تناول مُمثِّل المرجعية الدينية العُليا وخطيب جُمعة كربلاء المُقدَّسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحُسيني الشريف في 4 شعبان 1434 هـ الموافق 14 حزيران 2013 م ماجرى من لقاءاتٍ بين القادة السياسيين في الفترة الأخيرة بإقليم كردستان وقبلها في بغداد آملاً أن تكون تلك اللقاءات خطوة بالإتجاه الصحيح في إعتماد التفاهمات وزرع الثقة بين الكتل واستمرار الحوار للوصول الى تهدئة الأوضاع وزرع الثقة من اجل التمهيد لاجواء تمكن السلطات التنفيذية والتشريعية من اداء مهامها المطلوبة خدمة للمواطن و تحقق الاستقرار والامن بصورة رئيسية . مبيناً إنَّ ما تشهده المنطقة من صراعات سياسية قادت الى صراعات عسكرية فإنه لاينبغي إضفاء الطابع الطائفي على هذه الصراعات ذات الطابع السياسي لأن إضفاء الصبغة الطائفية سيشكل خطراً على المنطقة والأمة الإسلامية بصورة عامة لأنها ستؤدي الى خلق تجييش لكل فئة ما يولد اجواء من الاحتقان والتوتر الطائفي بين الشعوب الاسلامية وهذا ما يهدف اليه اعداء الاسلام لان نقل الصراع من طابعه السياسي الى الطائفي يضعف الشعوب الاسلامية ، داعياً اهل الحكمة والعقل الى توجيه الناس وحثهم الى عدم الانجرار وراء الاصوات التي تريد جر المسلمين الى صراعات طائفية والابتعاد عن الخطابات الانفعالية للسياسيين والخطباء واعتماد الخطاب المعتدل. وتناول الشيخ الكربلائي التفاهمات بين الكتل السياسية الفائزة بالانتخابات واختيار الاشخاص للمناصب المهمة لافتاً الى ضرورة ان تكون تلك التفاهمات على اساس المعايير الصحيحة في اختيار الاشخاص للمناصب الحساسة ، بل لابد ان يتحلى الشخص بمعايير الكفاءة والنزاهة والقدرة على حل المشاكل التي يعاني منها المواطن ، مؤكداً انه ليس من الصحيح أن تكون التفاهمات مبنية على مصالح الكتل أو كيفما تشاء الكتل ، مشيراً الى إنَّ المواطن حينما إنتخب هذه الكتل ومرشحيها الفائزين إنما هو تعبير عن إرادتهم في أن يقوم هؤلاء المرشحون بإختيار من هو قادرعلى خدمة المواطن ، ونبّه الكربلائي الى أن التفاهمات لابد أن تكون على أساس إعتماد المعايير الصحيحة في إيصال الأشخاص الى المناصب المهمة. أما الأمر الرابع الذي تناوله ممثل المرجعية وعدّه من الامور المهمة وتسهم في رقي البلد والمتمثل بالبيئة وكل ما يتعلق بها مؤكداً على أن تكون المسؤولية مشتركة بين المواطن والجهات المعنية للإرتقاء بهذا الجانب، أما ما يتعلق بالمواطن فأشار الكربلائي الى أهمية الوعي لدى المواطن ومدى تاثير ذلك الوعي في الحفاظ على سلامة وصحة المواطن واصفاً البعض من المواطنين بأن الكثير منهم لايعتبر ان هذا الامر مهم وحيوي وحساس في حياته . وفيما يتعلق بالجهات الاخرى فقد لفت الكربلائي الى ضرورة ان ياخذ الإعلام دوره بحملات التوعية للمواطنين لأهمية هذه الجوانب لاسيما وإنَّ الاسلام يؤكد على النظافة واهتم بها كثيراً لما لها من تأثير نفسي وإقتصادي يوفر النفقات على الدوائر المعنية ، مبيناً إنَّ على كل مواطن أن يسهم بالنظافة داخل بيته ومدرسته ودائرته وكل مكان ، موضحاً ان الكثير من شوارعنا واسواقنا مليئة بالأوساخ في حين نلاحظ ان مجتمعات أخرى تعد النظافة عندها من الاولويات . وعرج الكربلائي على مسألة التجاوزات على الانهار وبعض الخدمات التي وجدت لخدمة المواطن لاسيما ما يتعلق برمي الحيوانات النافقة والنفايات الصلبة مؤكداً على ضرورة ان تتظافر الجهود بين وعي المواطن ومؤسسات الدولة لايجاد بيئة سليمة ونظيفة .
اترك تعليق