يقال إذا تبزغ الشمس أفلت النجوم.. إذاً، كيف لمع نجم السيد "إبراهيم المجاب" في حضرة شمس الحسين عليه السلام الساطعة بعد أن جاوره؟
لا شيء يدعونا للاستغراب من ذلك، ما دام هذا السيد الجليل من نسل الإمام الحسين عليه السلام إذ يعتبر أحد أحفاده، فهو ابراهيم بن محمد العابد بن الإمام موسى بن جعفر الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي السجّاد بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
و يقع مزاره الشريف في الزاوية الشمالية من الرواق المعروف باسمه في الحرم الحسيني المطهر، وعليه ضريح كتب عليه اسمه وزيارته المخصوصة، ويعد أول من جاور الحسين عليه السلام من السادة الأشراف.
"الإمام الحسين يرد السلام"
وينقل أن السيد كان ضريرًا وسكن في الكوفة, حتى عرّفه بعضهم بـ "إبراهيم الضرير الكوفي المجاب برد السلام", ولكنه بعد ذلك انتقل ليعيش في كربلاء وتوفي ودفن فيها.
وينقل السيد تاج الدين بن زهرة، صاحب كتاب "غاية الاختصار في اخبار البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار"، أن سبب تسمية السيد إبراهيم بـ "المجاب" لأنه دخل في ذات يوم إلى مشهد الإمام الحسين عليه السلام وقال:
السلام عليك يا أبة.فسُمع أن الإمام الحسين عليه السلام رد بـ "وعليك السلام يا ولدي".
وهناك شهرة عظيمة بين العلماء على علو مكانة الرجل، للدرجة التي جعلته جاراً للإمام الحسين عليه السلام، بعد أن رد عليه بالسلام.
"الجد الأكبر للكثير من العلماء"
ويعتبر السيد ابراهيم المجاب أيضا، الجد الأكبر للكثير من العلماء والشخصيات البارزة من عوائل السادة.
وأجمع المؤرخون وعلماء النسب أن السيد ابراهيم المجاب آثر الاستيطان في الحائر الحسيني بعد حادثة مقتل المتوكل في أيام ابنه المنتصر العباسي وذلك سنة 247 هجرية، أي في منتصف القرن الثالث الهجري، وعلى إثر ذلك لقب ابنه الأكبر بمحمد الحائري.
وجاء في رجال "بحر العلوم" إنما لقب أبوه محمد العابد لكثرة عبادته وصومه وصلاته كما ذكر المفيد طاب ثراه في الإرشاد وغيره.
حسين الخشيمي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق