يستعد الملايين من المسلمين، غالبيتهم من الشيعة، لإحياء يوم عرفة في مدينة كربلاء المقدسة عند قبر الإمام الحسين، عليه السلام، في ممارسة عبادية "مندوبة" أصبحت توازي الفرائض الواجبة استناداً لحث الروايات الواردة في فضلها.
يبز السؤال الأهم: "أيهما أفضل؟ الوقوف في عرفات لأداء مناسك الحج؟ أم زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام؟".
غير أن السؤال أعلاه يستدعي الإجابة عن السؤال التالي: "أيهما أفضل ذات جبل عرفات؟ أم الإمام الحسين؟!"
ومع استحضار قول النبي، صلى الله عليه وآله، المروي بطرق "سُنية" تظهر الإجابة واضحة في إشاراته.
تقول الرواية المنشورة في جريدة الأهرام المصرية، المنقولة عن "صحيح البخاري": عن عبد الله بن عمر قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: ما أطيبك وأطيب ريحك! ما أعظمك وأعظم حرمتك! والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله ودمه وإن نظن به إلا خيرًا" [رواه ابن ماجة].
بعيداً عن هذا الإشكال، يعتقد الشيعة برسوخ.. أن زيارة الإمام الحسين، عليه السلام، من أفضل الأعمال المندوبة التي يمكن أن يأتي بها الإنسان بعد أدائه الفرائض الواجبة.
يقول الزائر حسن من بغداد للموقع الرسمي: "نحن نحب الحسين لأنه ابن بنت رسول الله، صلى الله عليه وآله، ومجيئي إلى مرقده الشريف يشعرني بأنني في حضرة النبي الذي لم أره ولم يتسن لي الوصول إلى مرقده".
ويقول أيضا "حتى الآن لم يرزقني الله حج بيته، ولو كانت لي فرصة لأداء مراسيم الحج الآن بالتأكيد سوف أقدمها على زيارة كربلاء، لأن الحج فريضة واجبة، وزيارة الحسين أمر مندوب".
ويأتي تمسك الشيعة بزيارة الإمام الحسين عليه السلام في عرفة وفقاً لروايات كثيرة صحيحة جاءت للحث عليها.
"حث كبير"
ويرى مركز الأبحاث العقائدية، الذي يشرف عليه مكتب سماحة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني، أن هناك "حث كبير" على زيارة الإمام الحسين عليه السلام في خصوص يوم عرفة.
ويؤكد المركز، الذي يهتم برد الشبهات العقدية عبر الانترنت، أنه "لم يرد مثل هذا الحث على زيارة النبي صلى الله عليه وآله في ذلك اليوم" في إشارة منه إلى يوم عرفة.
لكنه يستدرك بالقول حول هذه المفاضلة: " وهذا لا يعني أنّ الحسين، عليه السلام، أفضل من سيّد الكائنات، صلى الله عليه واله وسلم، وهذا أمر واضح، فان الخاتم، صلى الله عليه وآله وسلم، هو أفضل البشر جميعا.
"لمن فاته الحج"
أشهر الروايات التي تتحدث عن زيارة الإمام الحسين، عليه السلام، في يوم عرفة، تقول: "إن الله تبارك و تعالى يتجلى لزوار قبر الحسين صلوات الله عليه قبل أهل عرفات و يقضي حوائجهم و يغفر من ذنوبهم و يشفعهم في مسائلهم ثم يثني بأهل عرفات فيفعل ذلك بهم".
وتأتي هذه الرواية وغيرها إلى جانب روايات كثيرة تضمّن سياقها المفردات التالية: "إن الله ينظر إلى زوار الإمام الحسين، عليه السلام، في يوم عرفة.... "، في إشارة إلى قبول العمل لمن فاته حج بيت الله الحرام.
وينقل أيضا عن الإمام الصادق، عليه السلام، أنه قال "من فاتته عرفة بعرفات فأدركها بقبر الحسين عليه السلام لم تفته و إن الله تبارك و تعالى ليبدأ بأهل قبر الحسين عليه السلام قبل أهل العرفات ثم يخاطبهم بنفسه".
وعنه أيضا "إذا كان يوم عرفة أطلع الله تبارك و تعالى على زوار قبر الحسين عليه السلام فقال لهم استأنفوا قد غفرت لكم ثم يجعل إقامته على أهل عرفات".
حسين الخشيمي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق