اكد ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة 23 صفر 1435هـ الموافق 27 كانون الاول 2013، اكد على ان زوار الامام الحسين عليه السلام وجميع المساهمين معهم قد ضربوا اروع امثلة التضحية والايثار والتوادد والتكافل والثبات على طريق الاسلام ومنهج الامام الحسين ومبادئه.مبينا ان وسائل الاعلام نقلت صورا ومشاهدا يقف الانسان امامها مندهشا وحائرا حيث مثلت اعلى مراتب التضحية وتحمل المشاق والبرد القارص والتعرض لخطر القتل وتقطع الاوصال من خلال التفجيرات الاجرامية ، عارضا بعض الصور ومستعرضا بعض القصص عن الايثار الحسيني الذي قام به محبو اهل البيت عليهم السلام ومنها قصة الرجل الكبير الذي افرغ بيته للزائرين وبات هو خارج البيت متكئا على شجرة وملتحفا بغطاء حتى ان احد الزائرين الذين باتوا عنده طلب منه الدخول الا انه رفض ذلك بتاكيده على انه في خدمة الزوار وحمايتهم وهو يقف خارجا لتذكر المصيبة التي وقعت على اهل بيت الحسين عليهم السلام يوم كانوا في خربة لامأوى ولا مقر ، اضافة الى صورة اخرى لطفل اصابته هجمات الارهابيين الا انه لم يصرخ من الالم بل كانت صرخاته "لبيك يازهراء ولبيك ياحسين" وصورة الرجل العسكري الذي يقبل قدم الزائر واخر حمل اباه على كتفه برا به لياتي به الى الزيارة ، وامرأة ضريرة وزوجها مقعد الا انه يبصر طريقه دفعته هي على كرسي متحرك وهو يوجهها يمينا وشمالا كله من اجل ان يؤكدوا للعالم حبهم وتمسكم بالحسين عليه السلام.وعرض سماحة الشيخ الكربلائي نص كتاب الشكر الذي توجهت به المرجعية الدينية العليا الى جميع من شارك وساهم في هذه الزيارة الذي جاء فيه "ان من اعظم منن الله تعالى وجميل آلائه ان وفق الملاين من المؤمين لاداء زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام ويسرها لهم بهذا الوجه العظيم فكانت مثلا رائعا من مظاهر الولاء له عليه السلام واستذكار مواقفه وتضحياته في سبيل اعلاء الدين ، لقد اوصى الامامان الباقر والصادق عليهما السلام وصية مؤكدة بزيارة الامام الحسين عليه السلام بالرغم من صعوبة الاحوال وقساوة الظروف وتلتها توصيات سائر الائمة عليهم السلام بها حتى ثبتت بنفوس اوليائهم وجرت عليها سنتهم من زمانهم عليهم السلام الى يومنا هذا كان الائمة عليهم السلام هم من اسسوا هذه السنة الحسنة وارسوا هذه الشعيرة المباركة ولقد نمت بفضل الله تعالى ولطفه حتى اصبحت من خير اجتماعات المؤمنين منها اثرا وبارك الله تعالى بها حتى جعلها وسيلة يقوى بها ايمانهم ويرسخ بها دينهم ويستنهض بها هممهم وينفس بها عن كربهم وجعلهم بها منارا لغيرهم هذه ، فهنيئا ثم هنيئا لمن وفق في المشاركة في هذه الزيارة العظيمة ،وشكرا ثم شكرا لمن ساهم في انجاحا ولاسيما اعزتنا في القوات المسلحة وسائر الدوائر الحكومية ومنتسبوا العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية والمواكب الحسينية والالاف المتطوعين من الرجال والنساء الذين بذلوا كل ما بوسعهم في سبيل خدمة زوار ابي عبد الله الحسين عليه السلام.وتطرق الشيخ الكربلائي الى ما تعرض اليه زوار الامام الحسين عليه السلام من تفجيرات في بعض المناطق خارج كربلاء ومنها طريق كربلاء وفي ديالى وتلعفر هناك بعض العمليات الارهابية نسال الله للشهداء الرحمة وللجرحى نسال الله ان يمن عليهم بالشفاء العاجل ، وهذه الاعمال الارهابية لم تثن محبي اهل البيت عليهم السلام عن الثبات على ولايتهم والاستمرار باداء مراسيم الزيارة، فمنذ سنين طويلة منذ بدأت التفجيرات عام 2003 و 2004 في منطقة بين الحرمين فقد سقط مئات الشهداء والجرحى وسنة بعد سنة الملايين تزداد حتى وصلت الى اكثر من 17 مليون زائر من بينهم اكثر من مليون و 200 الف زائر من خارج العراق ونتوقع ان يصل في العام القادم الى اكثر من مليوني زائر من خارج العراق و20 مليون من داخل العراق وهذه رسالة الى الارهابيين مفادها مهما فعلتم من هذه الاعمال لن تزيدونا الا اصرارا وثباتا وعزيمة على مواصلة هذا الطريق.وتقدم الشيخ الكربلائي الى الاخوة المسيحيين بالتهنئة بذكرى ولادة السيد المسيح عليه السلام مستنكرا في الوقت ذاته التفجيرات الارهابية التي تعرض لها ابناء الطائفة المسيحية ودعاهم الى التمسك بالعراق والبقاء به وان يستمروا بتشبثهم بارض العراق ومواساة اخوانهم العراقين وان ابناء الديانة المسيحية هم مواطنون لهم حقوقهم وعليهم ان لايعطوا فرصة للارهاب بان يهاجروا ويتركوا ارضهم والمأمول منهم مواساة اخوانهم العراقيين والتمسك بارضهم.ودعا الكربلائي مجلس النواب الذي لم يتبق من فترته الانتخابية سوى اربعة اشهر الى ضرورة الاسراع باقرار القوانين المعطلة لاسيما ما يتعلق بقانون التقاعد الموحد وقانون سلم الرواتب الجديد وقانون الموازنة التي يتوجب على مجلس الوزراء رفعها الى مجلس النواب الاسراع باقرارها ، مشيرا الى ان بعض الكتل تسعى الى عرقلة اقرار قانون الموازنة لتحقيق مصالح خاصة وضيقة او مكاسب مناطقية.اما ما يتعلق بقانون التقاعد الموحد فقد اكد الشيخ الكربلائي ان كثر الحديث عنه وان بعض الجهات تحاول ان تبقي على بعض الامتيازات غير الصحيحة والمقبولة والمأمول ان يبقى فيه المحافظة على التوازن بين الرواتب لتحقيق العدالة الاجتماعية.واشار الكربلائي خلال خطبته الى ان الموازنة في العراق في زيادة مضطردة كل سنة فقد بلغت هذا العام 160 ترليون دينار ولكن هذا الاضطراد في الموزانة لايقابله زيادة مضطردة في حجم الخدمات والمستوى المعيشي وهو امر يثير التساؤل هل هو لعدم وجود ادارة حكيمة للموارد المالية ام وجود الفساد المالي ام ان هناك اسباب اخرى.
اترك تعليق