باحثون من بيت الحكمة يناقشون ((الفكر الإسلامي .. الواقع والآفاق)) داخل الصحن الحسيني الشريف

احتضنت الأمانة العامة العتبة الحسينية المقدسة ندوةً علمية بعنوان ( الفكر الإسلامي ...  الواقع والأفاق ) عقدت بالتعاون مع بيت الحكمة  قسم دراسات الأديان في بغداد وعلى قاعة خاتم الأنبياء في الصحن الحسيني الشريف، يوم أمس الثلاثاء الموافق 24/6/2014، بحضور عدد من رجال الدين والأساتذة والباحثين والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين .أشار الأستاذ المساعد الدكتور أياد كريم الصلاحي رئيس الجلسة الى كون موضوع الندوة المتعلق باتجاهات الفكر الإسلامي يحتاج إلى مؤتمر لوجود محاور عدة في هذا الفكر وذكر منها  الاتجاه السلفي والاتجاه الفلسفي الذي يرفض أصحابه الفكر المحلي ويتجه الى الفكر الغربي وتقريبا اليوناني، ثم استعرض مقرر الجلسة  الأستاذ (ماجد حميد ) نبذة تعريفية عن بيت الحكمة ودوره عبر تاريخ العراق والحضارة العربية والإسلامية وتوظيف ذلك لصالح الحاضر والمستقبل وإرساء منهج الحوار بين الثقافات والأديان بما يسهم في ثقافة السلام وقيم التسامح الديني والتعايش بين الأفراد والجماعات كما بين ان بيت الحكمة مؤسسة فكرية علمية ذات استقلال مالي وأداري. وقال الدكتور (احسان الامين) رئيس مجلس أمناء بيت الحكمة لمراسل الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة: في خضم الإحداث التي يمر بها البلد والمشاكل التي نواجهها مع أصحاب الأفكار السوداوية لابد لنا من تعميق الحكمة وتصحيح المسارات الفكرية لذلك قمنا بعقد هذه الندوة وبالتعاون مع العتبة الحسينية المقدسة وبمشاركة عدد من الباحثين والاساتذه والمثقفين حيث تم طرح الافكار في مجال التقريب بين المذاهب الاسلامية و بين الاديان الاخرى  بغية معالجة بعض المشاكل المطروحة على الساحة الإسلامية ومعالجة حياتية لاتنطلق من التاريخ فحسب بل تتعرض الى الواقع فكل مانعانيه اليوم من المشاكل من اختلاف الافكار ."مضيفا" الأمين من خلال عقد هذه الندوة قمنا بشرح المفاهيم الإسلامية  بطريقة علمية بعيدة عن التطرف والأخذ بمبدأ التقريب والتسامح الإنساني ومناقشة كل ما يدور من في مجال العقائد والافكار الانسانية التي كان  يتخذها النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) في حياته.هذا وكانت الجلسة غنية بالبحوث التي تأخذ منحى التقريب بين المذاهب الاسلامية واحترام الافكار البعيدة عن التطرف والتشدد اهمها كان البحث الذي يحمل عنوان (( المنهج التقريبي الإسلامي المتحقق والتحديات)) للباحث الأستاذ الدكتور محمد فهد القيسي من جامعة واسط  بين ان أهم المشاكل التي تواجه العالم الإسلامي قديماً وحديثاً هي مشكلة الصراعات والتباعد بين المذاهب الإسلامية، ولاننا نعيش وسط هذا الجو المأزوم، لذا جاءت الحاجة الملحة لتوضيح ماذا يواجه المنهج التقريبي الإسلامي من تحديات واهم الانجازات التي تحققت في هذا المجال. "موضحاً " ان هناك عدة تحديات تواجه التقريب بين المذاهب ، أولها هو التحدي السياسي لان الدول تتبنى السياسة الدينية وهناك الكثير من الدول تستخدم هذا الأسلوب في نشر أفكارها  وان هناك أعداء للدين لابد من مواجهتهم كي يكون هذا الطريق الوحيد أمامهم وهو مستخدم في السياسة.