أكد رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد (علاء الدين الموسوي) بأن المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف هي الضمان الحقيقي لوحدة الشعب العراقي وسلامته من التمزق وهي تؤكد دائماً على الوحدة والأخوة من خلال البيانات ومن خلال عملها في أرض الواقع ولذلك فإن موضوع تسليح طرف معين خارج نطاق الحكومة مرفوض رفضاً قاطعاً. جاء ذلك خلال لقاء سماحته بالسفير الأمريكي في العراق (ستيوارت إي. جونز) بمكتب رئيس الديوان في بغداد وأضاف: إن المرجعية هي المعبر الحقيقي عن هموم الناس وهي القناة الموثوقة لنقل الحقائق التي تحدث في العراق ؛ لأنكم تعلمون بأن العراق يعيش تعقيداً شديداً خصوصاً في علاقاته مع الخارج وبالتحديد مع الولايات المتحدة الأمريكية وهذا ما يحتاج عناية فائقة لحل مشكلة الثقة بين الطرفين ، فإن ما يسمعه الشعب العراقي من أخبار عن جدية التحالف الدولي في التعاطي مع (داعش) لا تخلو من الضبابية وما نسمعه من محاولات لبعض المكونات من القفز على صلاحيات الحكومة في التسليح المباشر دون المرور بها يدعو إلى القلق في هذا الشأن. مشيراً إلى أن ما حدث بسقوط الموصل نتج عنه نتائج كارثية ولكن في الوقت ذاته أدى إلى الشعور بالمواطنة والوحدة بين مكونات الشعب العراقي فأصبح كل العراقيين يدافعون عن العراق بدون استثناء فنجد أبناء الجنوب يدافعون عن تكريت ونجد النازحين من المناطق الغربية يلجأون إلى المحافظات الشيعية، وكان لموقف المرجعية الرشيدة وديوان الوقف الشيعي في استقبالهم في المساجد والحسينيات وتقديم المساعدات والإغاثة المستمرة في جميع المناطق أثر واضح على وحدة الصف العراقي. موضحاً أن أبناء المناطق الغربية أدركوا من هو العدو ومن هو الصديق حينما قامت (داعش) بالتنكيل بهم وانتهاك الأعراض وقتلهم ؛ لذلك نرى بأن العراق بعد( داعش ) سيكون أكثر توحداً ... إن المرجعية عندما تقوم بتقديم المساعدة تؤكد على عدم نشر اسمها كونها تعد ذلك واجباً دينياً وأخلاقياً وهذا ما يجعل المساعدات غير واضحة لدى الطرف الآخر وعلى المستوى الدولي ونحن نتوقع منكم إيصال الصورة الواضحة في مثل هذه الأمور وألا يتم السماح للفضائيات المغرضة أن تنفرد بنقل الوقائع المشوهة. أما عن دور ديوان الوقف الشيعي وما يقوم به قال سماحة السيد الموسوي: إن الوقف الشيعي هو الدائرة الوحيدة الحكومية المرتبطة بالمرجعية الدينية العليا وبهذا التمثيل الرسمي والمرجعي تكون علينا مسؤولية كبيرة جداً لذلك نحن نؤكد على بناء الإنسان الذي تعرض إلى تدمير شخصيته في زمن النظام السابق وفقاً لإمكانياتنا ولذا نحن بصدد إعداد البرامج الثقافية التي تعيد الثقافة للمواطن العراقي ولترسيخ الروح الوطنية لأبناء الشعب الواحد ولدينا تعاون مع ديوان الوقف السني إضافة إلى الطوائف الأخرى الموجودة في العراق في هذا المجال. من جهته قدّم السفير الأمريكي الشكر لسماحته على حسن الاستقبال والضيافة قائلاً : أولاً يجب أن أعتذر لتأخر زيارتي لجانبكم الكريم وأنا أقدر كلامكم وطرحكم الذي تقدمتم به فهو واضح لدينا وهناك انطباع عام ولا يوجد غموض في تفكير الرئيس الأمريكي في دعم وحدة العراق وحربه ضد (داعش) وأعتقد أن حكومتنا والشعب الأمريكي يؤكدون على أهمية وحدة الشعب العراقي وأن من قدم فكرة التسليح لجهة معينة هو عضو واحد في الكونغرس الأمريكي ولا يرقى إلى مستوى القرار في الإدارة الأمريكية. وأضاف (جونز) إننا قلقون من موضوع السيادة في العراق والتهديد من قبل (داعش) ونؤكد أن ما قدم من قبلكم ليس معلوماً خارج العراق ويجب أن نقوم بعمل أفضل لنوضح ما يقوم به الشعب العراقي من تقديم المساعدات إلى النازحين والدفاع عن الأراضي العراقية، مشيراً إلى أن الأمر يحتاج إلى وثائق وأدلة وإثباتات تقدم من قبل الوقف الشيعي في جميع الأمور ليتم عرضها في المناقشات والجلسات الرسمية في أمريكا ، وشدد في الوقت ذاته على أن هناك عملاً جديداً من أجل جمع الحقائق والمعلومات وتقديمها إلى العالم ليطّلع الجميع على الأوضاع في العراق. تحرير / حيدر عاشور العبيدي الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق