تناول مُمثِّل المرجعية الدينية العُليا وخطيب جُمعة كربلاء المُقدَّسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحُسيني الشريف في20 رجب 1434 هـ الموافق 31 آيار 2013 م التداعيات الأمنية الخطيرة التي يتعرض لها البلد ولاسيما العاصمة بغداد من تفجيراتٍ إرهابية متلاحقة وإغتيالات بالاسلحة الكاتمة ، معتبراً سماحته الإجراء المتمثل بتغيير القيادات الأمنية غير كافياً لإيقاف هذه الهجمات دون وجود خطط ودراسات موضوعة من قبل القادة الأمنيين الأكفاء لدراسة أسباب هذه الظاهرة أمنياً ومهنياً ووضع الحلول الناجعة لها ، عاداً فقدان الحس الوطني لدى الساسة ، وتغليب مصالحهم الفئوية الضيقة على مصلحة البلد العليا ، بالإضافة الى وجود أجندة خارجية وجدت من يتبرع بتنفيذها من العراقيين مقابل مكاسب سياسية أسباباً خطيرة ساعدت على تفشي هذه الظواهر . مؤكداً سماحته في هذا السياق على عدة أمور جاء في مجملها ؛مطالبة الحكومة العراقية بحصر السلاح على الأجهزة الأمنية وعدم السماح بتسريبه خارج نطاق هذه الأجهزة ، وعلى الجهات الأمنية منع حدوث أي إعتداء من أي جهةٍ كانت على أي مواطن مهما كان إنتمائه ، كما نقل سماحته تأكيد المرجعية الدينية العليا على حرمة الدم العراقي مطلقاً على إختلاف الدين والمذهب والقمومية والإنتماء ،وتأكيدها على إن الإعتداء على أي مكان مهما كان حجم هذا الإعتداء وتبعاته لا يبرر الإعتداء المضاد قال تعالى :( ولا يجرمنكم شنآن قومٍ على أن لاتعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى) ، داعياً المواطنين وشيوخ العشائر العراقية ومنظمات المجتمع المدني ورجال الدين والخطباء ووسائل الإعلام والجهات الحكومية للعمل على ترسيخ مبدأ حرمة الدم العراقي وأن يعملوا جميعاً من منطلق الإخلاص لهذا البلد لإيقاف هذا النزيف الذي خلف أعداداً كبيرة من الأرامل والأيتام . كما وتقدم سماحته في المحور الثاني من الخطبة بمجموعة من التوصيات مع إقتراب موعد زيارة الإمام الكاظم (ع) في ذكرى إستشهاده في 25 من رجب منها ؛ على الزائرين الكرام التقيد بآداب الزيارة وأن لا يصاحب هذه الممارسة أية شائبة من المحرمات قد تخل بقدسيتها ،داعياً أن تكون هذه المناسبة مورداً لهم ينهلون منه المزيد من التوعية الدينية والوطنية ، مطالباً إياهم إبداء التعاون مع الأجهزة الأمنية من أجل تفويت الفرصة على المجاميع الإرهابية التي تحاول النيل من هذه الجموع المؤمنة ، في المقابل وجّه سماحته خطابه للجهات الأمنية داعياً إياها الى وضع الخطط الأمنية المحكمة لحماية الزائرين بعد أداء مراسيم الزيارة وخصوصاً أثناء عودتهم الى منازلهم ، كما نقل سماحته أمل المرجعية في أن تكون هذه الزيارة صورة من صور الوحدة الوطنية وعلى العراقيين أن يعززوا هذه الصورة من خلال المحافظة على النسيج الإجتماعي للبلد لا سيما وان هنالك من يريد تفتيت هذه الوحدة " .
اترك تعليق