تناول ممثِّل المرجعية الدينية العليا وخطيب جُمعة كربلاء المُقدَّسة سماحة السيد أحمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في العَتبة الحُسينيّة المُقدَّسة في 25 ذو القعدة 1433هـ الموافق 12 تشرين الأول 2012م، بعض المشاكل التي يُعاني منها العراق ومن أبرزها ظاهرة التلكؤ الواضح في إنجاز المشاريع الإستراتيجية والخدمية للمواطنين داعياً المسؤولين للتحلي بالجرأة والشجاعة في تشخيص المشكلة وحلَّها مُبيِّناً إنَّ هنالك الكثير من المشاريع التي إنهزم مقاولوها فضلاً عن المشاريع المتلكئة و المشاريع التي لايُعرف مصيرها منها مشاريع سكنية تخدم شريحة من الناس ،وهناك مشاريع إستراجية للبلد متعلِّقة بالطُرقات والجسور ومنها ما يدخل في صُلب خدمة الناس كالمستشفيات والمراكز الصحية... وهذه الحالة اصبحت حالة موجودة ومستشرية في عموم البلد فمن هو المسؤول؟ ومن هو السبب ؟ سؤالين بحاجة لمن يُجيب عنهما . مضيفاً سماحته "طبعاً هذه المشاريع ليست من بواكير أذهان القائمين عليها إذ لايوجد مشروع إنفرد به العراق عن العالم بل يكاد العراق البلد الوحيد الذي يفتقر الى مثل هذه المشاريع الإستراتيجية وهذا ليس معيباً قياساً الى الظروف التي مرَّ بها العراق لكن من المعيب أن لانعرف عن هذه المشاريع كيف بدأت؟ وما مدتها ؟ ومتى تنتهي؟ وكم صرف عليها؟ وأين ذهبت هذه الأموال المصروفة ؟ لكن مع الأسف ان هذه المسألة عسيرة الفهم على المسؤول" . مؤكِّداً " إنَّ مسؤولية التلكؤ في هذه المشاريع تقع في الدرجة الأولى على الذين يُشرِّعون القوانين ويتركونها دون تنفيذ والذين يحاولون حل المُشكلة بمُشكلة أكبر ، فكم من مُقاولٍ تلكأ في عمله ولم ينجح في تسليم المشروع كامل الإنجاز عاقبوه وحاسبوه بأن يُحيلوا عليه مشروعاً آخراً ليبقى المشروعان مُعلَّقان دون إنجازٍ وهذا سببه إنعدام الرقابة على عمل المُقاولين، وعدم تشخيص الشركات الوهمية ، وعدم حظر التعامل معها ويكفي تذرّعاً من قِبل المسؤولين بأنَّنا وضعنا هذه الشركات على القائمة السوداء وسنلاحقها من خلال الشُرطة الدولية نقول" كفى تعاملاً مع أموال الناس بهذه الطريقة المُقزِّزة وليجعل المسؤولون نُصب أعينهم في تقديم الخدمة لهذا الشعب المحروم " وتطرّق سماحته في الجانب الثاني من الخِطبة الى موضوع موسم الحج "داعياً المسؤولين الى التواضع والجلوس مع الحُجّاج والتعرف على إحتياجاتهم ومشاكلهم مستفيدين من هذا المشهد العظيم الذي يتساوى فيه الناس جميعاً فلا مناصب ولا فروق طبقية بين يدي الله ، كما أوصي الحجاج العراقيين بأن يقدموا التوجيه والنصح والنقد البناء للمسؤولين كيما لا نسمح بتكون طبقة من الساسة الطُغاة أو الفاسدين لا سمح الله ". كما أوصي الحجاج العراقيين سنةً وشيعةً وكرداً وتركماناً وكافة أطياف الشعب العراقي بأن يتعاهدوا فيما بينهم على لم الشمل وتقوية أواصر الألفة والمحبة فيما بينهم ونبذ الخلافات التي يحاول أن يزرعها المغرضون بين صفوفهم ".
اترك تعليق