دعت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف اليوم الجمعة القوات الأمنية إلى استبدال خطط إدارة المعركة التي تعتمد على الدفاع فقط إلى المبادرة إلى الهجوم فيما حذّرت من قادة أمنيين يساعدون على انكسار من تحت إمرتهم وانسحابهم من المناطق والمدن التي تشهد قتالاً مع تنظيم( داعش ) الإرهابي داعية الجهات المعنية إلى ضرورة تغيير هؤلاء القادة بآخرين كفوئين ومهنيين.
وقال ممثل المرجع السيستاني السيد (أحمد الصافي) في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف في 3/شعبان/1436هـ الموافق 22 /5/ 2015م ما نصه : في الوقت الذي نشدد على أن يكون جميع القادة السياسيين والعسكريين والأمنيين أكثر انتباهاً لما يجري من أمور في البلد نود أن نبين بعض النقاط المهمة والتي يحتاج بعضها إلى إجراءات حقيقية وسريعة وهي أمور ثلاث:
الأمر الأول:
ان زمام المبادرة لابد أن يبقى دائماً بيد القوات المسلحة والإخوة المتطوعين والعشائر الغيورة فإن الأيام الماضية وما قبلها كان واضحاً في بعض المناطق أن البناء كان على الدفاع أكثر من الهجوم وهذا يمكّن العدو من أن تكون المبادرة بيده وهو عامل سلبي في طريقة إدارة المعركة لذلك لابد من وجود خطة حكيمة ودقيقة تضع استراتيجيتها شخصيات مهنية ووطنية مخلصة ورسم خارطة لحل المشاكل الأمنية والعسكرية والبدء بتطهير جميع أراضي العراق من الإرهابيين...داعياً إلى ضرورة الاستفادة من العقول العسكرية التي لها الخبرة الكافية في هذا المجال وهي موجودة ومتميزة لتقديم خدماتها فلابد للجهات ذات العلاقة أن تستعين بها لأن ذلك ضروري للانتصار في هذه المعركة التي يخوضها الشعب العراقي ضد الدواعش الإرهابيين.
والأمر الثاني : إن ما حدث في الأيام القليلة في بعض مناطق العراق لم يكن قتالاً شديداً فإنه قد حدث ما هو أقوى منه وكانت الغلبة للجيش والإخوة المتطوعين لكن الذي حدث أخيراً هو التأثر في الإشاعة بطريقة أدّت إلى تصوير الوضع أكثر من حجمه الطبيعي وقد أثّر ذلك على نفسية بعض المقاتلين إن الحرب النفسية سلاح من أسلحة المعركة ويجب التعامل معه بمهنية عالية ولابد من أن تتهيأ جميع أنواع التعبئة اللازمة لها.
وأضاف " إن بعض القيادات العسكرية وللأسف الشديد يساعد على انكسار من معه في المعركة ربما بسبب عدم قناعته بها أو عدم وطنيته أو بساطة تفكيره بحيث يصدق الإشاعة مما يجعل وجوده على رأس مجموعة كبيرة عرضة للخطر عليها، مشدداً على ضرورة فرز الأشخاص من خلال الأحداث واستبدال غير الكفوء وغير المهني والذي لا يتمتع بالشجاعة اللازمة يستبدلون بآخرين أولي بأس شديد لا تأخذهم في الله لومة لائم.وبين ممثل المرجعية أن الدماء العزيزة التي تُراق لابد أن تزيد من العزيمة والقوة إن الإشاعة سلاح فتاك لابد من التعامل معه بحذر ولعلّ من جملة أسباب تصديق الإشاعة هو عدم وجود القيادات العسكرية في ميدان القتال إذ لو كانوا موجودين لما انطلت عليهم هذه الحيل الجبانة وعليه لابد من التأكيد على هذا الأمر وحضور القادة العسكريين في ميادين المعارك على أن حركة العدو جيئة ورواحاً ومعرفة مكانه لم تعد أمراً عسيراً وبالإمكان التأكد منها من خلال الأجهزة الاستخبارية الموثوقة بعيداً عن الإشاعات غير الواقعية.
وعن الأمر الثالث فقد قال السيد (أحمد الصافي) : إن الإخوة المتطوعين الذين لا زالوا في ساحات القتال وأعطوا دماء زكية هم يدافعون عن العراق بأسره لأن الخطر عندما يداهم محافظة معينة أو منطقة خاصة فهذا لا يعني أن أهل المنطقة هم المتضررون فقط بل الخطر على البلاد جميعاً وهم خلال الأشهر الماضية أثبتوا أنهم يقاتلون بقوة لطرد الإرهابيين من جميع بلادنا مكنّهم الله تعالى من ذلك...داعياً السياسيين إلى توحيد مواقفهم تجاه من يدافعون عن البلد بل يكون لزاماً عليهم أن يساعدوهم بكل ما يمكن فالذي يبذل دمه في سبيل وطنه وشعبه ومقدساته يستحق أن يُدعم معنوياً ومادياً فإن هذا تاريخ يطرّز بأحرف من نور على جباههم فهم قد تركوا الأهل والأولاد والديار وامتثلوا واجبهم الوطني والأخلاقي والديني من أجل تطهير البلاد مع ما هم عليه الآن من قلة المال والسلاح هؤلاء يستحقون الإكرام اللائق من جميع الساسة.
وأضاف "على الإخوة الساسة أن يعوا أن البلد في خطر حقيقي وهؤلاء الإخوة بذلوا دماءهم فهم ليسوا في نزهة أو رحلة ترفيهية عليهم أن يقدروا ذلك والسياسي الذي يشكك بذلك عليه أن يراجع نفسه مبيناً أن على السياسيين أن يجتمعوا على خطاب واضح ورؤية مشتركة في الحفاظ على أمن وسيادة ووحدة العراق وأن لا تكون اختلافات وجهات النظر مانعة عن إدراك المخاطر الحقيقية للبلاد وفق الله الجميع لخدمة البلد ومتّعنا ببلد آمن وبرعاة يحفظون حرمة هذا البلد ونسأل الله تعالى أن يرينا فيه كل خير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
اترك تعليق