شهد مرقد الامام الحسين عليه السلام صباح اليوم الاحد توافد جموع غفيرة من المعزين وهم يحملون على اطراف الاكف النعش الرمزي لسيدة الاحزان فاطمة الزهراء عليها السلام التي غادرت الدنيا غاضبة على من ظلمها وصادر حقوقها وانتهك حرمة دارها وكسر ظلعها واسقط جنينها.
المعزون الذين حملوا النعش الرمزي تعمدوا ان يجهروا بمراسيم التشييع في وضح النهار بمشاركة محبيها كون السيدة الزهراء عليها السلام شيعت ليلا واخفي قبرها حتى يومنا الحالي.
من جهتها وضعت العتبة الحسينية المقدسة برنامجاً خاصاً بهذه المناسبة ابتداءً من ذكرى شهادتها عليها السلام بحسب الرواية الاولى وحتى اليوم الثالث من جمادى الآخرة.
وشملت البرامج، نشر الوشاح الاسود على جدران واروقة الصحن الشريف، وتهيأت المنابر لاستقبال الخطباء والروايد والمواكب المعزية لإحياء الفاجعة الاليمة.
"مجلس عزاء"
وعلى صعيد متصل، اعلنت الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة عن تخصيص برنامج خاص لهذا اليوم الاحد يتضمن اقامة مجلس عزاء في دار ضيافة حرم الامام الحسين عليه السلام شارك فيه شخصيات دينية ومسؤولي العتبة الحسينية المقدسة، فضلا عن اقامة مجلس عزاء موحد لمنتسبي العتبتين المقدستين وزوار مرقد الامام الحسين عليه السلام داخل الصحن الحسيني الشريف يختتم عزاءه في صحن ابي الفضل العباس عليه السلام.
"الزهراء تستعد للقاء أبيها"
يذكر ان محبي اهل البيت عليهم السلام يحيون في هذا اليوم ذكرى رحيل السيدة الزهراء عليها السلام بناءً على الرواية الثالثة، والتي تخلص إلى مرور تسعين يوماً على رحيل ابيها رسول الله صلى واله والتحاقها به بعد ان رأت أنه لا فائدة من البقاء مع سلطة "سياسية" تحكم بالغصب، ولا تعترف بأسرة رسول الله، وبأنها أولى بالناس من أنفسهم، اذ عاشت أيامها الأخيرة على مضض، تنتظر مسير الأيام والساعات للقيا الحبيب مجدداً.
في تلك الفترة، أكثر ما كان يؤلم فاطمة عليها السلام، سرعة انقلاب وتفرّق الجماعة التي كانت حول أبيها النبي، كانت ترى بعينيها كيف أن الأمة التي تحمل النبي لأجلها الكثير تقف اليوم بعد رحيله على أبواب "شيوخ" الجاهلية الذين ضربوا وصيته عرض الجدار، وراحوا يجتهدون وفقاً لما تشتهيه مصالحهم، كانت ترى فاطمة بعين البصيرة التي ورثتها منه، كيف يقف الناس الواحد تلو الآخر على أبواب النيران، وهم يمجدون السرّاق والمغتصبين لحقوقها.
"بكاء فاطمة"
هذا المشهد، إلى جانب غربتها بعد أبيها، جعل من فاطمة عليها السلام دائمة البكاء ليلاً ونهاراً، وهذا أكثر ما كان يزعج السلطة آنذاك، فاجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى زوجها، أمير المؤمنين علي، عليه السلام، وقالوا له: يا أبا الحسن إن فاطمة تبكي الليل والنهار فلا أحد منا يهنأ بالنوم في الليل على فُرشنا، ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا، وإنا نخبرك أن تسألها إما أن تبكي ليلاً أو نهاراً.
وسرعان ما نقل لها زوجها علي عليه السلام ما اجتمعت عليه المدينة، وشرح لها أنهم يطلبون أن تحدد وقتاً للبكاء على أبيها!! تجيب فاطمة عليها السلام، "يا أبا الحسن ما أقلّ مكثي بينهم! وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم فوالله لا أسكت ليلاً ولا نهاراً أو أُلحق بأبي رسول الله".
ورحلت بعد ذلك الزهراء عليها السلام وهي واجدة على من ظلمها وغصب حقها، وشيعت ودفنت ليلاً دون علم الناس بموضع قبرها حتى اليوم.
ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق