تناول مُمثِّل المرجعية الدينية العُليا وخطيب جُمعة كربلاء المُقدَّسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحُسيني الشريف في 6رجب 1434 هـ الموافق 17 آيار 2013 م قضية دخول جماعة حزب العمال الكردستاني الى العراق من دون تنسيق مسبق بين الحكومة التركية والعراقية ، واصفاً الأمر بأنه يتنافى مع مبدأ إحترام السيادة وإنه إستضعاف للحكومة العراقية ، وقال الشيخ الكربلائي " في الوقت الذي نؤيد فيه الى التوصل الى حل سلمي بين عناصر حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية والذي يضمن الهدوء بين الطرفين كان يفترض بالحكومة التركية أن تنسق مع الحكومة العراقية وأن تبرم إتفاقاً معها "، واصفاً الإنتقال من دون أن يكون هناك تنسيق بين الحكومتين بأنه منافياً لمبدأ إحترام السيادة. ودعا الكربلائي الكتل السياسية الى توحيد مواقفها تجاه القضايا الحساسة والمهمة لافتاً الى ان عدم توحيد المواقف سيؤدي الى مزيد من الإستضعاف للحكومة العراقية في المستقبل طالما بقيت المواقف غير موحدة ، مبيناً إنّ هذا التهاون والتجاوز والإستضعاف جاء لعدم إجتماع الكتل على كلمةٍ سواء وموقف موحدٍ عاداً إياه بأنّه جرس إنذار لهذه الكتل طالما بقيت غير موحدة . وتناول سماحته في المحور الثاني من الخطبة الأضرار الناجمة عن السيول التي ضربت بعض المحافظات العراقية ،مبيناً إنَّ مانزل من أمطار حالة غير متوقعة أدت الى محاصرة الكثير من القرى والبيوت مثمناً الجهود التي قامت بها قوات الجيش والجهات الحكومية والعتبتان المقدستان وجمعية الهلال الأحمر ، إلا ان تلك الجهود لم تكن بمستوى الحدث داعياً الوزارات الى إعداد خطط مستقبلية متمثلة بإنشاء مشاريع فتح قنوات وإنشاء سدود وتحسين شبكات الصرف الصحي وأخرى آنية تتمثل بتوفير وتهيئة المعدات والمستلزمات وتدريب الكوادر المختصّة لتفادي الأضرار المحتملة وإنقاذ أكبر عدد ممكن من المواطنين وتقليل الخسائر المادية ،مشدداً على معالجة ظاهرة البيوت الطينية باخرى واطئة الكلفة . وفي المحور الثالث من الخطبة تناول الشيخ الكربلائي تأخر إقرار قانون سلم الرواتب الجديد للموظفين ووجود فكرة تأجيله الى الدورة القادمة سيؤدي الى مزيد من إضعاف ثقة المواطن بالكتل السياسية الممثلة في مجلس النواب ومن ثم بالعملية السياسية ما يؤدي الى تدني نسبة المشاركة كما حصل في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة مقارنةً مع انتخابات مجالس المحافظات عام 2009 ، مبيناً ان هذا التدني في المشاركة فيه شبه تحذير مفاده " أيها الكتل السياسية اذا لم تسرعوا في اقرار القوانين سيؤدي الى اهتزاز كبير في الثقة " مشدداً على ضرورة إقراره في هذه الدورة البرلمانية. وتطرَّق الشيخ الكربلائي الى إنخفاض سعر صرف الدينار العراقي مقابل العملة الأجنبية وتداعياته على معيشة المواطن العراقي ، مبيناً إنّ مستوى المعيشة لايقاس بمستوى الرواتب للموظفين أو الدخل الشهري لغير الموظفين وإنما يقاس بما يمكن أن يحصل عليه المواطن من سلعٍ وخدماتٍ هو بحاجة إليها لافتاً الى ضرورة ان يكون هناك تشخيص للاسباب الحقيقية من قِبل مجموعة من اهل الخبرة زيادة على الإرادة الجادة من قبل المؤسسات المعنية والا سيؤدي ذلك الى المزيد من التداعيات السلبية على المواطن ولاسيما ذوي الدخل المحدود .
اترك تعليق