في هذه الخطبة نقرأ عدداً من وصايا الامام ابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) الى المؤمنين :
فروى زيدُ الشحّام قال : قالَ لي ابو عبدالله (عليه السلام) : اقْرَأْ عَلَى مَنْ تَرَى أَنَّهُ يُطِيعُنِي مِنْهُمْ وَيَأْخُذُ بِقَوْلِيَ السَّلَامَ وَأُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالْوَرَعِ فِي دِينِكُمْ ، وَالِاجْتِهَادِ لِلَّهِ ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ، وَطُولِ السُّجُودِ ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ ؛ فَبِهَذَا جَاءَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وآله وسلم.أَدُّوا الْأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلَيْهَا بَرّاً أَوْ فَاجِراً ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كَانَ يَأْمُرُ بِأَدَاءِ الْخَيْطِ وَالْمِخْيَطِ ، صِلُوا عَشَائِرَكُمْ ، وَاشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ ، وَعُودُوا مَرْضَاهُمْ ، وَأَدُّوا حُقُوقَهُمْ ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إِذَا وَرِعَ فِي دِينِهِ ، وَصَدَقَ الْحَدِيثَ ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ ، وَحَسُنَ خُلُقُهُ مَعَ النَّاسِ ، قِيلَ هَذَا جَعْفَرِيٌّ ، فَيَسُرُّنِي ذَلِكَ وَيَدْخُلُ عَلَيَّ مِنْهُ السُّرُورُ ، وَقِيلَ هَذَا أَدَبُ جَعْفَرٍ .وَإِذَا كَانَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ دَخَلَ عَلَيَّ بَلَاؤُهُ ، وَعَارُهُ ، وَقِيلَ هَذَا أَدَبُ جَعْفَرٍ فَوَاللَّهِ لَحَدَّثَنِي أَبِي عليه السلام : أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَكُونُ فِي الْقَبِيلَةِ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ عليه السلام فَيَكُونُ زَيْنَهَا ادَاهُمْ لِلْأَمَانَةِ ، وَأَقْضَاهُمْ لِلْحُقُوقِ ، وَأَصْدَقَهُمْ لِلْحَدِيثِ ، إِلَيْهِ وَصَايَاهُمْ ، وَوَدَائِعُهُمْ ، تُسْأَلُ الْعَشِيرَةُ عَنْهُ فَتَقُولُ : مَنْ مِثْلُ فُلَانٍ إِنَّهُ لأدَانَا لِلْأَمَانَةِ وَ أَصْدَقُنَا لِلْحَدِيثِ.وروى خثيمة قال : دخلت على ابي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام اودعه، وانا اريد الشخوص إلى المدينة، فقال (عليه السلام) ( ابلغ عنّي موالينا السلام، واوصهم بتقوى الله، والعمل الصالح، وان يعود صحيحهم مريضهم، وان يعين غنيهُم فقيرهَم، وان يشهد حيهُم جنازة ميتهم، وان يتلاقوا في بيوتهم، فان في ذلك حياة لأمرنا، رحم الله عبداً أحيى امرنا، واعلمهم، يا خيثمة انه لا يغني عنهم من الله شيء إلا العمل الصالح، فإن ولايتنا لا تنال إلا بالورع، وانَ اشدّ الناس حسرةً يوم القيامة من وصف عدلا ً ثم خالفه الى غيره..وروى ابو المَغرَاءِ عن أبي عبدالله (عليه السلام) انه قال: المُسلمُ أخو المسلمِ لا يظلِمُه ولا يَخذلهُ ولا يَخونُه ويَحِقُّ على المسلمين الاجتهاد في التواصُل والتعاون على التعاطف والمُواساةُ لأهلِ الحاجة وتعاطفُ بَعضهِم على بعض حتى تكونوا كما أمركم الله عزوجل – رحماء بينكم مُتراحمين مُغتمِّين لِما غابَ عَنكُمْ من أمرِهم على ما مضى عَلَيه معشرُ الأنصارِ على عَهدِ رسولِ الله (صلى الله عليه وآله وسلم).وروى كليبٍ الصّيداويِّ عَنْ أبي عبدِالله (عليه السلام) انه قالَ : تَوَاصلُوا وتَبارُّوا وتَراحمُوا وكُونُوا إخوَةً بَرَرَة كَما أمرَكُمُ الله عَزَّوجَلَّ.الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق