بعد أن أطلقت العتبة العباسية المقدسة مبادرتها الأمنية والخدمية الخاصة بمدينة الصمود آمرلي، ها هم خَدَمَةُ أبي الفضل العباس(عليه السلام) يشمّرون عن سواعدهم وينطلقون صوب هذه المدينة ليفوا بما قالوا وليتركوا بصمةً عباسيةً في هذه المدينة التي أبهرت العالم بصمودها الأسطوري في وجه أخطر قوة إرهابية في العصر الحديث (داعش)، حيث تمّ إعداد خطة متكاملة بعد الدراسات التي تمّ أخذها مسبقاً من خلال الزيارات الميدانية التي قامت بها وفود العتبة العباسية المقدسة، وبناءً عليه فقد تمّ نصب محطاتٍ لتحلية المياه، والتي تُعدّ جزءً من المبادرة الخدمية التي أطلقتها العتبة المقدسة، من اجل تسليط الضوء على هذا المشروع الانساني العملاق حيث تحدث عنه المهندس أحمد أمجد حميد مسؤول شعبة محطة تحلية المياه في قسم المشاريع الهندسية: إنّ الغاية من نصب هذه المنظومات البالغ عددها كمرحلة أولى اثنين على أن يتمّ نصب غيرها في المستقبل، هو أنّ المدينة تعاني انقطاعاً في ماء الإسالة بفعل الأعمال الإرهابية التي جفّفت منابع الماء الصافي من مصادره، ممّا جعل الأهالي يعتمدون على مياه الآبار، وحسب الفحوصات التي أُجريت عليه فإنّ الأملاح كانت عالية فيها خصوصاً الكبريتات المضرّة بالإنسان، لكن لطف الله وعنايته بهذه المدينة جعلتهم بصحة جيدة ومن غير إصابة خلال فترات الحصار الإرهابي". وأضاف: "منظومات الماء هي عبارة عن محطة تحلية على طريقة التناضح العكسي (RO)، وهذه المنظومة سعتها (6,000لتر) بواقع وحدتين، أي بمجموع (12,000) لتر في الساعة، أي ما يساوي (12متراً مكعباً) في الساعة، وتتمّ عملية التحلية بسحب الماء من البئر ووضعه في خزانات أوّلية ليتمّ بعدها سحب الماء الى داخل المنظومة ليخرج الماء الصافي، ثمّ يدخل في منظومة تعقيم بسيطة ليكون صالحاً للشرب ويتمّ توزيعه على الأهالي، وتمّ انتخاب أماكن قريبة من الأهالي حيث وضعت واحدة قرب مقام الإمام الحسن(عليه السلام) نظراً لتوفّر آبار الماء ووجود الكهرباء بالقرب منه وللإقبال الكثيف للزائرين على هذا المقام، ويشرف على عمل هذه المنظومات أشخاص من أهل المدينة وبإمكانهم الاتّصال بنا لحلّ أيّ مشكلة أو عطلٍ فني". يُذكر أنّ العتبة العباسية المقدسة قد أطلقت مبادرةً أمنيّة وخدمية لهذه المدينة الباسلة، التي ضربت أروع صور الشجاعة والتحدّي وهي واقفةٌ تصارع الغزاة القتلة من الإرهابيّين وأعداء الدين والإنسانية، والذين حاولوا اختراق أسوارها العصيّة التي تحطّمت عليها جميع مخطّطاتهم الشيطانية وأحلامهم البائسة، ولم يستطيعوا أن يتقدّموا شبراً واحداً باتّجاه حدودها التي صنعت منها أجساد أبنائها الشجعان جداراً صلباً لما يحملون من عقيدة وإيمان استمدّوهما من صبر الحسين(عليه السلام) وشجاعة أخيه وحامل لوائه أبي الفضل العباس(عليه السلام).
متابعة/ الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق