اشار المؤرخ (سعيد رشيد زميزم) ان المعاجم التي تستخدم في الشعائر الحسينية ومنها (المشعل وقبة القاسم والتكية ) تعد من الموروثات القديمة التي ترمز الى احدى الطقوس العاشورائية، مبينا ان قصة (المشعل) وتاريخه حسب ما نقلته الكتب التاريخية تجمع على ان احد الشخصيات المعروفة بتخصصها بفن الحدادة (السيد حسين البلوشي) كان على راس مجموعة من الحجاج الايرانيين المتوجهين الى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج عن طريق منطقة الخليج، مبينا ان القافلة واجهتها عواصف وامواج عالية جدا حالت دون مسيرها الى مقصدها واجبرت القافلة على التوجه الى محافظة البصرة مما ادى الى تأخيرها عن تأدية مناسك الحج فقرر من كان فيها التوجه الى كربلاء لزيارة الامام الحسين (عليه السلام).
وأضاف ان السيد البلوشي كان معروف عنه بانه من الحدادين الماهرين وقام حينها بتصميم المشعل، موضحا ان المشعل يرمز الى مرقد الامام الحسين عليه السلام من خلال القبة التي تعلوه في حين يرمز راس التنين في مقدمته الى أعداء ال البيت (عليهم السلام) بالإضافة الى جانب وجود (14) مصباحا موزعة على طول المشعل تمثل الائمة المعصومين (عليهم السلام ).
وتابع ان قبة القاسم تشير الى موقف القاسم بن الامام الحسن عليهما السلام وذكرى ليلة زفافه كونه كان شاب في عمر الورد يتم تجسيدها بـ(صينية القاسم) والتي تطورت بعد ذلك لتصل عما هو عليه اليوم، موضحا ان مجموعة من الفنيين قاموا في نهاية الحكم العثماني بابتكار القبة المزينة بالمصابيح التي تدل على ليلة الزفاف.
وأوضح زميزم ان (التكية) يعود تاريخها الى نهاية حكم الوالي العثماني (مدحت باشا) الذي منع إقامة الشعائر الحسينية، الا ان الوالي الجديد (علي رضا باشا) الذي كان يتبع الطريقة البكداشية التييدّعي أصحابها الانتساب إلى السلالة العلوية الطاهرة عين مؤسسها في كربلاء (محمد ولي بكداش)عام 875هـ لإدارة شؤون المدينة.
وأردف زميزم في حديثه ان مجموعة من خدمة الامام الحسين عليه السلام قصدوا (محمد ولي بكداش) وطلبوا منه إعادة إقامة المراسيم العاشورائية، مشيرا ان بكداش امر بإرجاعها وقام بإهدائهم مجموعه من (اللالات) التي تنصب اليوم في التكيات واستمرت ليومنا هذا واستخدمها اهالي كربلاء لتكون مقر للموكب يجتمع عنده افراد الموكب وتكون نقطة الانطلاق من امامها، مبينا ان المصابيح ذات الالوان الحمراء ترمز الى فاجعة استشهاد الامام الحسين عليه السلام في يوم العاشر من محرم.
واختتم زميزم حديثه ان الشعائر الحسينية منعت حقبة من الزمن على يد النظام الصدامي المقبور وكانت تمارس في البيوت بشكل خفي الا انها بعد سقوطه أصبحت تمارس بشكلها الصحيح بكل حرية صاحبها تزايد اعداد المعزين والمواكب الحسينية والهيئات في عموم العراق وخارجة .
غسان العقابي
تحرير: ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق