يا أرض الطف هل ارتجفتِ حين دنا اللعين؟

(حين انحنى سيف اللعين على قداسة النور)

يا أرض الطف هل ارتجفتِ حين دنا اللعين؟

(حين انحنى سيف اللعين على قداسة النور)

في صمتٍ ثقيلٍ يلفُّ أرض الطف، وبين أجساد الشهداء المسجّاة تحت الشمس، ترتجف الصورة أمام ناظريك، إنها لحظة تمزّق القلب، لحظةٌ كأنّ التاريخَ نفسه يتوقف فيها عن التنفّس. 

ترى فيها الشمر بن ذي الجوشن، عليه لعائن الله، يتقدّم بخطواته الخبيثة نحو جسدٍ مطروحٍ على الرمضاء، جسدٍ جفّ دمه على ترابه، لكنّه مكلّل بالهيبة والجلال، إنّه جسد الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام)، سبط النبي (صلى الله عليه وآله)، وريحانته، وابن فاطمة سيدة نساء العالمين (عليها السلام).

وصف الصورة بعين الوجدان

في هذا المشهد المؤلم، ترى الشمر وهو يطأ الرمضاء برجليه المثقلتين بالحقد، يحمل سيفاً لا يعرف الطهارة، يقترب بخسة نحو الجسد الشريف.

من حوله الأعداء أحاطوا به، يرقبون اللحظة التي تُزهق فيها آخر شعلة من الطهر والنور، لكن الغريب أن في الصورة ما يُشبه التناقض: الأعداء مدججون بالسلاح، يصرخون ويهلّلون، لكنهم صغار، صغار جداً أمام هيبة ذاك الجسد المسجى بصمت الملوك.

الحسين لا يتحرك، ولكن كأنّه يقول: "إلهي، إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى".

تتأمل ملامحه المضرّجة بالدم، جبينه المكسور، صدره الذي رضّته سنابك الخيل، وتستشعر أن هذا السكون ليس استسلاماً، بل قمة التحدي؛ إذ أن صمته أكثر بياناً من خطب الأعداء.

الدلالة الوجدانية للمشهد

ليس الأمر مجرّد رجل يُقتل، بل هو رمزٌ يُذبح، في هذا الاحتزاز بين السماء والأرض، لا ترى فقط جسداً يُحتز رأسه، بل ترى النبوة تُذبح من الوريد، والحق يُغتال في وضح النهار، الشمر لا يقتل حسيناً، بل يطعن القيم، يهدم الدين، ينحر الضمير.

وفي المقابل، جسد الحسين لا ينهار. كأن الأرض تحمله، وكأن الزمان يقف خاشعاً، حتى العيون، لو نظرت حقاً، لرأت الملائكة تحيط بالجسد الطاهر، وتنتظر الأمر الإلهي لحمل الرأس الشريف إلى السماء.

البعد الرمزي للصورة

الصورة هنا لا تُقرأ بلغة التاريخ فقط، بل بلغة الروح، فالشمر يمثّل كل طغيان في كل زمان، والحسين هو وجه العدالة في كل عصر، فعندما يمدّ الشمر يده القذرة إلى الرأس الطاهر، يمدّ كل ظالم يده إلى نور الحقيقة، ظاناً أنه قادر على إطفائها، لكنّ الرأس الذي يُحتز اليوم، سيُرفع غداً على سنان الرمح ليكون مناراً لكل ثائر، ودعوةً لكل حر.

يا من ترى هذه الصورة، لا تراها بعينيك فقط، بل بقلبك، إسأل دمك هل بقي فيه نبض؟ إسأل روحك هل لا تزال تهتز لهذه الفاجعة؟، فمن لم تدمع عينه، ولم يرتجف قلبه لهذا المشهد، فليس من بني الإنسان.

الحسين لم يمت، إنه حيّ فيك، في دمعتك، في موقفك، في رفضك للظلم، وفي كل صرخة تقول: "هيهات منا الذلة".

ملاحظة: هذا النص تم توليده عبر الذكاء الاصطناعي

تصميم : كرار الياسري إعداد : علي رحال