يستعد الملايين من المسلمين لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسن العسكري وهو الإمام الحادي العشر الذي اغتيل على يد السلطات العباسية سنة 260 هـ.
واعتلّ الإمام الحسن العسكري، عليه السلام، في أوّل يوم من شهر ربيع الأول بعد أن دُس له السُم من قبل "المعتمد العباسي" الذي كان ينزعج كثيراً من تعظيم الأمة للإمام العسكري وتقديمهم له على جميع الهاشميين.
وكانت السلطات العباسية قد قامت بسجن الإمام الحسن العسكري، عليه السلام عدّة مرات، وتشديد المراقبة على بيته كما أنها حاولت نفيه إلى الكوفة.
وتشير المصادر التاريخية إلى أنه، عليه السلام، قد نعى نفسه قبل سنة ستين ومئتين، وأخذ يهدّئ روع والدته "السيدة حديثة" قائلاً لها: "لا بد من وقوع أمر الله لا تجزعي..." ليستشهد بعد أن ألمت به علل الموت جراء السم في الثامن من ربيع الأول.
ودفن الإمام الحسن العسكري إلى جانب أبيه الإمام الهادي، عليه السلام في سامراء، إذ يتوافد الملايين من المسلمين "الشيعة" لزيارة مرقده الطاهرة وإحياء ذكرى شهادته سنوياً.
تفجير مرقد الإمامين العسكريينوفي الـ 22 فبراير 2006 أقدم ارهابيون على تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء بعد أن قاموا باقتحام المرقد الشريف و تقييد أفراد شرطة الحماية الخمسة المتواجدين لحماية المرقد الشريف.
وأدى تفجير عبوتين ناسفتين في وقتها إلى انهيار القبة الضريح التي تعتبر واحدة من أكبر قباب العالم الإسلامي.
ويعد تفجير الإمامين العسكريين واحدة من الجرائم البشعة التي كانت تهدف إلى زرع الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب العراق.
الأمر الذي أدى إلى ضرورة إصدار المراجعيات الدينية و رجال الدين الشيعة لبيانات استنكار ودعوات عدّة إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء فتنة طائفية.
لكن ارتباط العديد من السياسيين والشخصيات الحكومية بأجندات خارجية - آنذاك - أدى إلى استغلال تلك الحادثة لشعل اقتتالٍ طائفيٍ، للتحول بعد ذلك بغداد والمدن المحيطة بها ومنها سامراء إلى مسارح للقتل والتصفيات الجسدية.
فيما استمر الشيعة بإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسن العسكري وزيارة مرقده الشريف تلك الفترة، رغم المخاطر التي كانت تحيط بمدينة سامراء وسط تحدٍ صريح للإرهاب الذي كان يستهدف الكثير منهم بالقتل والتفجير.
زيارة مراقد سامراء يوم لوحدة العراقيينإلى ذلك اعتبر الفريق المتقاعد في الجيش العراقي السابق "وفيق السامرائي" أن ذكرى استشهاد الامام الحسن العسكري وتوجه ملايين العراقيين والاجانب الى سامراء بانه "يوم للوحدة الوطنية ورداً قاسياً على مشاريع تآمر ذيول الإخوانچية والمخربين المتواطئين وسليلي الخيانة مع ضلال الجزيرة".
وقال السامرائي في تصريح له، اليوم السبت، وتابعه الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة، إن "زيارة مراقد سامراء المقدسة تعد حدثاً وحدوياً عظيماً للعراقيين ورسالة رد على مشاريع التآمر".
واضاف ان خلود الأجداد في سامراء، وتدفق الحشود من فوق سد سامراء الاستراتيجي هي رسالة لكل الحالمين بتفتيت العراق تحت مسميات كاذبة تستهدف إضعاف المركز، ليصحوا من أوهامهم.
و رأى أن "زيارة سامراء من اعظم الزيارات المليونية بعد زيارة كربلاء وهي رسالة وحدة للعراقيين إذ لا مجال للطائفية والشوفينية في عراق القباب الذهبية".
مؤتمر أمني لتدارس خطة الزيارةأعلنت قيادة عمليات سامراء، أمس الجمعة، عن قرب الانتهاء من استكمال الخطة الامنية الخاصة بحماية المشاركين بإحياء ذكرى استشهاد الامام الحسن العسكري، فيما عقدت مؤتمراً موسعاً لتدارس الخطة.
وقال قائد عمليات سامراء اللواء الركن عماد الزهيري خلال مؤتمر صحفي، إن "مؤتمراً أمنياً عقد بحضور القوات الأمنية والحشد الشعبي وادارة القضاء والوقف الشيعي، بهدف وضع اللمسات الاخيرة على خطة حماية زائري الامام الحسن العسكري".
وأضاف، أن "هناك تنسيقاً عالياً بين جميع الجهات وتعاون واضح من أهالي سامراء، فضلا عن الدعم الكبير الذي تبديه الحكومة المركزية تجاه هذا الامر".
توافد الملايين من الزائرين إلى سامراءوذكرت مصادر إعلامية محلية عن توافد الملايين من الزائرين لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسن العسكري، عليه السلام، في سامراء.
ونقلت تلك المصادر بحسب تصريحات لمسؤولين في مدينة سامراء أن "اعداد الزائرين الوافدين لإحياء مراسيم ذكرى استشهاد الامام الحسن العسكري، عليه السلام، بلغت اكثر من مليون ونصف زائر حتى الان".
وأشارت إلى أن "من المتوقع ان يصل اعداد الزائرين الى ثلاثة ملايين زائر خلال يوم الزيارة".
حسين الخشيمي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق