السفر الاخير

بمناسبة ذكرى رحيل الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأهله ومن معه من مكة إلى كربلاء :

ومن خطبته ( عليه السلام ) عند الرحيل :

خُطَّ المَوتُ على وِلدِ آدم مخطَّةَ القِلادَة على جِيدِ الفَتاة، وما أولَهَني إلى أسْلافي اشتياقَ يَعقُوبَ إلى يوسف... من كان باذلاً فِينَا مهجتَه، وموطِّناً على لِقَاء الله نفسه، فلْيَرْحَل مَعَنا.. 

راحلٌ أنتَ والرحيلُ اختيارٌ

لطريقٍ مُوجِهٍ للخلودِ

راحلٌ أنتَ والرحيلُ انتصارٌ

كحُسامٍ مُحَطِمٍ للقيودِ

يا أبياََ وتائقاََ للمنايا

غيرَ مُعطٍ بِذِلةٍ كالعبيدِ

ثُرتَ نهجاََ يطارحُ النجمَ فخراََ

يرفعُ الهامَ من جلالِ الصُمُودِ

ترتوي الأرضُ من نجيعٍ طهورٍ

من دماءِ الأُلى ببأسٍ شديدِ

قابَ ( لبيك ) والنفوسٌ فِداءٌ

رَتَلَ القلبُ مُخلِصاََ في نشيدِ

وتسامى لأكبرٍ في سؤالٍ

بفؤادٍ يُذيبُ زُبْرَ الحديدِ

أولسنا " أيا ابي" صوبَ حقٍ

نحو نهجٍ مُوفقٍ وسديدِ 

لا نبالي.. فَوَقعُنا فوق موتٍ

وقعةَ الليثِ فوقَ ظبيٍ طريدِ

لا نُبالي اقتحام هولِ الرزايا

فالمنايا مُنىََ بنفسِ الشهيدِ

كاتب : علي محمد طاهر الصفار