وحدة الإعلام التابعة لقسم ما بين الحرمين الشريفين ... جهود استثنائية شكلت علامة متميزة في الإعلام الحسيني الكربلائي

يعد الإعلام من أبرز سمات العصر الحديث وذلك للدور الكبير الذي تلعبه الماكينة الإعلامية في نشر التعاليم الدينية والمفاهيم السياسية والأنظمة الاجتماعية وكذلك التوعية العلمية والثقافية .. كما يعتبر النصل الإعلامي أقوى وأخطر أنواع الأسلحة في ظلال الحضارة الحديثة .. والإعلام بصورة عامة نشأ ونما وتطور حتى بلغ الذروة في هذه الأيام .. ولمواكبة هذا التطور الحاصل في السباق الايدولوجي وخصوصا في المرحلة الجديدة التي تلت سقوط النظام الصدامي الاستبدادي في العراق وتصدي المرجعية الدينية لقيادة المجتمع العراقي وتشكيل لجان إدارة العتبات المقدسة في العراق ، كان لابد ان يكون لهذه اللجان منصة إعلامية توضح دورها الكبير في قيادة المجتمع العراقي نحو القيم والمبادئ الإسلامية ، ومن هذه المنصات الإعلامية وحدة الإعلام في قسم مابين الحرمين الشريفين ، وللحديث عن الدور الإعلامي لهذه الوحدة تحدث  ( علي جابر الباوي) مسؤول الوحدة قائـلاً : تم تشكيل لجنة رعاية وحماية مابين الحرمين الشريفين في 1 / 1 / 2004 م وبعد مدة وجيزة تم تشـــــكيل وحـــدة الإعلام التــابعة للجنة في 1 / 5 / 2004 م ، فكان لوحدة الإعلام ومنذ بداياتها أعمالا كثيرة منها : إصدار منشور أسبوعي بـعنــوان ( صدى الحرمين ) الذي أصبح اسمه فيما بعد( صوت الحرمين ) وهو إلى الآن يصدر تحت هذا العنوان ، ويعنى هذا المنشور بنشر الثقافة الإسلامية وسير الأئمة المعصومين والأبرار من بني هاشم (عليهم السلام ) وكذلك الثقافة العامة بالإضافة إلى الجانب العلمي والجانب الترفيهي . وكذلك إصدار منشور آخر بعنوان ( علماء أمتي ) وهو منشور يعنى بسيرة علماء آل محمد الأعلام.

"موضحا" الباوي تعتبر وحدة الإعلام أول جهة إعلامية قامت بتغطية صلاة الجمعة المقامة في الصحن الحسين الشريف بإمامة سماحة الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) - دام عزه - وسماحة الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد (احمد الصافي ) - دام عزه - . وذلك في الفترة الأولى التي تلت سقوط الطاغية المقبور وإقامة صلاة الجمعة المباركة في الصحن الحسيني المقدس ومنذ شهر آيار لسنة 2004 م ولغاية العام 2006 م ، حيث قات وحدتنا آنذاك بطباعة هذه الخطب المباركة على أقراص ليزرية وتوزيعها على المصلين في الجمعة الثانية ، كما كان يتم تسجيل هذه الخطب على أشرطة صوتية ( كاسيت ) وتوزيعها على المصلين أيضاً ، ولا تزال وحدة الإعلام تحتفظ بهذه الخطب في ارشيفها إلى الوقت الحاضر .

"مضيفا " ان وحدة الإعلام حريصة على نشر الوعي والثقافي بمختلف ألأساليب والطرق الإعلامية ، وبهذا الصدد عملنا على إقامة معرض للكتاب بعنوان ( بالعلم تحيا الشعوب ) وكذلك إقامة معارض الصورة الفوتوغرافية .

ويتابع الباوي حديثه : (( وهناك عمل كبير ومبارك دأبت وحدة الإعلام على القيام به منذ بداية تأسيسها وحتى الوقت الحاضر، وهو إحياء ولادات الأئمة الأطهار (عليهم السلام) وذلك بإقامة الأمسيات والمهرجانات الشعرية ودعوة الشعراء من كافة مناطق العراق بالإضافة إلى شعراء مدينة كربلاء المقدسة وقد حفلت هذه المهرجانات بإلقاء المئات من قصائد الشعر الشعبي والشعر العمودي (الفصيح) ، ومن جملة هؤلاء الشعراء : الشاعر زيد السلامي والشاعر واثق العيساوي والشاعر أبو حسنين الربيعي وغيرهم الكثير ، وكذلك تضمنت مشاركة عدد كبير من المنشدين والرواديد من داخل مدينة كربلاء والمدن العراقية الأخرى ، حيث ترنم هؤلاء المنشدون بأروع قصائد المدح والفخر والحماسة والرثاء والتوسل والأهازيج وغيرها ومن هؤلاء المنشدين والرواديد الرادود الحاج المرحوم محمد حمزة الكربلائي والحاج عبد الأمير الأموي والملا حمودي عصفور الكربلائي وغيرهم من المنشدين والرواديد المبدعين، كما أن هذه المهرجانات تم تغطيتها وبثها بثاً حياً "مباشراً" عن طريق القنوات الفضائية الإسلامية منها قناة الأنوار الفضائية الأولى وكذلك قناة المهدي " الزهراء" الفضائية )) .

مشيرا الباوي وهناك عمل آخر دأبت وحدة الإعلام على إقامته في 13 رجب الأصب من كل عام منذ عام 2008 م والى الوقت الحاضر ؛ أي ما يقارب 6 سنوات متتالية ، وهو إقامة حفل ختان جماعي مجاني في منطقة مابين الحرمين الشريفين بدعم وتشجيع وإشراف خاص من قبل رئيس قسم رعاية وحماية مابين الحرمين الشريفين السابق الحاج (حسن هلال عبد) وكذلك رئيس القسم الحالي الحاج (عدنان نعمة ناصر) ، ويتضمن هذا الحفل ختان عدد كبير من الأطفال بالتعاون مع شعب الطبابة في العتبتين المقدستين وكذلك توزيع الهدايا على الأطفال المشاركين الذين يتم ختانهم ، ويتم توثيق هذه الاحتفالات بالصوت والصورة من قبل وحدة الإعلام ، كما تكون هناك تغطية إعلامية من بعض الفضائيات الإسلامية لهذا الحفل المبارك)) .

ولمعرفة تفاصيل أكثر توجهنا بالسؤال إلى الحاج علي الباوي قائلين : هل هناك أعمال أخرى تقوم بها وحدة الإعلام بالإضافة إلى الأعمال السابقة ؟

فأجابنا قائلاً : (( نعم ، هناك الكثير من الأعمال التي تقوم بها وحدة الإعلام بالإضافة الى ما ذكرناه ؛ وهو إقامة مجالس العزاء في وفيات الأئمة الأطهار (عليهم السلام) وتتضمن هذه المجالس محاضرات دينية إرشادية يتلوها مجلس عزاء "لطم" ، إذ يتم توثيق هذه المجالس بالصوت والصورة )) .

وواصل الحديث : (( كما دأبت وحدة الإعلام على إقامة حفل تأبيني بمناسبة ذكرى وفاة خادم الإمام الحسين (عليه السلام ) الرادود الحاج المرحوم حمزة الزغير الكربلائي في كل عام ومنذ العام 2007 والى الوقت الحاضر ، أي ما يقارب 8 سنوات ، ويتضمن هذا الحفل حضور عدد من الشعراء والرواديد ، حيث تكون القصائد الملقاة والمُنْشَدَة متعلقة برثاء المرحوم حمزة الزغير الكربلائي كما يتم عرض فيلم وثائقي بعنوان " اليتيم " من انتاج وحدة الإعلام يتحدث عن حياة المرحوم حمزة الزغير ، وأيضـا يتـــم تـغـطيــــة هذا المهـــــــرجان وبـثــه عبر القنوات الفضائية الإسلامية )) .

