أخواتي ... أخواتي ... اعرض على مسامعكم الكريمة ما يأتي :
في اوائل هذا الأسبوع وقبيل انتهاء شهر رمضان الفضيل وحلول عيد الفطر ، استهدف الإرهاب الداعشي تجمعاً كبيراً للمواطنين الابرياء في منطقة الكرادة بالعاصمة بغداد ، فحصد بذلك أرواح المئات منهم وأصاب مئات آخرين بجروح وحروق مختلفة ... في فاجعة عظيمة ومشاهد مروعة تقّشعر لها الأبدان وتتوجع لها القلوب وتسترخص لها الدموع ، وقد سلبت عن الناس فرحة العيد وحولته الى مناسبة حزن واسى .
لقد اختار الإرهابيون الأشرار لجريمتهم النكراء ، ذلك التجمع الكبير من الرجال والنساء والشباب والاطفال من اتباع اهل البيت عليهم السلام بهدف إراقة دماء أكبر عدد ممكن منهم ولإيقاع الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب العراقي الكريم .
ولكن ليعلموا ان المؤمنين السائرين على خط اهل البيت عليهم السلام لن تزيدهم هذه الاعمال الوحشية الا اصراراً على التمسك بمبادئهم وقيمهم ، ولن يسمحوا للإرهابيين ومن يدعمونهم ويحتضنونهم بأن يحققوا أهدافهم الخبيثة ، وسيلّقنونهم في جبهات القتال دروساً لن ينسوها أبداً .
وفي هذه المناسبة الحزينة ، نعبّر عن عظيم الأسى والأسف للدماء الزكية التي أُريقت في هذا الحادث المفجع وعن بالغ الألم لآهات الثكالى ودموع اليتامى وأنين الجرحى والمصابين ... ونواسي العوائل المفجوعة بفقد احبتها وندعو الله تعالى ان يربط على قلوبهم ويمنّ عليهم بالصبر والسلوان .
وأما مطالبة الحكومة بالعمل على كشف مخططات الارهابيين والقاء القبض عليهم وعلى من يدعمونهم وتقديمهم الى العدالة واتخاذ الاجراءات الضرورية لمنع وقوع هذه المآسي الفظيعة ، فقد تكررت خلال السنوات الماضية هذه المطالبة عقيب حوادث مماثلة ، ولكن تلك المطالبات لم تحقق شيئاً في ظل غياب الرؤية الصحيحة لأصحاب القرار وتفشي الفساد والمحسوبيات وعدم المهنية في مختلف المفاصل بالرغم من كل النصح المرجعي والضغط الشعبي ولاسيما خلال العام المنصرم بإحداث تغيير جوهري في أداء المسؤولين وقيامهم بمكافحة الفساد بصورة جدية ، وتطبيق ضوابط مهنية صارمة في التعيينات الحكومية ولاسيما في المواقع والمناصب المهمة كالمهام الامنية والاستخبارية .
ان التهاون مع الفاسدين والفاشلين على حساب دماء وارواح المواطنين أمر لا يطاق .. ولا بد من وضع حد له .. مع انه لم يمضي على فاجعة الكرادة اسبوع واحد حتى وقع حادث الاعتداء الاثم في الليلة الماضية على مرقد السيد محمد عليه السلام في بلد ، وقد نجم عنه سقوط عشرات الابرياء من الزوار وغيرهم .. وهكذا تتوالى وتستمر جرائم الارهابيين بحق الشعب العراقي ومقدساته اذا لم يوضع لها حد باتباع الاساليب المهنية في معالجة الخروقات الامنية ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، سائلين الله تعالى التوفيق لهذا الشعب وربط الله على قلوبنا وقلوب الجميع وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق