الأمر الاول :
تنطلق يوم غد، بمناسبة ذكرى استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) وثلة من اهل بيته واصحابه الكرام، مسيرات العزاء التي ستتوج بعزاء ركضة طويريج في مشهد عظيم يعبر عن مؤاساة المؤمنين للنبي المصطفى وآله الاطهار (صلوات الله عليهم) في فاجعة الطف الاليمة .
والمأمول من جموع المعزين ـ جزاهم الله تعالى خيراً على احيائهم لهذه المناسبة الحزينة - إقامة هذه المراسيم بما يحفظ لها قدسيتها وشرافتها وتنظيمها وتوفير الامن لها بالتعاون مع الجهات المعنية، لئلا يحدث أي خرق امني لا سمح الله تعالى .
كما نوصي بالحرص على اقامة الفرائض الدينية، واهمها اداء الصلوات اليومية، وعدم التهاون بها، مستذكرين شدة اهتمام وعناية سيد الشهداء (عليه السلام) بهذه الفريضة الالهية، حيث حرص على إقامة صلاة الظهر في اول وقتها ظهيرة عاشوراء، على الرغم من ضراوة المعركة في ذلك الوقت .
كما نؤكد على ضرورة ان نستلهم جميعاً من المبادئ التي انطلق منها الامام الحسين (عليه السلام) في حركته الاصلاحية العظيمة، ونسعى الى تطبيقها في حياتنا الفردية والاجتماعية .
ومن اهم ما يتمثل فيه ذلك في هذا الوقت الذي ابتليت فيه الامة بالعصابات الارهابية التكفيرية هو تعزيز الدعم والاسناد للمقاتلين الابطال في جبهات القتال، ورفع معنوياتهم، ومساعدتهم على اداء واجبهم، ومن ذلك توفير العيش الكريم لعوائلهم، ومعالجة جرحاهم، وتقديم العون للمحتاجين منهم، وكفالة ايتام شهدائهم والوصية بالثبات والصبر والايثار والتضحية في هذا الطريق مقتدين في ذلك بما جسده سيد الشهداء واهل بيته واصحابه ( عليهم السلام ) في يوم عاشوراء .
الأمر الثاني :
ان الانتصارات النوعية التي حققتها القوات المسلحة البطلة ومن يساندهم من المتطوعين الابطال وابناء العشائر الغيارى خصوصاً في مدينة بيجي ومصفاتها، والتي وثّقتها مختلف وسائل الاعلام ، على الرغم من التهويل الاعلامي الذي سبق ذلك من ان هذه المنطقة حصن حصين للارهابيين، تؤكد حقيقة الاقتدار القتالي والمعنوي للمقاتلين الابطال بمختلف عناوينهم .
فلجميعِ هؤلاء الاعزاء الذين سطروا ملاحم البطولة والتضحية والفداء عظيم التقدير والامتنان والعرفان ونسأل الله العلي القدير ان يرزقهم خير الدنيا وكرامة الاخرة، وان يحشر شهداءهم الابرار في جنات الخلد مع شهداء الطف، وان يمن على جرحاهم بالشفاء والعافية .
وحيث ان هذه المعركة ترتبط بمصير العراق ومستقبله والحفاظ على هويته ومقدساته وحضارته ووحدته ارضا وشعباً ، فمن الضروري توفير كافة الامكانات المتاحة للنصر فيها، نصراً نهائياً بحيث لا يبقى في هذه الارض الطاهرة موطئ قدم للارهابيين .
ولهذا الغرض لابد من زيادة الدعم اللوجستي للمقاتلين في ضوء المعطيات والتجارب المستفادة من المعارك السابقة وتطوير آلية التنسيق والعمل المشترك بين صنوف المقاتلين من القوات المسلحة والمتطوعين وابناء العشائر الغيارى بما يحقق نتائج افضل كما لوحظ في المعارك الاخيرة .
ومن الضروري تخصيص مبالغ اكبر في الميزانية العامة لتأمين احتياجات المتطوعين وابناء العشائر الذين يتحملون عبئاً كبيراً في مختلف المعارك ولكنهم يعانون من قلة الامكانات الحكومية المتاحة لهم، فان معظم الدعم يأتيهم من التبرعات الشعبية وهي لا تفي الا بقسم من احتياجاتهم .
الأمر الثالث :
في الوقت الذي ندعو فيه الى تحقيق العدالة الاجتماعية فيما يتعلق برواتب موظفي الدولة، وذلك من خلال تقليل الفوارق بين رواتب ومخصصات الدرجات العليا والدرجات الدنيا، والغاء او تخفيض الرواتب والمخصصات التي لم ترتكز على اسس وظيفية ومهنية صحيحة، ولا سيما في هذه الظروف المالية الصعبة ، فإن اعتراضات شرائح مهمة من موظفي الدولة كأساتذة الجامعات على السلم الجديد الذي قررته الحكومة ـ حيث يرون فيه غبناً لاستحقاقاتهم المهنية والمعاشية ـ تقتضي ان تجدد دراسة هذا السلم من قبل اصحاب الخبرة والاختصاص بصورة شاملة لكي يضمن تحقيق العدالة بالنسبة الى الجميع وعدم وقوع الغبن على احد، ولا سيما على شريحة مهمة كأساتذة الجامعات واصحاب الكفاءات العلمية الذين يعول عليهم في اعداد الجيل الجديد .
ان العناية بهذه الشريحة الموقرة بتوفير مستوى من العيش الكريم لهم بالرغم من الازمة المالية الحالية ينبغي ان يحظى باهتمام خاص من المسؤولين في الحكومة ومجلس النواب .
نسأل الله تعالى ان يعجل بنصره لمقاتلينا الابطال وان يصلح امورنا جميعا انه سميع مجيب .
اترك تعليق