مؤكد  الباوي : (( ومع تطور الوعي الإعلامي في العراق الحديث قامت وحدة الإعلام باستحداث اعمال فنية جديدة بالإضافة الى الاعمال السابقة ، وهذه الاعمال الفنية هي انتاج الافلام الروائية والدرامية والافلام الوثائقية ؛ ففي مجال الأفلام الروائية السينمائية قامت وحدة الإعلام بإنتاج فيلم روائي سينمائي طويل بعنوان " سنوات المحنة " حيث يتضمن هذا الفيلم معاناة أتباع اهل البيت في حقبة النظام البائد ومن مطاردة وسجن وتعذيب ومنع للشعائر الحسينية وغيرها من أساليب النظام الصدامي وما تلا سقوط النظام من قتل وتفجير واستهداف طائفي مقيت . وأما في مجال الأفلام الوثائقية تم انتاج فيلم وثائقي في عام 2007 م بعنوان " اليتيم " يتحدث عن حياة خادم الإمام الحسين (عليه السلام) الحاج المرحوم حمزة الزغير الكربلائي . كما يتم كل عام انتاج فيلم وثائقي خاص بانجازات قسم مابين الحرمين الشريفين .

بالاضافة الى انتاج الأفلام الروائية والوثائقية تقوم الوحدة بانتاج الكليبات المولودية المصورة بمناسبة ولادات الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ونشرها عبر القنوات الفضائية الإسلامية ، حيث تم الى الآن انتاج أربعة كليبات وهي : كليب بعنوان " وردة الجنان " بمناسبة ولادة العقيلة زينب الكبرى (عليها السلام) ، كليب بعنوان " عطر الزهراء " بمناسبة ولادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، كليب بعنوان " ماجينة " بمناسبة ولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) ، وكذلك كليب بعنوان " يا حبيبي يا محمد " بمناسبة ولادة الرسول الاكرم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) )) .

ثم انتقل  علي الباوي بحديثه عن أعمال وحدة الإعلام الى عمل آخر من اعمال هذه الوحدة حيث قال : (( وهناك عمل يومي ومتواصل من اعمال وحدة الإعلام وهو تسهيل مهمة الفضائيات والإذاعات والوكالات الإعلامية والإخبارية الداخلة لمنطقة مابين الحرمين الشريفين والمناطق المحيطة بها والتابعة من حيث الواجب الوظيفي لقسم مابين الحرمين الشريفين ، إذ تمتاز هذه المنطقة المقدسة والحيوية بأهمية بالغة من الناحية الإعلامية وتتوافد عليها الجهات الإعلامية من كافة مدن العراق والدول العربية والدول الإسلامية ومختلف دول العالم الأخرى ويتم هذا العمل بمنح باجات أصولية صادرة عن الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية خاصة بقسم مابين الحرمين الشريفين ، حيث يتم منح هذه الباجات بعد التأكد من عمل القناة ومعرفة برنامجها .

وهناك عدة أعمال أخرى تقوم بها وحدة الإعلام من قبيل الإشراف على عمل المسرحيات التمثيلية التي تقام في منطقة مابين الرمين الشريفين وكذلك الإشراف على عمل معارض الصورة والكتاب والمؤتمرات و موسم الأحزان الفاطمي وتوثيقها بالتصوير الفوتوغرافي والفيديو .

وكذلك من أعمال الوحدة نشر الأعلام السوداء وتوشيح المنطقة بالسواد في شهري محرم الحرام وصفر من كل عام ، وكذلك توثيق الشعائر الحسينية في الأيام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام وركضة طويريج واليوم الثالث عشر من شهر محرم ومراسم الزيارة الأربعينة المباركة بالتصوير الفوتوغرافي والفيديو )) .

وعن مستقبل عمل الوحدة ؟ أردف الحاج الباوي قائلا:

-  نعم ، هناك الكثير من الأعمال التي تروم وحدة الإعلام تقديمها في المستقبل القريب عمل فيلم درامي بعنوان " هبة الرحمن " وعمل فيديو كليب بمناسبة ولادة الإمام علي (عليه السلام) وكذلك إقامة أمسية شعرية إحياء لهذه المناسبة العظيمة وأيضا إقامة حفل ختان جماعي مجاني في منطقة مابين الحرمين الشريفين حسب ما دأبت عليه وحدة الإعلام في هذه المناسبة الشريفة ، كما إن أعمال الوحدة في تطور مستمر )) . 

 زيد الوائلي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات