ذكر الشيخ النراقي قدس سره صاحب كتاب جامع السعادات أن لعلاج الوساوس اموراً لابد من الالتفات إليها؛
قال: فصل ما يتم به علاج الوسواس: لو أمكن العلاج في القطع الكلي للوساوس فإنما يتم بأمور ثلاثة:
"سد الأبواب"
(الأول) سد الأبواب العظيمة للشيطان في القلب، وهي الشهوة، والغضب، والحرص، والحسد، والعداوة، والعجب، والحقد، والكبر، والطمع، والبخل، والخفة، والجبن، وحب الحطام الدنيوي الدائم، والشوق إلى التزين بالثياب الفاخرة، والعجلة في الأمر، وخوف الفاقة والفقر، والتعصب لغير الحق، وسوء الظن بالخالق، وغير ذلك من رؤس ذمائم الصفات ورذائل الملكات، فإنها أبواب عظيمة للشيطان، فإذا وجد بعضها مفتوحا يدخل منه في القلب بالوساوس المتعلقة به، وإذا سدت لم يكن له إليه سبيل إلا على طريق الاختلاس والاجتياز.
"عمارة القلب"
(الثاني) عمارة القلب بأضدادها من فضائل الأخلاق وشرائف الأوصاف، والملازمة للورع والتقوى، والمواظبة على عبادة ربه الأعلى.
"الذكر"
(الثالث) كثرة الذكر بالقلب واللسان.
فإذا قلعت عن القلب أصول ذمائم الصفات المذكورة التي هي بمنزلة الأبواب العظيمة للشيطان، زالت عنه وجوه سلطنته وتصرفاته، سوى خطراته واجتيازاته، والذكر يمنعها ويقطع تسلطه وتصرفه بالكلية ، ولو لم يسد أبوابه أولاً لم ينفع مجرد الذكر اللساني في إزالتها، إذ حقيقة الذكر لا يتمكن في القلب إلا بعد تخليته عن الرذائل وتحليته بالفضائل، ولولاهما لم يظهر على القلب سلطانه.
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق