أشار الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الى أن احتضان ودعم ورعاية العتبة الحسينية المقدسة لمهرجان العبقرية التقنية الدولي الأول لـ(براءات الاختراع)، جاء أيماننا منها بضرورة خلق ثورة ونهضة تنموية في مجال الابتكار والإبداع، واحتضان العقول العبقرية في جميع المجالات.
وقال الاستاذ حسن العبايجي خلال كلمته في مهرجان العبقرية التقنية الدولي الأول لـ(براءات الاختراع) الذي تنظمه هيئة التعليم التقني التابعة للعتبة الحسينية المقدسة بالتعاون مع جامعة السبطين (عليهما السلام) الدولية للعلوم الطبية، إنه "لضمان موقع علمي وتكنولوجي وتقني متقدم بادرت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة إلى احتضان ودعم ورعاية هذا البرنامج بجميع اختصاصاته، لأنه يشكل عصب الحياة التنموية المستدامة في البلد وأهميته في رفد القطاع العام والخاص في المجال الصناعي والطبي والزراعي وبقية العلوم التقنية والتطبيقية من خلال مؤسسة وارث للتعليم التقني، أيمانا منها بضرورة خلق ثورة ونهضة تنموية في مجال الابتكار والإبداع واحتضان العقول العبقرية في جميع المجالات، وخاصة العلوم والتقنيات المتقدمة كالذكاء الاصطناعي والالكتروني والتقنيات الطبية والصناعية والزراعية، لتطوير القطاعات الخدمية والاقتصادية كافة.
وتابع "كما تسعى الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة من خلال هذا المهرجان تأمين متطلبات وحاجة القطاع العام والخاص من الكوادر المتقدمة والوسطية والسير بخطى ثابتة، وبناء المجتمع القادر على مواجهة التحديات في ظل تقنيات ثورة العولمة المتسارعة والتي تسيطر عليها الدول الكبرى واقتصاديات العالم ذي القطب الواحد".
وأضاف، أن "الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة بادرت إلى استقطاب عدد من العباقرة في المجال الطبي لخلق حالة من التوأمة والاستفادة من هذه الكفاءات سواء كانت أجنبية أو العقول العراقية العبقرية التي هاجرت خارج العراق، وقررت دعم هذه المبادرة وتشجيع عودة الكفاءات، لإنجاح هذا المشروع التنموي بكل وسائل التقدم والابتكار والإبداع".
وأوضح، أن "رأس المال الفكري الذي يعتمد على العقول المبدعة والعبقرية يعتبر من المقومات الأساسية المهمة لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، فكلما زادت معدلات المعرفة لدى العاملين زادت قدراتهم العقلية والإبداعية في الابتكار".
وزاد، أن "أية دولة اعتمدت على استراتيجيات البحث والتطوير هي دول متقدمة وتنخفض فيها معدلات البطالة، ولديها معدلات نمو مستدام، بسبب ضخامة الإنفاق المالي على البحث والتطوير وتشجيع الإبداع والابتكار".
وبين، أن "هناك استقطاب عدد كبير من العلماء والباحثين والمبتكرين والمبدعين في الدول المتقدمة والسبب هو الامتيازات والقوانين التي تحمي حقوق هذه الشريحة المهمة، وتوفير كل متطلبات نجاحهم حتى أن بعض الدول افتتحت مراكزا في الخارج لاستقطاب هذه الشريحة المهمة والاستفادة منها، أما في العراق فان هذه الشريحة لا تشكل رقما مهما في القطاعات الاقتصادية، وكذلك في دوائر الدولة، واغلب هؤلاء قد هاجر خارج العراق لأسباب عديدة أمنية واقتصادية واجتماعية، وأما المؤسسات البحثية فهي محدودة ومتواضعة وليس هنالك دعم مستمر لها".
ونوه الى، أن "ثورة المعلومات تسببت في تضاعف المعرفة الإنسانية وفي مقدمتها المعرفة العلمية والتكنولوجية وبذلك تحول الاقتصاد العالمي إلى اقتصاد يعتمد على المعرفة العلمية، وان قدرة أي دولة يحددها رصيدها العلمي المعرفي حتى يحقق المجتمع أهدافه، وخلاف ذلك فأن الفجوة في توسع بين الدول المتقدمة والدول النامية، التي تواجه أكبر تحديا على الساحة العالمية الا وهو تحدي العولمة ومنها بلدنا العراق".
ولفت "في هذا السياق أيضا ينبغي أن نحث الخطى وأن نهتم باقتصاديات المعرفة وتأسيس مراكز للبحوث والإبداع والابتكار أي الاعتماد على رأس المال المعرفي والعلمي وليس المادي وأن تكون النواة الأولى من مرحلة التعليم الأساسي (الابتدائي)، بأن نؤسس مناهج لرعاية الأطفال المبدعين وأن يكون ضمن الدروس المنهجية العملية استخدام المختبرات والتجارب في الدول الأخرى، ونحن نعتبر كل بصمة من بصمات الإبداع مهما كانت صغيرة هي ابتكار ونهضة تنموية".
واستطرد قائلا: إن "مدينة كربلاء بالإضافة إلى موقعها المقدس تحولت خلال فترة قصيرة من الزمن إلى مدينة للشفاء الطبي والسياحة الدينية وأدت إلى انتعاش اقتصادي بتفكير أبداعي بسيط واهتمام ورعاية واحتضان العقول المبدعة من قبل إدارة العتبات المقدسة أو الجهود المتميزة من قبل الحكومة المحلية".
وتابع، "أتمنى أن يرتقي بلدنا الحبيب إلى مصاف الدول المتقدمة ولو بنسبة ما، بما يمتلك من طاقات علمية وأكاديمية كبيرة جدا، وأن تلتفت مؤسساتنا إلى هذه التجارب الرائدة في اقتصاديات المعرفة واستثمار العقول البشرية، بالتوجه نحو التطوير والابتكار وبناء المزيد من المعاهد التقنية ومراكز البحث العلمي".
يذكر أن مهرجان مهرجان العبقرية التقنية الدولي الأول لـ(براءات الاختراع) الذي يقام بمشاركة (8) من أصحاب براءات الاختراع من دول (بريطانيا، وفيتنام، وماليزيا، والهند، وباكستان، ومصر ولبنان وايران)، اختار (45) براءة اختراع من أصل (75) كلها خضعت لمعايير علمية أبرزها قابليتها للتطبيق وإمكانية الاستفادة منها.
اترك تعليق