذكره في ترك ذلك، وما أظنّ الله تبارك وتعالى براضٍ عنّي بتركه، ولا عاذري بدون الاعتذار إليه فيك، وفي أولئك القاسطين الملبّيين حزب الظالمين، بل أولياء الشيطان الرجيم.

ألستَ قاتل حجر بن عدي أخي كندة وأصحابه الصالحين المطيعين العابدين، كانوا ينكرون الظلم، ويستعظمون المنكر والبدع، ويؤثرون حكم الكتاب، ولا يخافون في الله لومة لائم، فقتلتهم ظلماً وعدواناً، بعدما كنتَ أعطيتَهم الأيمان المغلَّظة، والمواثيق المؤكّدة، لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم، ولا بأحنة تجدها في صدرك عليهم؟!

أو لستَ قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله، العبد الصالح الذي أبلته العبادة فصفّرت لونه، ونحلت جسمه، بعد أن أمنته وأعطيته من عهود الله عزوجل  وميثاقه ما لو أعطيته العصم ففهمته لنزلت إليك من شعف الجبال، ثمّ قتلته جرأة على الله عزوجل ، واستخفافاً بذلك العهد؟!

أو لستَ المدَّعي زياد بن سُميّة، المولود على فراش عبيد عبد ثقيف، فزعمت أنّه ابن أبيك، وقد قال رسول الله: الولد للفراش وللعاهر الحجر. فتركت سنّة رسول الله، واتبعت هواك بغير هدى من الله، ثمّ سلَّطته على أهل العراق، فقطع أيدي المسلمين وأرجلهم، وسَمَل أعينهم، وصلبهم على جذوع النخل كأنّك لست من هذه الأُمّة، وليسوا منك؟!

أو لست صاحب الحضرميين الذين كتب إليك فيهم ابن سمية: أنّهم على دين علي ورأيه، فكتبتَ إليه اقتل كلّ مَن كان على دين علي  عليه السلام ورأيه، فقتلهم ومثَّل بهم بأمرك، ودين علي والله وابن علي الذي كان يضرب عليه أباك، وهو أجلسك بمجلسك الذي أنت فيه، ولولا ذلك لكان أفضل شرفك وشرف أبيك تجشم الرحلتين اللتين بنا منَّ الله عليكم فوضعهما عنكم؟!

وقلتَ فيما تقول: اُنظر نفسك ولدينك ولأُمّة محمد صلى الله عليه وآله، واتق شقَّ عصا هذه الأُمّة، وأن تردّهم في فتنة، فلا أعرف فتنة أعظم من ولايتك عليها، ولا أعلم نظراً لنفسي وولدي وأُمّة جدّي أفضل من جهادك، فإنّ فعلته فهو قربة إلى الله عزوجل ، وإن تركته فأستغفر الله لذنبي وأسأله توفيقي لإرشاد أُموري.

وقلتَ فيما تقول: إن أنكُرك تنكرني، وإن أكدك تكدني، وهل رأيك إلّا كيد الصالحين منذ خُلِقت؟! فكدني ما بدا لك إن شئت، فإنّي أرجو أن لا يضرّني كيدك، وأن لا يكون على أحد أضرّ منه على نفسك، على أنّك تكيد فتوقظ عدوّك، وتوبق نفسك، كفعلك بهؤلاء الذين قتلتهم ومثَّلت بهم بعد الصلح والأيمان، والعهد والميثاق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قتلوا إلّا لذكرهم فضلنا، وتعظيمهم حقّنا، بما به شرفت وعرفت، مخافة أمر لعلّك لو لم تقتلهم متّ قبل أن يفعلوا، أو ماتوا قبل أن يدركوا.

أبشر يا معاوية بقصاص، واستعدّ للحساب، واعلم أنّ لله عزوجل  كتاباً لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلّا أحصاها، وليس الله تبارك وتعالى بناسٍ أخذك بالظنة، وقتلك أوليائه بالتهمة، ونفيك إيّاهم من دار الهجرة إلى دار الغربة والوحشة، وأخذك الناس ببيعة ابنك، غلامٌ من الغلمان، يشرب الشراب، ويلعب بالكعاب، لا أعلمك إلّا قد خسرت نفسك، وشريت دينك، وغششت رعيَّتك، وأخزيت أمانتك، وسمعت مقالة السفيه الجاهل، وأخفت التقيّ الورع الحليم»[18].

وهذا الكتاب كما ترى شاهد ناطق لا يحتاج إلى تعليق، ولكنّ فيه بعض الملحوظات لا بدّ من الوقوف عندها بصورة موجزة.

1ـ يحذِّر الإمام  عليه السلام معاوية في بداية الكتاب من الإصغاء إلى الملّاقين المتملِّقين النمّامين الذين يرفعون إليه التقارير الكاذبة حول تحرّكاته، ويخبره أنّه لا يُريد الثورة عليه ومحاربته، لا لأنّه يرى عدم مشروعية ذلك، بل على العكس يخشى مؤاخذة الله تعالى على عدم مناجزته ومحاربته، وإنّما هو الآن ليس في وارد الثورة ضدّه.

2ـ يُبيِّن له رؤيته للحزب الأُموي، وأنّه لا يزال ينظر إليهم على أنّهم قاسطون حائدون عن العدل، وظالمون، وموالون للشيطان الرجيم، ولم يغيِّر الصلح معه من رؤيته هذه شيئاً.

3ـ يندِّد بملاحقته للصالحين من الأُمّة، وقتل رجالها وأعيانها بغير جرم؛ إلّا لكونهم من المؤمنين العابدين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، والرافضين للبدع وللظلم والجور، كحجر بن عدي الكندي، وعمرو بن الحمق الخزاعي.

4ـ التنديد بملاحقته لأولياء علي وشيعته؛ لا لشيء إلّا لأنّهم يوالون أهل البيت علیهم السلام، من دون أن تبدر منهم بادرة أو يُحدِثوا حدثاً مخالفاً للسلطات، كالحضرميين.

5ـ التنديد بأدوات القمع الأُموية، وأزلام النظام الذين يسملون الأعين، ويقطعون الألسن، ويصلبون الناس على جذوع النخيل، كما فعل زياد بن أبيه مثلاً.

6ـ استنكاره لمخالفة معاوية سنّة رسول الله صلى الله عليه وآله، وإحداثه البدع في شرع الله تعالى، من قبيل: استلحاقه زياد بنسبه؛ لأجل فجور أبيه ـ أبي سفيان ـ بأُمّه سمية.

7ـ تذكيره بأنّه يرى استيلاء الطلقاء على مقاليد الأُمور في الأُمّة أعظم فتنةً يمكن أن تمرّ بها الأُمّة الإسلاميّة.

8ـ إخباره بأنّه ليس خائفاً منه، ولا من كيده، ولا يعبأ بتهديداته التي يرسلها له بين الحين والآخر.

9ـ إنّه وإن صبر على تلك السياسات، إلّا أنّ ذلك لا يعني أنّه غافل عنها، أو ناسٍ لها، فسوف تظلّ ملاحقة الأولياء، وتشريد المؤمنين، وقتل الناس على الظنة، في حسبانه ولن يغفرها له.

10ـ تنديده باستخلاف ولده يزيد الشارب للخمر، والملاعب للقرود، وتحذيره من يوم الحساب والمؤاخذة والعقاب.

كذلك نرى قوّة موقفه المعارض لاستخلاف يزيد، ومجابهته لمعاوية في وجهه، بلسان حاد وجرأة لا تصدر إلّا منه ـ كما عرفنا ذلك في القسم السابق من هذه المقالة ـ حيث رأيناه يقول له ـ منتقداً سياساته الظالمة وجوره على المسلمين ـ: «هيهات هيهات يا معاوية، فضح الصبح فحمة الدجى، وبهرت الشمس أنوار السرج، ولقد فضلت حتى أفطرت، واستأثرت حتى أجحفت، ومنعت حتى محلت، وجزت حتى جاوزت ما بذلت لذي حقّ من اسم حقه بنصيب، حتى أخذ الشيطان حظّه الأوفر، ونصيبه الأكمل»[19].

وكذلك قوله له ـ بكلّ صراحةٍ وصلابةٍ ـ: «ودع عنك ما تحاول، فما أغناك أن تلقى الله من وزر هذا الخلق بأكثر ممّا أنت لاقيه، فو الله، ما برحت تقدح باطلاً في جور، وحنقاً في ظلم، حتى ملأت الأسقية، وما بينك وبين الموت إلّا غمضة، فتُقدم على عمل محفوظ في يوم مشهود، ولات حين مناص»[20].

وهكذا بيانه له أنّ أهل البيت علیهم السلام هم الأحقّ بهذا الأمر دون غيرهم، وقد أورثهم رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك دون الخلق: «ورأيتك عرَّضت بنا بعد هذا الأمر، ومنعتنا عن آبائنا تراثاً، ولقد ـ لعمر الله ـ أورثنا الرسول عليه الصلاة والسلام ولادة»[21]. إلى غير ذلك ممّا تعرَّفنا عليه في القسم السابق من هذه المقالة.

 

لماذا لم يَثُرْ الحسين على معاوية؟

ذكرنا في الصفحات الماضية أنّ الحسين عليه السلام لم يكن في وارد الثورة على معاوية بن أبي سفيان، وأنّ كثيراً من الذين دعوه للثورة أجابهم بالرفض، وأنّ الوقت ليس مناسباً، وأنظرهم إلى ما بعد موت معاوية، كما في جوابه لبعض مَن كاتبوه حينما قال: «وأمّا أنا فليس رأيي اليوم ذلك، فألصقوا ـ رحمكم الله ـ بالأرض، واكمنوا في البيوت، واحترسوا من الظنة ما دام معاوية حيّاً، فإن يُحدث الله به حدثاً وأنا حيّ، كتبت إليكم برأيي، والسلام».

والسبب الأساس في ذلك أنّ الثورة لا ينبغي أن تكون عملاً فوضوياً غير مدروس، أي: الثورة من أجل الثورة، وإنّما لا بدّ أن تكون محسوبةً بدقّة في ظروفها ووسائلها ونتائجها، والحسين  عليه السلام لم يكن يرى الظروف مناسبة آنذاك للثورة، وأهمّ سبب في ذلك هو عدم وجود القاعدة الشعبية الواعية والمضحّية، التي يمكن أن تكون قاعدةً للثورة وعاملاً في نجاحها.

 وأمّا مسألة الصلح، فإنّ معاوية قد نقضه ـ لفظيّاً وعمليّاً ـ كما هو معروف تاريخياً، فلا يمكن أن يكون عائقاً أمام الثورة.

نعم، ربّما يشكِّل عائقاً من هذه الجهة: وهي أنّ السلطات الأُموية سوف تستخدمه ورقة إعلامية ضدّه، تشوِّه من خلالها ثورته إن قام بها، بما تمتلكه من أبواق إعلامية فاعلة، وخبرة طويلة في التدليس والخداع، والضحك على ذقون الناس. فربّما يكون عائقاً أمام نجاح الثورة وتعاطف الناس معها، ولكنّه لا يُشكِّل عائقاً شرعيّاً.

 وعلى أيّة حال، فليس هو السبب الأساس ـ كما ذكرنا ـ وإنّما السبب الرئيس هو عدم وجود القاعدة المؤهّلة للمواجهة.

وبطبيعة الحال، فإنّ الحسين  عليه السلام كان يقرأ ويتابع أحوال الأُمّة ويسأل عنها، ولدينا بعض الآثار التاريخية التي يمكن أن تصلح شاهداً على ذلك، من قبيل ما رواه جعيد الهمداني، قال: «أتيتُ الحسين بن علي... فسألني فقال: أخبرني عن شباب العرب... قال: قلتُ: أصحاب جُلاهقات[22] ومجالس. قال: فأخبرني عن الموالي. قال: قلتُ: آكل ربا، أو حريص على الدنيا. قال: فقال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، والله، إنّهما للصنفان اللذان كنّا نتحدَّث أنّ الله تبارك وتعالى ينتصر بهما لدينه»[23].

أي إنّ المعوَّل كان على شباب العرب أولاً؛ باعتبارهم داينمو المجتمع، ووقود الثورات غالباً. وعلى الموالي ثانياً؛ باعتبارهم طبقة مسحوقة في المجتمع وتائقة للتغيير، فإذا كان هذا هو حال هاتين الشريحتين فما بالك بالشرائح الأُخرى؟!

والمهمّ فإنّ القاعدة لم تكن مستعدّة للثورة، ودعونا نكون صريحين في ذلك، فإنّ القاعدة الوحيدة آنذاك للثورة هي العراق وخصوصاً الكوفة، وأمّا بقية الأمصار فلم تكن تملك الاستعداد للثورة؛ ولهذا نرى أنّ الحسين  عليه السلام لمّا خرج لم يخرج معه من المدينة أحد، وبعد ذلك لمّا خرج من مكّة لم يخرج معه إلّا القليل، فالقاعدة الثورية كانت هي الكوفة، والكوفة أُصيبت بانتكاسة كبيرة بعد شهادة الإمام علي  عليه السلام، وازداد التشرذم والتصدّع والتخاذل بحيث اضطرّ الإمام الحسن  عليه السلام إلى الصلح، فقاعدة الإمام الحسين هي نفسها قاعدة الإمام الحسن، ولم يتغيَّر في الأمر شيء، ولو كانت منسجمة وموحَّدة ومستعدّة لما اضطرّ الإمام الحسن  عليه السلام قبل هذا للصلح، بل بالعكس ازدادت هذه القاعدة ضعفاً بعد الإمام الحسن  عليه السلام وذلك لأمرين:

الأوّل: الممارسات القمعية التي قامت بها السلطة تجاهها، من قبيل: ما فعله زياد وأمثاله ممّن تولَّى حكم الكوفة من بطش وقمع شديدين تجاه أتباع أهل البيت علیهم السلام، كان يُسمّل العيون، ويُقطّع الأيدي والأرجل، ويصلبهم على جذوع النخل، وعبارته مشهورة في خطبته البتراء التي لم يحمد الله فيها ـ كما ذكر ذلك الطبري وابن الأثير وغيرهما ـ حيث قال: «وإنّي أُقسم بالله، لآخذن الولي بالولي، والمقيم بالظاعن، والمقبل بالمدبر، والصحيح منكم بالسقيم، حتى يلقى الرجل منكم أخاه، فيقول: اُنجُ سعد فقد هلك سعيد». وقال أيضاً: «وإذا رأيتموني أنفذ فيكم الأمر، فأنفذوه على إذلاله، وأيمُ الله، إنّ لي فيكم لصرعى كثير، فليحذر كلّ امرئ منكم أن يكون من صرعاي»[24]. فزرع الخوف في نفوس الناس.

والثاني: إنّ أيّ قاعدة جماهيرية إنّما تكون فاعلة برموزها وقادتها الشجعان الواعين البُصراء، والقاعدة الجماهيرية للإمام الحسين  عليه السلام فقدت أبرز رموزها الفاعلين، سواء الذين أكلتهم حرب صفّين، أو الذين اُغتيلوا بالسم كمالك الأشتر، أو قُتلوا قتلاً كحجر وأصحابه، وغيرهم كثير. هذان الأمران جعلا هذه الجبهة تزداد ضعفاً وتشرذماً. هذا من جهةٍ.

ومن جهةٍ ثانية، فإنّ معاوية ازداد قوّةً، وسلطانه ازداد استحكاماً بعدُ، إن لم يكن قويّاً في بدايته كما هو في نهايته؛ لأجل ذلك فإنّ الثورة في ذلك الزمان لن تُؤتي أُكُلها فيما لو أُقيمت.

من هنا؛ فإنّ الإمام الحسين  عليه السلام في زمن معاوية اكتفى بالمعارضة السياسية إن جاز التعبير، وذلك واضح من خلال مواجهاته الكثيرة للسلطة الأُموية، وتنديده بسياساتها الظالمة التي أشرنا إلى بعضها قبل ذلك.

 

اختلاف الأوضاع بعد معاوية

هذه الظروف التي أشرنا إليها سوف تكون مختلفة بعد معاوية، فالمدّة التي عاشها المسلمون في ظلّ حكومة معاوية بن أبي سفيان، والسنين العجاف التي مرّت عليهم، أوضحت لهم حجم الأضرار والنتائج الكارثية التي نتجت عن حكم الأُمويين.

 كما أنّ معاوية بن أبي سفيان كشف لهم في أُخريات حياته عن حقيقة المشروع الأُموي الرامي إلى تحويل الخلافة إلى ملك عضوض، يتوارثه بنو أُميّة جيلاً بعد جيل، من دون مشورة ولا رضى من أبناء الأُمّة.

كما أوضحت لهم أيضاً نقض معاوية للعهود، والتي كان من أبرزها تنصّله من وعده بإرجاع الحقّ إلى أهله بعد وفاته.

وفي النهاية، فإنّ الأُمّة ستكون معبَّأةً فكرياً ونفسياً للثورة ضدّ يزيد بن معاوية، ممّا لا يستدعي من الحسين  عليه السلام أن يبذل جهداً إعلامياً استثنائياً.

أضف إلى ذلك: أنّ السلطة الأُموية سوف تكون ضعيفةً مهزوزةً، ومشتتةً بعد فقدان قائدها معاوية، وسوف لن يكون يزيد بقوّة أبيه أو ما يقاربها، وهو الفتى الغر الذي لا يعرف من السياسة إلّا معاقرة الخمور، ومعاشرة القرود. بالإضافة إلى اختلاف بني أُميّة أنفسهم.

من هنا؛ رأينا الإمام الحسين  عليه السلام في كلمات قد تقدَّمت يوصي أتباعه والداعين له بالصبر إلى ما بعد هلاك معاوية للتحرّك من أجل التغيير.

غير أنّ هناك عقبات كثيرة أُخرى في طريق التغيير لا بدّ من علاجها، وهذه العقبات تتعلَّق بوعي الأُمّة وقيمها، ومسارها الفكري الذي أصابه الكثير من التشوّه في طوال هذه السنين التي مرّت من انحراف مسار التجربة الإسلاميّة. وكذلك حالة الشلل النفسي، وفقدان الإرادة التي مُنيت بها الأُمّة؛ نتيجة للسياسات السابقة. فالأُمّة المشوَّهة فكريّاً وقيميّاً، والمشلولة نفسيّاً، سوف لن تكون قادرة على التغيير أبداً.

من هنا؛ نرى أن الإمام الحسين  عليه السلام كان يُمهِّد للثورة منذ زمن معاوية، وخصوصاً فيما يرتبط بالنقطتين اللتين أشرنا إليهما. ولو قرأت خطابه في مِنى قبل هلاك معاوية بسنتين، لرأيت بوضوح تركيزه على معالجة هاتين النقطتين الهامّتين، وهذا ما سنشير إليه لاحقاً في القسم الرابع إن شاء الله.

 

 الكاتب: السيد محمد الشوكي

مجلة الإصلاح الحسيني – العدد السابع

مؤسسة وراث الأنبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية

________________________________________

[2]     الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال: ص220.

[3]     البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص149.

[4]     المصدر السابق: ص150.

[5]     الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال: ص222.

[6]     ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص205. وأضاف ابن كثير: «ويستطيلوا بنا»، البداية والنهاية: ج8، ص175.

[7]     البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص152.

[8]     الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال: ص224.

[9]     ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص205.

[10]    الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال: ص224.

[11]    البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص152.

[12]    أبو هلال العسكري، الحسن بن عبد الله، الأوائل: ص236ـ 237.

[13]    الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال: ص224ـ 225.

[14]    ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص205ـ 206. الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج5، ص6.

[15]    اُنظر: الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال: ص225.

[16]    ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص206. الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج5، ص6. والنص في البداية والنهاية «إنّ أثرنا بأبي عبد الله إلّا شرّاً»: ج 8، ص175.

[17]    الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج: ج2، ص21.

[18]    الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج: ج2، ص20ـ 21.

[19]    ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم، الإمامة والسياسة: ج1، ص160.

[20]    المصدر السابق: ص161.

[21]    المصدر السابق.

[22]    جُلاهق: الطِّينُ المُدَمْلَقُ المُدَورُ. الزبيدي، محمد مرتضى، تاج العروس: ج13، ص63.

[23]    ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين  عليه السلام من الطبقات الكبرى: ص36ـ 37.

[24]    الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص166ـ 167. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج3، ص448ـ 450.