هَلمُّوا بنا نبكِ الحُسين

الى سيد الشهداء وأبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام..

تعالوا إلى حُزنٍ سَواءٍ وتعزيةْ

صريحينَ جدّاً دونَما أيِّ توريةْ

لِنَقرأَ قُرآناً تَنَزّلَ آيُهُ

نهاراً على قَدْرِ الدِّماءِ المُلَبِّيَةْ

تعالوا تُرابُ الطّفِّ أَبلغُ ناطقٍ

شُروحاتُهُ للسّائلينَ مُوَفِّيَةْ

تعالوا لكهفٍ ما تَزَاوَرُ شمسُهُ

ولا مُوصَدٌ يوماً بوجهِ المُرَجِّيَةْ

ولا ضَرْبُ آذانٍ أَنامَ أُهَيْلَهُ

بَلى ضَرْبُ أَسيافٍ وطَعنُ الرُّدَيْنِيَةْ

أَقاما لهمْ في الخالدينَ منارةً

عليها دياناتُ الوجودِ مُصَلِّيَةْ

هَلمّوا بنا نبْكِ الحُسينَ وعُصبةً

قَضَت عطشاً عندَ الفراتِ لِتَرويَهْ

بُكاءً نَشيجاً كالحِداءِ ومدمعاً

يُعَبِّدُ طُرْقاً للرّسولِ مؤدِّيةْ

وحرّى مِنَ الآهاتِ تُسعدُ فاطماً

لنَزكوا وهل مثلُ البتولِ مُزَكِّيَةْ

نُرِي العالمَ الأَعمى الأَصَمّ رزيّةً

بما قد حَوى معنىً كلامٌ مُدَوِّيَةْ

نُميطُ عنِ التّأريخِ كُلّ ستارةٍ

ونستنطقُ الأحداثَ ماذا مُخَبِّيةْ

أَحقّاً هُنا وِتْرٌ حُسينٌ وأُمّةٌ

تَسَابَقُ تَسْتَلُّ السِّهامَ لِتَرْمِيَهْ 

أَحقّاً أَصابَ القلبَ منها مُثَلّثٌ

ليهوي وما غيرُ الجَوادِ مُتَكِّيَهْ

أَحقّاً هُنا جاءَتْهُ حوراءُ حيدرٍ

وللظّهرِ مِنْ ثقْلِ المصيباتِ مُحْنِيَةْ

وتُخفي انكساراً فيهِ لونُ شريعةٍ

وحِنّاءُ عرِّيسٍ وذكراهُ مُشْجِيَةْ

و " أَكبَرُ " إرباً قَطّعوهُ وطَوّقوا

رضيعاً بنَبْلٍ ذاكَ أَصغَرُ أُضحِيَةْ

ويُبصرُ ذاكَ الإنكسارَ شقيقُها

فقد كانَ دمعٌ في المحاجرِ مُبْدِيَهْ

أَريحانَةَ الهادي إليكَ عيونُنا

بضاعَةَ شوقٍ بالمدامعِ مُزْجِيَةْ

فَفَوزٌ لِمَنْ يهواكَ عُقبى رجوعهِ

وذاكَ الّذي ناواكَ عُقباهُ مُخْزِيَةْ

سلامٌ عليكَ الموقفَ الحُرّ دَوّنَتْ

دماكَ وحَسْبُ الحُرِّ يقفو تَجَلِّيَهْ

المرفقات

شاعر : حسن الحاج عگلة ثجيل