باشرت الكوادر الفنية في العتبة العباسية المقدسة بتركيب المشبّكات (الدهنات) على الهيكل الخشبي لشبّاك أبي الفضل العباس(عليه السلام) التي تحيط بالشباك الشريف من جميع جهاته ويبلغ عددها (14) قطعة مشبّك (دهنة)التي تمّ إعدادها وتصميمها من قبل الفنيين المختصين والمشرفين على مشروع الشباك الشريف... أفاد ذلك مراسل الموقع وأضاف:
إنّ الدقة والتقنية التي تمّت بها صناعة هذه المشبكات وكافة أجزاء الشباك الجديد للمرقد الشريف تعد الأولى من نوعها، ليس في العراق وحسب وإنّما في كافة الدول المختصة بصناعة شبابيك الأضرحة الشريفة والذي يُعد سَبْقاً للعتبة العباسية المقدسة في هذا المجال،موضحاً أن طريقة التركيب تُعدّ هي الأخرى من الإضافات التي امتازت بها صناعة الشباك الشريف، حيث يتمّ تركيبه بطريقة فنية وحرفية باستخدام أدوات خاصة تجعل هذه المشبّكات وأجزاءها كقطعةٍ واحدة مع هيكل الخشب من جهة ومع باقي الأجزاء من جهةٍ أخرى،مؤكداً أنّ العمل يسيرُ بوتيرةٍ متصاعدة وبهمّةٍ عالية ترافقها عملية التزامٍ حرفيّ ومهنيّ بجميع فقرات ومخطّطات التصاميم الخاصة بالمشروع، مشيراً إلى أن المشروع منذ الوهلة الأولى برعاية ومتابعة سماحة (السيد أحمد الصافي) الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة من خلال دعمه المتواصل والمستمرّ لمشاريع العتبة المقدسة والتي يقع في مقدّمتها مشروع صناعة الشبّاك الشريف.
يذكر أنّ كلّ قطعة مشبّك (دهنة) تتألف من (238 كرة كاملة) و (36 نصف كرة) و (501 مقبض زبانة)، ويبلغ ارتفاعه (23) صفّاً وعرضه (12) صفّاً من الكرات، كما يبلغ سُمْك الكرة الواحدة (3ملم)، أمّا سُمْك المقابض والبالغ عددها (6,500) مقبض فيبلغ سُمْكها (6ملم) للمقبض الواحد، وجميعها مصنوعة من الفضة النقية (999) المخلوطة مع الذهب الخالص بنسبة (2%) ليحتضن هذه الكرات والمقابض جميعاً هيكلٌ من الخشب المغلّف بأشرطةٍ فضيةٍ يبلغ سُمْكُها (1,5ملم) ويعتليها مثلّثان ذهبيّان مصنوعان من الذهب الخالص عيار (22قيراطاً) وبسُمْك (1ملم) وقياس (77سم×52سم) يتوسّطُهُما تاجُ المثلّثات ويبلغ عددها (14) تاجاً، وهي أيضاً مصنوعةٌ من الذهب الخالص عيار (22قيراطاً) ولكن بسُمْك (1,25ملم).
والجدير بالذكر أن الأمين العام للعتبة العباسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي قد صرّح في وقت سابق: بعد أن تشرّفنا بخدمة العتبات المقدسة وجدنا أنّ الشباك الشريف للمولى أبي الفضل العباس(عليه السلام) قد مرّ عليه أكثر من أربعين سنة، وبالنتيجة تعرّضت بعض أجزائه للتلف مثل أي مُنْشَأٍ آخر، وقد تكون الصيانة الجزئية له لا تعطيه ديمومة طويلة فأصبح الكلام أن يتمّ صنع شباك جديد ولكن بنفس مواصفات الشباك القديم، وذلك لدقّة وبراعة الهندسة الفنية الموجودة فيه، ولم نتعامل بتحديد جهة معينة تتبنّى الصرف على صناعة الشباك الجديد وإنّما جعلنا كلّ الزائرين يشتركون فيه من خلال وارداته فمن أمواله وإليه يعود، حيث اشترك في تمويل المشروع الجميع، ومن مختلف الجنسيات من عراقية وخليجية وهندية وباكستانية وإيرانية وجميع محبّي أهل البيت(عليهم السلام)، وهناك بعض الجهات خارج العراق ادّعت أنّها تصنع الشباك ونحن نؤكّد أنّ هذه المعلومات عارية عن الصحة، فالشباك يُصنع هنا بأيادي عراقية تمتلك الخبرة الكافية، حيث تمّ الاعتماد على الصاغة والفنيين العراقيين الذين يتمتعون بالقدرة على هذا الإنجاز.
تحرير/ حيدر عاشور العبيديّ
وكالات / الموقع الرّسميّ للعتبة الحسينيّة المقدّسة
اترك تعليق