بعد أن نعت دول الاستكبار العالمي مشروعها العسكري في العراق، الذي ربما ينتهي قريباً برحيل "داعش" من الموصل وباقي مدن العراق نهائياً؛ تلجأ مؤخراً إلى ما يسمى بـ "صدام الحضارات" النظرية التي تقدسها الولايات الأمريكية المتحدة، والتي تقوم عليها السياسة الأمريكية اليوم، إذ تخلص النظرية إلى أن "الإسلام والليبرالية الديمقراطية" لا يمكن أن يلتقيان، فلا بد من القضاء على الإسلام بأي وسيلة ممكنة.
وبحسب مراقبين ومحللين فإن الفشل الذي لحق بالدول المتآمرة على المنطقة لوأد الإسلام الحقيقي الوسطي، واستبداله بالإسلام السياسي المتطرف الذي مثلته "داعش" وجماعات إرهابية أخرى في العراق وسوريا وليبيا وباقي دول المنطقة، أوجد ضرورةً لاعتماد استراتيجية مختلفة تماماً عن استراتيجية المواجهة المباشرة من خلال العمليات العسكرية، واستخدام أداة "أدهى" وأنجع - كما يعتقدون - لتمرير مشروع التقسيم الذي يأمل من خلاله المتآمرون أن يكون للعراق النصيب الأوفر منه، وذلك بافتعال ازمة اقتصادية تغرق العراق، تنتظر تداعياتها بأن تظهر مطالب وأصوات داخلية بالتقسيم، ليكتفي "الشيعة" بما لديهم من ثروات، وكذلك السنة، وهكذا الكرد وبقية المكونات الأخرى، وبالتالي يتحقق وأد مشروع إسلامي جديد قد ينشأ في العراق ويكون منافساً قوياً، وداعماً أقوى لدول إسلامية "متمردة" على أمريكا كـ "إيران".
أمريكا تسعى لتدمير اقتصاد المنطقة عبر دول الخليج وعلى رأسها السعودية
إلى ذلك اتهم المهندس والخبير النفطي "حمزة الجواهري" في حديث له تابعه الموقع الرسمي للعتبة الحسينية دول الخليج بتلقيها أوامر من الولايات الأمريكية المتحدة ترمي إلى "إغراق متعمد للسوق النفطية".
وقال "دول الخليج وعلى رأسها السعودية وبالتعاون مع أمريكا الأب الروحي لهذه المجموعة تحاول أن تغرق السوق النفط في محاولة منها لتدمير الاقتصاد في المنطقة ما يؤثر كثيراً على العراق كبلد نفطي".
و رأى أن "انحسار مناطق نفوذ داعش الابن الشرعي لدول الخليج وتقلص أعدادهم زاد من عزم وتصميم دول الخليج وأمريكا على تصعيد الحرب الاقتصادية أكثر لتكون آثارها قاتلة، فكانت النتيجة أن وصل سعر النفط اليوم إلى 33 دولارا للبرميل".
واعتبر الجواهري أن إضعاف العراق اقتصادياً قد يؤدي إلى تسهيل عملية تقسيم العراق كما ترغب أمريكا ودول الخليج.
لكنه رأى إمكانية أن يبقى العراق "متماسكاً ويقف على أرض صلبة لحد الآن" على حد قوله.
غير أن التساؤلات التي تثار حول الموضوع الآن، إلى متى يستطيع العراق البقاء صامداً أمام الحرب الجديدة دون أن "ينهار اقتصادياً"؟ وكيف ستعمل الحكومة العراقية على مواجهة هكذا نوع من الحروب يصعب فيها زج أبناء الشعب العراقي لمواجهتها كما فعلت مع داعش؟!
الثعلب لا يلام على مكره.. حصنوا البيت الداخلي!
إلى ذلك دعا الكاتب والصحفي العراقي "محمد شفيق" الحكومة العراقي إلى ما وصفه بـ "تحصين البيت الداخلي" من الحروب والمؤامرات التي تشن على العراق بشكل متكرر، فيما أكد على ضرورة الابتعاد عن خلق الاعداء وشماعات تعلق عليها الاخطاء المتكررة للحكومة.
وقال في تصريح خص به الموقع الرسمي "إننا ينبغي أن نحصن بيتنا الداخلي ونبتعد عن خلق اعداء وشماعات نعلق عليها كل الإخفاقات والفشل المتكرر".
وفي إشارة منه إلى المؤامرات التي تقودها دول عربية وإقليمية لتقسيم العراق أكد "شفيق" أن "الثعلب لا يلام على مكره علينا ان نحصن انفسنا من الثعلب".
ازمة اقتصادية ستجعل العالم في "مهب الريح"
لكن الخبير في مجال الطاقة المهندس الاستشاري "مجيد الناشئ" اعتبر أن استمرار انخفاض اسعار النفط في المنطقة سيجعل العراق في "مهب الريح".
وقال في تصريح صحفي له تابعه الموقع الرسمي "اذا استمرت حالة أسواق النفط العالمية ومؤشراتها الهابطة على هذا المنوال بعد أن وصل خام النفط إلى 33 دولاراً للبرميل الواحد؛ فإن ذلك يعني أن هذا الانخفاض الخطير ربما يلامس عتبة العشرينات".
وتوقع الناشئ أن العالم سيشهد أزمة اقتصادية عالمية وسيكون الجميع في "مهب الريح" على حد وصفه.
حسين الخشيمي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق