دعا الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الى ضرورة احتضان ورعاية الشباب كونهم يمثلون روح وجوهر المجتمع جاء ذلك خلال لقائه طلبة دورة الامام المهدي "عجل الله تعالى فرجه الشريف" الفقهية .
وقال الشيخ الكربلائي خلال اللقاء " ان ما يسعدنا ويثلج صدورنا هو الاحتضان والرعاية الفكرية والعلمية والثقافية والتنموية من قبل الاخوة في الحوزة العلمية الشريفة لهذه الثلة من الشباب الذين يمثلون روح وجوهر المجتمع وانهم امل الامة والشعوب وصناع المستقبل ".
واشار سماحته "في العراق مسؤولية تضامنية اي على الجميع ان يتحمل المسؤولية كلاً من موقعه وبحسب طاقاته وقدراته واننا بحاجة الى تثقيف الشباب وان تكون هناك مواقع ملائمة للشباب ولطلبة العلم وعموم شرائح المجتمع لكي يحصلون على الدروس الثقافية والفقهية والعقائدية والاخلاقية والتوعوية التي يمكن من خلالها صناعة وتنشئة الشاب العراقي وفق الرؤيا الاسلامية ،ونحن من جهتنا نحاول ان نحتضن هذه الشريحة ونوفر لهم الدورات التي تصقل مهاراتهم وتنمي قدراتهم ".
وبين الكربلائي بأن "هناك دراسة قدمتها بعض المنظمات وبالتعاون مع بعض وزارات الدولة بان مؤشرات التنمية لدى شباب العراق بالوقت الحاضر من خلال ما يفرز من ظواهر اجتماعية وتوجيهية تدعو للقلق على شباب العراق كونهم هم كنز وثروة المجتمع".
منوهاً "ان هذه المؤشرات متعددة وان الخطورة فيها تكمن في توجه الشاب نحو الاهتمامات الخاطئة والتي تساهم في عدم الاستفادة من طاقاته ولعل من جملتها عدم حسن الاستخدام لوسائل الاتصال والتواصل الحديثة التي اصبحت وكأنها تسبق الزمن ، والمشكلة تتمثل في ان الشباب اصبحوا يتوجهون نحو صرف الكثير من وقتهم وطاقاتهم العقلية في موارد لا تنفعهم او انهم يستخدمون هذه الوسائل في موارد تصرفهم عن الاهتمام المطلوب بالدراسة والثقافة والفكر والاطلاع على واقع المجتمع وما وفره المجتمع من وسائل تنفعهم وتوظيفها في ما ينفعهم في الحاضر والمستقبل ،وكذلك صرف وقتهم بها يؤدي الى فقد هذه الطاقات بحيث ان هناك نسبة كبيرة من الشباب اصبح لديهم ضعف في المستوى الدراسي لدى شرائح واسعة من الطلبة والتسرب من الدراسة ".
واضاف الامين العام "نحن نحتاج الى ان ننطلق من اسس صحيحة نصل من خلالها الى نتيجة وهي كيف نوجه هذه الطاقات والى اي اهتمام فالشباب عبارة عن طاقة وعقلهم ومواهبهم هي طاقة يتوجب توجيهها التوجيه الصحيح بحيث يكون هناك سلم في الاولويات لاهتمامهم ويكون هذه السلم صحيحاً".
ودعا الكربلائي الى "توظيف وسائل الاتصال الحديثة بما ينفع الشباب وتوجيه اهتمامهم لاستفراغ هذه الطاقات الاستفراغ الصحيح والامثل والمدروس ومن جملتها الاهتمام الشديد لدى الشباب بالهاتف النقال وعدم حسن استخدامه بالتالي استنفاذ طاقاتهم في امور غير مفيدة لهم".
واوضح الكربلائي "ان المنطلق الاساس للشباب والذي يشير اليه القرآن الكريم والنبي الاكرم صل الله عليه وآله وسلم والائمة الاطهار عليهم السلام وهو كيف نصل الى تحقيق النجاح في الحياة وكيف نحقق الاهداف المأمولة لنا وما هو المنبع الذي من خلاله ننطلق لتحقيق هذه الاهداف وتحقيق النجاح في الحياة ولتحقيق ذلك يتوجب علينا معرفة ما هو النجاح الذي ننشده ونطمح في الوصول اليه ويمكن تلخيصه في فهم الحياة وهذا هو المنطلق الاساس لنجاح الفرد في الحياة".
وختم حديثه قائلاً "نأمل ان تفهموا النجاح المطلوب ونفهم الهدف من الحياة ومعرفة مفهوم النجاح الحقيقي المطلوب وما هي الادوات لتحقيق هذا النجاح المطلوب ،كما نأمل في تنمية المواهب والقدرات وتوجيه هذه الطاقات التوجيه الصحيح ،ونأمل من الاساتذة ان يستكشفوا الكنوز العظيمة من احاديث الائمة الاطهار عليهم السلام في موضوع التنمية البشرية ونرجو ان تكون هناك رعاية روحية وتعليم مستمر واحتواء لطاقات هؤلاء الشباب لكي ترعى وتنمى مع مرور الزمن ".
من جانبه قال المشرف العام على الدورة الشيخ مازن عبد عباس الكربلائي تحدث لموقع (الاعلام الدولي) عن فحوى الدورة قائلاً " اقام مجموعة من الاخوة اساتذة الحوزة العلمية الشريفة دورة الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف الاولى ".
وتابع "الدورة اقيمت في مدينة الزائرين واستمرت سبعة ايام ،واشترك فيها اكثر من 170 طالب من طلبة الاعداديات والجامعات العراقية ".
مضيفاً "تتضمن الدروة برامج صباحية ومسائية في الفقه والعقائد والاخلاق ودروس في التنمية البشرية ودروس تخص التعريف بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وهناك دورات في التخطيط الاستراتيجي ودورة في الخرائط الذهنية وهناك نشاط في تلاوة القرآن الكريم ونشاط رياضي ،كما تتضمن الدورة امسيات قرآنية يحييها قراء القرآن الكريم والطلبة المشاركين في الدورة ".
وعن الهدف من اقامة الدورة قال المشرف العام "ان الهدف الاساسي هو تنمية الايمان في نفوس الشباب وتنمية طاقات الشباب حتى يستطيع ان يفجر طاقاته في اطار سليم نموذجي بدلاً من ان يبذر طاقاته في الاطر السلبية والمنحرفة هناك طموح في ان تتوسع هذه الدورات على المستوى الكمي في ان تستقطب اعداد اكبر من الشباب والمستوى النوعي في تعميق البرامج والمناهج التي تعطى لهؤلاء الشباب وقد لمسنا تفاعلاً وتواصلاً نفسياً واسع النطاق ما بين الطلبة المشاركين والأساتذة ".
محمد اليساري
اترك تعليق