فيما كان البحث الاخر للدكتور علي جاسم طلال من جامعة أهل البيت في كربلاء كان بعنوان ((الفكر السياسي في الإسلام))تحدث قائلاً ان في بداية اي بحث لابد من التعريف ماهو الفكر او التفكر ، التفكر هو التأمل .. الفكر بالكسرة قسم من التأمل وهو لمعنيين :-الأول / القوة المودعة في مقدمة الدماغ والثاني / اي ترتيب الأمور في الذهن يصل بها الى المطلوب يكون علماً او ظناً وقد وردت كلمة الفكر في القرآن الكريم وفي روايات عدة ، إذ بينت السنة المطهرة الفكر ومعانيه الكثيرة ومنها قول الإمام علي (ع) (الفكر مرآة صافية) ، والفكر الإسلامي هو مجموعة من النصوص المباركة في القرآن الكريم والحديث والسنة النبوية المطهرة.كما أوضح ان السياسة في الإسلام  في المنظور الإسلامي تلقى اهتماما لا يرقى اليه اهتمام اي من القوانين الوضعية والمذاهب السياسية البشرية.وبنظره إجمالية للتعاليم والقوانين في الإسلام نصل الى الجزم القاطع انه ليس من الممكن الفصل بين الدين والسياسة، فالسياسة بالمفهوم الإسلامي هي: النظام المتكامل المتكفل لتنظيم وإدارة شؤون الأمة بالقانون الكامل والإمام العادل وتهدف الى تحقيق الكمال للخلق وإسعادهم.ومن ثم جاء البحث حول الفكر الإسلامي بين الواقع والافاق للباحث الدكتور خضير جسم حالوب من جامعة كربلاء / كلية العلوم الاسلامية تحدث حول مصطلح الفكر الإسلامي انه ورد في  الكثير من الآيات القرآنية، وعرف بعدة تعريفات من قبل علماء الإسلام بأنه أي نتاج عن الفكر الإسلامي في كل مؤلفات علماء المسلمين في شتى علوم الشريعة وغير الشريعة اما المصادر غير الإسلامية ففسر في الوعي والكون اذ يحدد الرؤية الكلية والفكرية اما الكونية فتتعلق فيما يخص الكون والإنسان والحيوان اما وسائل المعرفة في الفكر الإسلامي فهناك فرق بين الفكر الإسلامي الذي هو عامل الشهادة والغيب اما الفكر الغربي فنجد فقط الشهادة، اما فكرنا الإسلامي يأخذ المصدر الى الله سبحانه وتعالى وان الحق المطلق لله تعالى اما بالنسبة للغربي يأخذ العامل النسبي فيأخذ الله تعالى بأنه الفكر والغاية خصوصا في العلوم الدقيقة أي انه محذور وغير مطلق.وفتحت باب المداخلات والمناقشات .في ختام الجلسة للحاضرين تقدمهم الدكتور احسان الامين رئيس مجلس أمناء بيت الحكمة قائلا:  كلما اشتدت بنا الظروف كلما واجهنا العقبات على الصعيد السياسي والعملي كلما نزفنا دما كلما احتجنا الى الكلمة والفكر لان السلوك يتبع الفكر وبالتالي يحكم الإنسان بما ينعكس على الواقع.وما نعانيه اليوم من فكر لا أنساني ومن سلوك إرهابي هو ناتج لتاريخ من الانحراف والجهل ولسنين من التعفن قد ندفع ثمنها هنا وفي علم الاجتماع يقال ا ن اي جيل عمره( 25) عام وفي السياسة يقول( 3 ) اجيال فنحن بحاجة الى إشاعة روح التسامح ليكون التعايش السلمي حقيقي بين العقائد على أسس من التفاهم كما بين ملاحظاته بشأن بعض البحوث موضحاً ان موضوع الوحدة الإسلامية هو مشروع الوحدة الإسلامية وبالتالي يتطلب الأخر يتوحد مع الأخر وهو ما لم يتحقق عبر الأجيال المتعاقبة وبالتالي نحتاج الى نظرية جديدة تقوم على أساس الاختلاف كمبنى وليس التوحد في الأفكار ، نحتاج الى إعادة ترتيب لمشروع الوحدة الإنسانية .كما عقب رئيس باحثين أقدم السيد قاسم عبود الدباغ من قسم التنمية البشرية في وزارة التخطيط على بحث الدكتور محمد فهد قائلاً :-  نلاحظ الفكر الإسلامي في الشرق اعتمد على المجاملات التي أدت الى خلافات والى هدر الكثير من النشاطات والفعاليات التي حاولت التقريب بين الأفكار بسبب المجاملات، اما موضوع العلاقات الاجتماعية سببت الى استهلاك مفهوم الفكر الإسلامي في المظاهر التي أخذت طابع جيولوجي.واختتمت الجلسة بتوزيع شهادات تقديرية على الباحثين والحاضرينابراهيم العوينيالموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات