من بين قصص البشاعة والاستغلال لتنظيم "داعش" الإرهابي، ماحدث مع الطفل عمار وأمه.
عمار في الثانية عشر من عمره، يتنقل بين الاشجار بجزيرة وسط نهر دجلة يطلق عليها "البعيجي" التابعة لقضاء بيجي في صلاح الدين، شمال العراق، مخيلته وأفكاره تنصب في اللعب والحركة ورعاية البقر.
بعد دخول "داعش" إلى مدينة عمار، "البيعيجي" اسودت المدينة، وبدأت تظهر جرائم التنظيم هناك، لكن عمار مازال لم يكن مدركاً للموقف بعد، وما ان شاهد قتل جيرانه من منتسبي الجيش والشرطة على يد الدواعش؛ حتى عاد الى بيته مع بقراته مسرعا، لكنه لم ينجُ من الاطلاقات الغادرة لقناص داعشي ليرديه مصابا في بطنه.
شعر عمار بالالم، والاسرة بدأت في حيرة من امرها، فإلى اين ياخذون ابنهم المدمى والارض والطرقات وكل شئ بات بيد الدواعش، وهنا ما كان من ام عمار الا ان تخرج من بيتها لتاخذ ابنها طالبة من الاب العودة الى البيت، فالدواعش يقتلون من يرونه.
وبالتعاون مع اشخاص - كما تقول عنهم ام عمار - معارف استطاعت ان تدخل مع ابنها الى دولة اللاانسانية في الموصل بسيارة داعشية، وعند الوصول الى المستشفى العام ضمدوا الطفل بضماد بسيط ورفضوا علاج الطفل المسكين الا بعد ان تقبل الام بشروط القائمين على المستشفى وطبعا القائمين هم الدواعش .
لعلاج عمار.. لابد من "ثمن" باهض!!
عبدة التسلط والجنس والخيانة كانت شروطهم كما تقول ام عمار لا يمكن ان تقبل بها ولو كلف ذلك حياة ابنها، حيث تقول ام عمار "بعد الوصول الى مستشفى الموصل عرضوا علي مجموعة من الشروط من اجل معالجة عمار ومن هذه الشروط يجب مبايعة ابو بكر البغدادي زعيم الدواعش لاسيما من قبل عمار ليتم علاجه وزجه في المعارك او ادفع اموالا كثيرة اولها سبعمائة الف دينار وطبعا لم نبايع ولم ندفع لعدم امتلاكنا للمال".
وأضافت، "او اذهب الى ما يسموه بدار الزكاة واقسم بأني أرملة ليعطوني المال".
وهنا بدأت ام عمار بالخجل والحزن معا واكتفت بالقول: "رفضت هذه الشروط فرفض الاطباء معالجة عمار تحت ضغط الدواعش لنطرد أنا وإبني المصاب من المستشفى".
الحيرة كانت مخيمة على تصرفاتها أم عمار وشعرت بأنها قد تخسر ولدها بأية لحظة من اللحظات، لكنها لم تستسلم ولم ترضخ وعملت باصلها العربي العراقي رغم تدهور حالة ابنها واصابته بتسمم بالدم، ولانها على الحق، تعاطف بعض اهالي الموصل ممن كانت لها صلة بها ليجمعوا لها مليون ونصف دينار طلبها منها مجموعة من المهربين، يعتقد بأنهم دواعش، ليخرجوها بالتعاون مع هذه المجاميع هي وابنها من الموصل الى بيجي، بعد ان عرفت ان فصائل الحشد حررت معظم احياء المنطقة املة بان تضع حملها عليهم.
من الموصل إلى بيجي
فوصلت كما تقول ام عمار الى "البعيجي" واذا بها ترى شمس الحرية من جديد فهاهم الابطال من حولها يحررون الارض ويدافعون عن العرض، وها هو لواء علي الاكبر التابع للعتبة الحسينية المقدسة يزور السنة ويوزع عليهم الماء والغذاء.
اطمأنت لكن خوفا ورهبة من المواقف المؤلمة هناك في الموصل ظلت عالقة باذهانها تخوفت حتى من ان تبوح بها لنا مكتفية بسرد قصة ابنها المصاب .
وبدأت بحديث جديد قائلة" بعد وصولنا الى بيجي ذهبت الى امر لواء علي الاكبر الحاج قاسم مصلح واطلعته على قصتي وطلبت منه ايصال ولدي لأي جهة صحية، تأثر كثيرا بما حدث معي وطفلي واجري اتصالاته مع العتبة الحسينية المقدسة وجهز سيارته الخاصة وارسلني وولدي الى مستشفى سفير الحسين في كربلاء التابعة للعتبة الحسينية المقدسة من اجل معالجة عمار وبعد الوصول الى المستشفى وجدنا المحبة والاخوة التي استقبلنا بها كادر مستشفى السفير وها نحن نحمد الله على مالنا من اخوة حقيقيين.
سالنا عمار عن امنيته قال وهو يبتسم: "اكوم امشي".
التفتنا الى الدكتور محمد عباس المشرف على حالة عمار تحدث لنا قائلا: اصاب عمار بطلق ناري في الحوض ادت الى كسر عظم الفخذ وتفوه في القولون، وسيتم اجراء عملية الى عمار من اجل سد تفوه القولون وتبديل المفصل، وتكون عملية عمار من العمليات المتوسطة وسوف يشفى ان شاء الله بفترة قصيرة من اجراء العملية، وسيكون تحت رعاية مستشفى السفير التابعة للعتبة الحسينية المقدسة الى حين شفائه.
عمار اليوم بصحة جيدة في اجواء حرة اختارتها عائلته له فهي لم تبايع الظالمين والتجأت لمحبي السلام والحرية .
حازم فاضل
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق