أعلنت المرجعية الدينية العليا متمثلة بآية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني رفضها للقرار الأخير الذي صوّت عليه مجلس النواب الأمريكي والذي يسمح بتقديم المساعدات العسكرية إلى بعض المناطق في العراق من غير طريق الحكومة المنتخبة وطالبت القوى السياسية العراقية بأن يكون لها موقف واضح في رفض هذا الأسلوب في التعامل مع الشعب العراقي.
وقال ممثل المرجع السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة في 12/رجب الأصب/1436هـ الموافق 1 /5/ 2015م بما نصه : " لقد تم التأكيد أكثر من مرة على أن المساعدات الخارجية التي تقدم إلى العراقيين في حربهم ضد الإرهاب وسعيهم لتخليص أراضيهم من عصابات (داعش) يجب أن لا تمس في حال من الأحوال سيادة العراق ووحدة شعبه وأرضه".
وأضاف " ومن هنا فإنه لا يمكن القبول بالقرار الأخير الذي صوّت عليه مجلس النواب الأمريكي والذي يسمح بتقديم المساعدات العسكرية إلى بعض المناطق في العراق من غير طريق الحكومة المنتخبة، ويفترض بالقوى السياسية العراقية أن يكون لها موقف واضح في رفض هذا الأسلوب في التعامل مع الشعب العراقي" مبيناً أن على تلك القوى السياسية بذل أقصى الجهود في سبيل الاتفاق على رؤية موحدة لتخليص المناطق التي يسيطر عليها (داعش) بأوسع مشاركة من أبناء تلك المناطق.
واعتبر ممثل المرجعية خلال خطبته من الصحن الحسيني الشريف التي حضرتها( وكالة نون الخبرية) أن الاختلاف والتشرذم وتجاذب المصالح الشخصية والفئوية بين الأطراف العراقية وفقدان الثقة بينهم هو الذي يمهّد الطريق ويحقّق الأرضية المناسبة للتدخلات الخارجية التي تعرّض البلد لمخاطر التقسيم والتجزئة مطالباً كل السياسيين المخلصين من أبناء هذا البلد أن يتنبهوا إلى ذلك ويعملوا بجدّ وقبل فوات الأوان على ما يضمن مصالح جميع العراقيين وفقاً للدستور ويحقق الأمن والاستقرار لهم جميعاً.
كما طالبت المرجعية العليا الأطراف المساندة للجيش في محاربة الإرهاب من المتطوعين وأبناء العشائر بمختلف عناوينهم الأخذ بنظر الاعتبار ما تمليه المصالح العراقية العليا فحسبدون ما تقتضيه مصالح بعض الجهات والدول الساندة التي ربما تتقاطع مصالحها مع ما تقتضيه مصالح العراق والعراقيين.
وبين الشيخ الكربلائي أن المطلوب تحقيق أعلى درجات التنسيق مع القيادة العامة للقوات المسلحة في سير العمليات العسكرية حفاظاً على وحدة الصف وقوة الجهد القتالي بعيداً عن الاختلاف المؤدي إلى إضعاف الجميع...وفي نفس الوقت فالمأمول من القيادة العامة للقوات المسلحة أن تعمل على جمع الأطراف كلها تحت مظلة المصلحة المشتركة لجميع العراقيين تحقيقاً للهدف الأهم وهو تخليص البلد من (الإرهاب الداعشي).
من جانب آخر حذر ممثل المرجعية الدينية العليا الأجهزة الأمنية والإعلامية من خطورة أساليب التضليل الإعلامي والحرب النفسية التي تعتمدها عصابات( داعش )خصوصاً ما يتعلق بالتركيز على عنصر إدخال الرعب والخوف في قلوب المقاتلين والمواطنين من خلال نشر بعض الأكاذيب ومشاهد القتل الوحشية ونحو ذلك، ولابد من اتباع منهج مهني لمواجهة هذه الأساليب، ومواكبة الأحداث الأمنية بحسب وقائعها ساعة بساعة ومتابعة ما ينشره إعلام( داعش )ومناصريه والسرعة في مقابلته بنقل الحقيقة من مواقعها عبر التواصل مع المقاتلين وأمرائهم.
كما دعا ممثل المرجع السيستاني إلى ضرورة عدم الركون إلى ما ينشره إعلام العدو؛بل التريث والتثبت من خلال الرجوع إلى المصادر المختصة لمعرفة الحقيقة والعمل على نشرها وتوضيحها للمواطنين والرأي العام...والمأمول من وسائل الإعلام جميعاً اعتماد الأساليب المهنية لملاحقة الأحداث ومتابعتها وتحليلها بما يحفظ الرصيد المعنوي للمواطنين والمقاتلين جميعاً.
كما واعتبر ممثل المرجعية العليا أن التواصل مع القيادات الميدانية وإن كانت ضمن تشكيلات عسكرية صغيرة والتعامل بروح الأبوة والأخوة مع عناصر القوات المسلحة أو المتطوعين المشاركين في القتال عامل مهم في تدارك أي إخفاق أو خسارة تحصل في مواقع القتال المختلفة.وأضاف إن التعامل مع الأحداث بواقعية ونقل الحقائق من قبل القوات المسلحة في مواقع القتال إلى مصادر القرار في القيادة العامة ومواكبة ما يجري على الأرض من تطورات عسكرية والابتعاد عن إخفاء الحقائق خوفاً من الاتهام بالتقصير أو الفشل عوامل أساسية في معالجة أي خرق أو إخفاق أمني.وجدد الكربلائي دعوة المرجعية العليا إلى أهمية رعاية المسؤولين السياسيين والعسكريين لعوائل الشهداء الذين يفقدون أحبة وأعزة لهم خصوصاً كبار الضباط من الشهداء الذين أظهروا درجات عالية من الإيثار والتضحية والشجاعة في ميادين القتال مؤكداً على ضرورة بذل اهتمام أكبر بعلاج الجرحى من المقاتلين وإن تطلب ذلك إرسالهم إلى خارج العراق مع تأكيدنا مجدداً على اهتمام دوائر الدولة المعنية بإنجاز معاملات الشهداء وعوائلهم وإبعادها عن الروتين والتعقيد المستلزم لتحميل عوائل الشهداء المزيد من الألم والمعاناة.
اترك تعليق