مستبصرة بريطانية .. من الكنيسة الى رحاب الاسلام .. رحلةهداية واستبصار

عندما تنظر اليها للوهلة الاولى لاتستطيع ان تكون اي فكرة عنها وتبدو لك كأنها زائرة قدمت من احدى بلدان شرق اسيا الا ان خلف تلك البساطة والاحتشام الاسلامي كانت قصة مليئة بالبحث عن الحق والحقيقية في اعماق الديانات السماوية، فرسمت لنا ملامح لوحة جميلة زينتها بزخارف عشقها وحبها للدين الاسلامي وآل البيت "عليهم السلام" بعد ان كانت تؤمن بدين سماوي غير الاسلام وتعمل في احدى الكنائيس المسيحية.

المستبصرة (ساجيني ستوجن) البريطانية الاصل والمقيمة في الولايات المتحدة الامريكية (49) عاما،كان الحديث معها يتسم بالهدوء وجمال التعبير والتحمس لاخراج ماكان يختلج في داخلها عن رحلتها في التحول العقدي من ديانة الى اخرى خلال بحثها في الكتب السماوية والروايات المتعددة لتجد الاجابات المقنعة لاسئلتها حول العقيدة الاصح. وعن اسباب اعتناقها الدين الاسلامي وماهي الادلة التي دعتها لترك النصرانية تقول ساجيني:

لقد تبوأت منزلة رفيعة في الكنسية وهي مرتبة الراهبة بعدها قمت بالتبشير في بريطاينا وغيرها من الدول الاوربية والافريقية وانتقلت بعدها الى امريكا الشمالية لتستقر في مدينة (سياتو) في ولاية واشطن ، مبينة انها عاودت مزاولة مهمة التبشير من خلال الكنيسة والذي وصل عدد المبلغين فيها الى مايقارب الاربعمائة شخص بعد ان حققت نجاحاً متميزاً بتبليغها في امريكا الشمالية اصبحت مسؤوليتها هي التزام ادارة او الاشارف على الكنائس الموجودة في كندا وغرب امريكا الشمالية.

نقطة التحول نحو الصواب

تقول (ستوجن):في هذه المرحلة تم التعرف على الدين الاسلامي من خلال القرآن الكريم والتوراة والانجيل وبعض الأشخاص الذين كان لهم الاثر الكبير في اعتناقي الاسلام، ومنذ تلك اللحظة قمت بالبحث عن حقيقة الدين الاسلامي فأستطعت ان أجد الاجوبة على الاسئلة التي طالما حلمت أن اعرف إجاباتها، يأتي في مقدمة هذه الاسئلة من تلك الشخصية التي بشر بها الانجيل ؟

 وعلمت فيما بعد بأنها شخصية الرسول محمد "صلى الله عليه وآله وسلم"... لكن ثمة سؤال رغبت بمعرفته، وهو من الذي يخلف الرسول الاكرم "صلى الله عليه واله وسلم" ويأخذ زمام الأمور والشريعة لهداية الناس..؟

لاسيما وان الانجيل ذكر بأن هناك بابا لعلم الرسول "صلى الله عليه وآله" فأتضحت الصورة بعد البحث والتقصي والبراهين بأنه ابن عمه علي بن أبي طالب "عليه السلام" .

تجليات الحقيقة في السِفر والإصحاح

وتستمر (ستوجن) بالبحث فبعد ان عرفت الشيء البسيط عن الاسلام والمذهب الشيعي ،اخذت تبحث بصورة اكبر في الكتب السماوية فوجدت بأن هناك آية في (سفر جرمايا) الذي كان نبياً انذاك فعلمت بأن جرمايا نبّأ الناس بحدوث معركة مهمة على شط الفرات وهذا ما لفت انتباهها وشغفها لمعرفة الحقيقة فأخذت تبحث أكثر وأكثر وتوصلت إلى إن تلك المعركة هي واقعة ألطف الخالدة ، كما قرأت في (اصحاح الاشياع) بأن هناك ثلاثة انبياء كل واحد منهم يأتي على حيوان معين فقد اتى نبي الله موسى "عليه السلام" على فرس أما عيسى " عليه السلام" فيأتي على بغل او حمار واما النبي الاكرم "عليه وعلى آله الصلاة والسلام" يأتي على جمل وهذه المعطيات جميعها جعلتها تعرف إن المنطقة التي ستبشر بالدين الاسلامي هي منطقة الجزيرة العربية، وتصف (ستوجن) واقعة الطف بأنها الواقعة التي احدثت انقلاباً في الموازين وعلى اصعدة عدة، اذ كانت بمثابة المنهاج الذي تسير عليه البشرية حينها ، فقد تمكنت هذه الواقعة من سن مبدأ جديد للحياة.

تحديات التحول الى الدين الحق

ونظراً لكونها راهبة واستبصرت لاقت الكثير من الصعوبات والتحديات من قبل المتنفذين في الكنيسة الى درجة وصل بها الحال الى اعطائها مدة زمنية لتثبت احقية الدين الاسلامي على غيره من الاديان وقد اطلقت عليها (سنة الحق) اما اذا لم تثبت ذلك فجزاؤها الطرد من الكنيسة غير انها تمكنت من ان تثبت لهم ان القرآن بالدليل والبرهان هو كتاب الله وان الاسلام هو الدين الحق من خلال تأثيرها على خمس وعشرين آخرين ودخلوا  الاسلام على يدها.

اما عن شعورها لحظة دخولها كربلاء المقدسة تقول (ستوجن)عندما وصلت الى ارض كربلاء وقمت بزيارة المزارات المختلفة فيها حيث اعادت تلك المشاهدة الى الاذهان الاحداث الاليمة لواقعة الطف وموقعي كفوف الامام العباس (عليه السلام).

وختمت (ستوجن) حديثها :اتعهدعلى اثر هذه الزيارة المشرفة ان ابشر العالم بإسره عن اهل البيت (عليهم السلام)وعن التشيع وعن الاسلام بصورة عامة.

مصطفى مُلا هذال

المرفقات