تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد أحمد الصافي خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في( 2/ذي القعدة/1435هـ) الموافق( 29/8/2014م): تطرق الى ثلاثة أمور استهلها بالقول:اعرض على مسامعكم أمورا تتعلق بوضعنا الحالي :الأمر الأول :لقد ذكرنا سابقاً بعض الأمور التي تتعلق بالأخوة النازحين الذين اضطروا الى ترك ديارهم ومنازلهم بسبب الاعتداءات الإرهابية الوحشية على أيدي عصابة داعش الإجرامية وأكدنا على ضرورة تحمل مسؤولية هذا الموضوع من قبل الحكومة ووضع حلول جدّية لهذه المشكلة الإنسانية وبذل أقصى ما يمكن لإرجاع هؤلاء الأخوة الى مناطقهم معززين مكرمين ولئن حالت الظروف الفعلية عن ذلك بسبب استمرار سيطرة هذه العصابات على مناطقهم فإن ذلك لا يعني ترك بعض الحقوق الآنية للأخوة التي لا تحتاج الى جهد كبير من قبيل توفير الفرص الدراسية لطلبتنا الأعزاء وفي جميع المراحل الدراسية وقبولهم في المدارس والمعاهد والكليات الموجودة في المحافظات والمناطق التي نزحوا إليها فإنه لا ينبغي ان يحرموا من التعليم بعد ان حرموا من الاستقرار في مناطقهم ..وكذلك توفير الفرص الوظيفية بالنسبة الى الأخوة الذين حرموا من خدمة بلدهم في مناطقهم فلابد ان تتهيأ لهم نفس الفرصة ويؤمن لهم هذا الحق من العيش الكريم الى ان يعودوا الى مناطقهم قريباً بإذن الله تعالى .. الأمر الثاني :لا زالت المشاورات قائمة بين الكتل السياسية لتشكيل الحكومة وعرضها على مجلس النواب لمنحها الثقة ونقول هنا :انه لابد من التعجيل والإسراع بتشكيل حكومة وطنية يشعر جميع المكونات بأنهم مشاركون وممثلون فيها ضمن معايير وضوابط صحيحة مبنية على أساس خدمة البلد كلّ البلد.. تحمل رؤية واضحة في تشخيص المشاكل الحالية والمستقبلية الخدمية والأمنية والاقتصادية وغيرها وتمتلك الحلول المناسبة لكل مشكلة من خلال نظام داخلي يحدد عمل الحكومة ويوضح الصلاحيات ويوزعها والعمل بروح الفريق الواحد المنسجم ومن هذا المنطلق لابد من التأكيد على ضرورة ان تكون هناك دقّة في اختيار الأشخاص الكفوؤين الذين لهم القدرة والقابلية على اختزال الوقت من خلال سرعة استيعاب المشكلة والتفاعل معها والسعي لإيجاد الحل لها وان يكون الشخص بمستوى تحمّل المسؤولية الملقاة اليه بحيث لو لم يوفق للعمل لسبب او لآخر فإنه يمتلك الشجاعة للاعتذار عن الاستمرار في تحمّل المسؤولية وفي نفس الوقت نحث الكيانات السياسية المشاركة في الحكومة ان لا تجازف بإعطاء المواقع الوزارية او غيرها لمن لم يقدّم خلال الفترات السابقة خدمة للشعب بل تفسح المجال لمن تتوفر فيه المعايير السابقة فإنه من جرّب المجرّب حلّت فيه الندامة. الأمر الثالث :نؤكد مرة أخرى على ضرورة ان تكون الأولوية دائماً هي وحدة العراق وعدم التفريط بهذا المبدأ الاساس وهذا يستدعي ان تكون جميع المكونات يداً واحدة متماسكة العرى ومتيقظة دائماً وتستشعر الخطر الحقيقي المتربص بنا وهو خطر الإرهاب وتتصدى له بكل الإمكانات المتاحة والوقوف بوجهه ان ثقتنا بشعبنا الصابر الأبي كبيرة في تجاوز الازمة وقدرته على دحر الإرهاب ورفض الباطل..
حفظ الله شعبنا من كل سوء ودفع عنه شرور الأعادي انه سميع الدعاء ..
اترك تعليق