إعلان بدء العمليات العسكرية لتحرير الموصل.. هذا كل ما نحتاجه الآن على أرض الواقع لطرد ما تبقى من عصابات "داعش" هناك، لقد أصبح مجرد التفكير بذلك يثير قلق الكثيرين من القوى والاطراف "المرتبكة" من وجود دولة قوية في العراق والمنطقة، ليس لأن معركة الموصل ربما سوف تجلب معها شيئاً من الدمار، أو قد يرافقها شيء من "التهيّب" من خسائر محتملة أمام "داعش" المهزوم؛ وإنما هو "الخوف" من أن تحقق هذه الدولة الشيعية ظاهراً المزيد من المكاسب في المنطقة، لأنهم يعتقدون أن وجودها سيعزز دول شيعية أخرى مثل "إيران" وبالتالي قد يتحوّل هذين البلدين إلى ملتقى للوجود "الشيعي" ومده الجارف، وهذا ما تخشاها دول الخليج على رأسها السعودية، وتحاول أن تقف دونه "واشنطن" الصديق الحميم لتلك الدول.
الحرب ضد "داعش" في صلاح الدين والرمادي شهد لها الجميع بأنها كانت حرباً وطنية وليست طائفية كما صورت وسائل الإعلام التي لا تمل من مغازلة "داعش" وتهييج الشعور الطائفي لدى بعض السياسيين السنة المتعصبين. انطلقت حرب الدفاع من فتوى المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف بالجهاد الكفائي، عقبها تأسيس "هيئة الحشد الشعبي" الذي ضم مختلف مكونات الشعب العراقي "الشيعة - السنة - الأكراد - المسيح - الإيزيدين" وغيرها من المكونات.
لقد تمكن هؤلاء وبوقت قياسي من تدمير مخطط جهنمي استغرق وقت رسم استراتيجيته سنوات طويلة! فلماذا تتخوف بعض الاطراف التي تدعي الوطنية من وجودهم في الموصل؟! لماذا تتحدث عن قدم إمكانية تحرير هذه المدينة من قبل القوات الحشد الشعبي، وحتى الجيش العراقي مؤخراً؟ ألا ترون أن هناك ثمة مخاوف مصدرها غير "داعش" يخشاها هؤلاء؟!!
مراقبون ومحللون رأوا، أن وجود "مشروع وطني" ضد داعش أو الفساد، تديره المرجعية الدينية والعراقيون أنفسهم هو أكثر ما يثير قلق الولايات المتحدة وشركائها ومريديها داخل العراق، لأن ذلك سيفشل سيناريو التقسيم المرسوم مسبقاً للعراق والمنطقة، لكن قبل كل ذلك يجب نعرف بماذا تفكر أمريكا ومريديها وماذا قرروا مؤخراً؟
واشنطن تقرر إرسال قوات برية لتحرير "الموصل"
بلهجة جديدة مختلفة عن السابق، خرجت الولايات المتحدة الأمريكية بتصريح لها عبر وزير حربها "أشتون كارتر" إذ قال إن "كثيرون (من أعضاء التحالف) لا يفعلون ما يكفي، أو لا يفعلون شيئا مطلقاً" بخصوص حربها المزعومة ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.
لقد اعتادت الولايات الأمريكية المتحدة التركيز خلال خطاباتها حول موضوع الحرب هذه على أن لأعضاء التحالف الدولي المكون من الـ 65 دولة مهمة واحدة وامم متعددة، لكن كارتر هذه المرة خرج بطريقة مختلفة تماماً وقال "يمكننا نحن أن نفعل الكثير"!!.
وكشف كارتر عن عزم واشنطن إرسال المزيد من القوات البرية لدعم القوات المنتشرة في العراق وسوريا، فيما تحدثت وسائل إعلام عن الخطة الاستراتيجية العسكرية التي ستنفذ من خلالها عملية تحرير الموصل والتي رحب بها "اتحاد القوى" المكون السُني العراقي الذي أعلن قبل أيام انسحابه من العملية السياسية في الحكومة العراقية.
اتحاد القوى "السُني" نرحب بالوجود الأمريكي!
في تصريح لافت كما اعتبرته بعض وسائل الإعلام العربية، طالبت قوى سنية أمس بتدخل أمريكي - كردي لتحرير الموصل.
وقال عضو المكتب السياسي لاتحاد القوى محمد الكربولي في بيان له، إنه "سئِم" ما وصفه بـ "تنصل الحكومة" من وعودها في تحرير المدن المغتصبة.
كل ذلك يأتي بعد مضي اسابيع قليلة على تحرير مدينة الرمادي من قبل القوات الأمنية العراقية التي لاقت ترحيباً واسعاً من المكونات السُنية داخل العملية السياسية وخارجها، حتى أن منهم من وصف معركة الرمادي بـ "النظيفة" لأنها خلت من أي مشاركة لفصائل الحشد الشعبي الذي تعتبره تلك القوى "الند المزعج" لها و "القوة المربكة" التي تهدد وجودهم في العراق!.
لا مكان للحشد الشعبي في الموصل!
أثيل النجيفي الذي سلّم "الموصل" لداعش على طبق من ذهب، خرج هو الآخر بتصريح يرفض فيه وجود الحشد الشعبي ويراهن على دعم تركي أمريكي لتحرير الموصل. لا توجد أدنى درجة للشك في أنه يدعم وبقوة مشروع التقسيم الذي ترعاه تلك الدول في العراق. لقد اكتفى النجيفي عند دخول "داعش" للموصل بالاعتراض ظاهراً، في الوقت الذي كان يمثل فيه الحاكم الفعلي للمدينة ويملك الكثير من الصلاحيات.
غير أنه اليوم يتحدث عن إرادة وطنية وشعبية لتحرير الموصل من "داعش"، لكن تحركاته على أرض الواقع تقول خلاف ذلك، فهل تمثل القوات الأمريكية او التركية الإرادة الوطنية والشعبية لتحرير الموصل؟
مخطط "قذر" يقضي بوجود قوات أمريكية وتركية في الموصل
الكاتب والصحفي العراقي "ولاء الصفار" اعتبر أن الحديث عن وجود قوات أمريكية وتركية وفصائل أخرى تابعة لشخصيات سياسية متآمرة في الموصل يأتي ضمن مخطط وصفه بـ "الكبير والقذر" لا يقف عن تحرير الموصل.
وقال في حديث له مع الموقع الرسمي، إن "القضاء على داعش سيكون اكثر سهولة من الرمادي والانبار بسبب قطع الامدادات وانهيار التنظيم وعدم وجود تمويل وغيرها من الاسباب التي اثبتت ضعف داعش ولعل من ابرزها تصريحات البغدادي".
كل ذلك لقطف "ثمار" فتوى الجهاد الكفائي!
وأضاف الصفار، أن "تحرير الموصل من قبل قوات مجتمعة تقودها واشنطن دليل واضح على ان امريكا وبعض السياسيين العراقيين يحاولون قطف ثمار فتوى الجهاد الكفائي من خلال تحرير اكبر محافظة في العراق".
ورجح الصفار، تحرير الموصل بوقت قياسي وباقل الخسائر مع تسخير الماكنة الاعلامية لتسليط الضوء على تحرير العراق كان على يد امريكا دون ان يكون هناك ذكر لفتوى الجهاد الكفائي ودور الحشد الشعبي.
وقال "لقد بات ذلك واضحاً، أن هناك استهدافاً مقصوداً لقوات الحشد الشعبي عن طريق نسب بعض الجرائم وإلصاق التهم إليه خلال تحريره لبعض المحافظات الغربية وحجم الخسائر التي تعرضت لها تلك المحافظات".
طموح أمريكي لتحرير الموصل
من جهته أكد الكاتب والصحفي "صالح الحمداني" أن هناك طموحاً أمريكياً لتحقيق انتصار على داعش وجعل تحرير الموصل برسم الجيش الامريكي.
واعتبر في تصريح خص به الموقع الرسمي، إن "القوى السنية هي قوى سياسية بالنهاية والسياسية تتحمل التقلبات" في إشارة منه إلى ترحيب اتحاد القوى بوجود قوات برية في الموصل.
حسين الخشيمي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق