رعت العتبة العباسية المقدسة يوم أمس السبت الموافق(25نيسان 2015م) في قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) مؤتمراً عن الإبادة الجماعية التي طالت أتباع أهل البيت(عليهم السلام) في محافظة الموصل من الشبك والتركمان، ويأتي هذا المؤتمر الذي تقيمه (مؤسسة سهل نينوى للتنمية والتطوير) من أجل تسليط الضوء على ما لحق بهذه الطائفة وما تعرّضت له من حملات استهداف وتطهير منظَّمة منذ سقوط اللانظام عام (2003م) ولغاية احتلال الموصل من قبل العصابات التكفيرية (داعش).
استهل المؤتمر بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وكلمة للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدّسة ألقاها بالإنابة الشيخ (صلاح الكربلائي) بيّن فيها أن العلاقة مع أمير المؤمنين محفوفة بالمخاطر، والارتباط مع الإمام علي(عليه السلام) مجازفة في جميع دول العالم، ولعلّ الكثير بسبب الجبن تركوا الولاء لأمير المؤمنين مع اعتقادهم الكامل بأحقّيته، والذي يقرأ التاريخ تبرز له شخصيات كثيرة ولكن شاء الله- تبارك وتعالى -أن يجتبي من خلقه أناساً مخصوصين هؤلاء يعلم أمير المؤمنين بأسمائهم وكناهم هذا الشعور يعطينا أوّلاً ثقة بالنفس وشكر الله -تبارك وتعالى- وكلّ ما يصيبنا هو دون ما نطمح إليه من الارتباط بأمير المؤمنين؛ لأنّ مشروعنا مشروع ضخم.
مضيفاً لم نكن نتوقّع ومنذ سقوط اللانظام بأكثر من عشر سنوات بأنّ المرجعية الدينية ستتصدّى لهذا الأمر بشكل مباشر، ولكن شاء الله أن ينعم علينا بالعالم الربّاني وبقيّة العلماء -سدّدهم الله تبارك وتعالى- حتّى ناشدوا من أوّل لحظة للدفاع عن وحدة العراق، وهذا من ثقافة أهل البيت(عليهم السلام) حيث أدّبنا أئمّتنا أن نتحدّث باسم العراق وباسم البلد وأن نحترم الأرض التي وُلِدنا عليها، وتعلمون الهجمة التي تعرّض لها البلد منذ عام واضطرّت المرجعية إلى إصدار الفتوى التاريخية ؛ فعلينا أن ننتبه إلى أنّ الذي يحصل هو مواجهة عالمية وتدار من قبل أكبر الدول.
فيما قال الأستاذ (قصي عباس) مدير (مؤسسة سهل نينوى للتنمية والتطوير) : إنّ حملات الاستهداف والتطهير الطائفيّ المنظّم لأتباع أهل البيت(عليهم السلام) من الشبك والتركمان في محافظة نينوى يعد امتداداً لممارسات وانتهاكات اتّبعها النظام البائد ضدهم، وهذه الممارسات كانت مبنيّةً على الأساس القومي تارة وعلى الأساس المذهبي تارة أخرى، لقد كانت التهم جاهزة لأتباع أهل البيت في الموصل وبعد سقوط النظام الديكتاتوريّ عانينا من الإهمال الحكوميّ ، وتعرّضنا لنفس الهجمة الشرسة وراح ضحيتها كثير من الشهداء والجرحى والتهجير المنظّم ومصادرة الأموال والممتلكات ضمن حملات الإبادة الجماعية من قبل عصابات (داعش) الإجرامية، وأزالوا جميع الأضرحة والمقامات والمساجد والحسينيات ولم يبقَ أيّ أثر لها.
عُرِضَ بعدها فيلم وثائقي عن حملات الإبادة الجماعية التي تعرّض لها الشبك والتركمان، بعدها جاءت كلمة (الشيخ فجري الشبكي) بالإنابة عن المتطوّعين في الحشد الشعبيّ من الشبك والتركمان، وجاء فيها:
مع كلّ هذا الظلم والهجرة التي تعرّض لها أتباع أهل البيت(عليهم السلام) أبى أبناء هذا المذهب على أنفسهم إلا أن يلبّوا نداء المرجعية للدفاع عن حياض الوطن والمقدّسات مع العلم أنّ كثيراً منهم يسكنون في الحسينيات وبعضهم في الخيام، فلدينا أكثر من ألفي مجاهد من أبناء التركمان والشبك يقاتلون في الجبهات وسطّروا بطولات تستحق أن نقف أمامها بإجلال، ولا زالوا إلى اليوم مرابطين ويوجهون رسالتهم للجهات المعنية بأنّ يسمحوا لهم بتحرير أراضيهم ومدنهم من الدواعش وهم جديرون بذلك.
وألقى الشيخ (علاء الأغا) كلمة باسم العوائل النازحة جاء فيها: إن النازحين اليوم يعيشون وضعاً مأساوياً ، فأغلبهم يعيش في الحسينيات وهذا الظاهر أمامنا أمّا المخفيّ والذي لا يركّز عليه الإعلام فهناك مجموعة مخيّمات يعاني فيها النازحون أشدّ المعاناة، هذا جانب ومن جانب آخر شيعة الموصل النازحون غبنوا ولم يسلَّط الضوء عليهم حيث غُيِّب النازحون الشيعة في الشمال ؛ لأنّ صوت النازحين من طوائف أخرى أعلى من صوتهم،ولذلك نطلب من الجهات المعنيّة أن تركّز على هذه الشريحة المظلومة.
هذا وخرج المؤتمر بجملة من التوصيات وكانت كما يأتي:
1- مطالبة الجهات الرسمية سواء الحكومة المركزية أو الهيئات والمنظمات الدولية بإدانة الجرائم التي ارتُكِبَت ضد أتباع أهل البيت(عليهم السلام) من الشبك والتركمان وبقيّة المكوّنات الأخرى.
2- اعتبار الجرائم المرتكبة ضد أتباع أهل البيت(عليهم السلام) من الشبك والتركمان في الموصل ضمن جرائم الإبادة الجماعية.
3- مطالبة البرلمان بسنّ تشريع خاص يضمن كافة الحقوق والتعويضات المادية والمعنوية للمتضرّرين من جرائم الإبادة الجماعية.
4- المطالبة بالإسراع في تطهير محافظة نينوى بشكل عام ومناطق تواجد الأقليات بشكل خاص من براثن( داعش) مع مشاركة أبناء الأقليات في تحرير مناطقهم.
5-ضمان توفير العيش الكريم والأمن لأبناء الأقليات في مناطق تواجدهم بعد تحريرها من خلال تشكيل قوات من أبناء هذه المناطق وحسب النسب السكانية تحت عنوان الحماية الذاتية.
6- العمل على عودة المهجرين إلى مناطقهم الأصلية وتعويضهم عمّا أصابهم من أضرار مادية ومعنوية من خلال لجان متخصصة تكون مرتبطة بالحكومة المركزية فقط.
7- إعادة إعمار وتأهيل المناطق المحررة عن طريق تخصيص موازنة خاصة بذلك من قبل الحكومة المركزية وتحت إشرافها.
تحرير / حيدر عاشور العبيدي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق