أعرب عدد من الباحثين المشاركين في المؤتمر العلمي الدولي الذي تقيمه مؤسسة وارث الانبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة تحت عنوان الاستشراق والإمام الحسين (عليه السلام)، عن الصعوبات التي يواجهها الكاتب عند الكتابة حول القضية الحسينية، معللين ذلك إلى ندرة المصادر الموثوقة التي ناقشت القضية بموضوعية، جاء ذلك بالتزامن مع حديث الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الاستاذ حسن رشيد العبايجي، الذي أشار إلى أن بعض الرؤى الخاطئة حول النهضة الحسينية جاءت نتيجة اعتماد مصادر غير منصفة.
وقال الباحث الاوكراني الدكتور اكيف تاييف في حديث للموقع الرسمي، "أنا سعيد جدا بحضوري هنا في كربلاء واتاحة الفرصة لي للزيارة وتقديم بحثي حول المستشرقين الاوكرانيين، وكيف صنفوا وكتبوا عن قضية الإمام الحسين (عليه السلام) في التراث الاوكراني".
وأضاف "كما أننا اكتشفنا أن الابحاث الاستشراقية في اوكرانيا قليلة جدا، بل اننا قد نجدها متأثرة باجندات سياسية وخارجية، لذلك فان ثورة كثورة الإمام الحسين (عليه السلام) لا يمكن أن تعرض بهذه الطريقة، ولكن ابرز ما يعاني منه الكاتب المستشرق هو قلة المصادر، وقلة النصوص، واغلب مصادرنا هي روسية".
إلى ذلك، بينت هدى الگاتي، باحثة وقاصة وشاعرة من تونس، "انها لاول مرة تتناول موضوع الاستشراق في القضية الحسينية، وانها خاضت مجازفة في ذلك"، مشيرة الى ان "طبيعة المجتمع التونسي هو مجتمع مختلف عن المجتمعات الاخرى والخوض في هكذا موضوع فيه الكثير من المجازفة، وأنها بينت القضية بكل موضوعية لذلك هي سعيدة بما خرجت به من نتائج".
وتابعت أن "أبرز الصعوبات التي واجهتها هي ندرة المصادر الخاصة بهذا الموضوع، لذلك استعنت باصدقاء عراقيين وفروا لي العديد من المصادر".
وأشارت "ما تبين لي خلال البحث أن هنالك الكثير من الحقائق والاضطهاد والتشويه والكثير من التزييف تم نقله عن القضية الحسينية وما يصلنا نحن فقط هو فتات، وكلما اثيرت يقع الكتمان عليها".
وكان الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الاستاذ حسن رشيد العبايجي، قد قال في كلمه له خلال افتتاح المؤتمر، إن "النهضة الحسينية واجهت العديد من التحديات والتزييف من قبل العديد من الشخصيات وبالمقابل ايضا كان هنالك العديد من العلماء والمفكرين الذين أنصفوا نهضة الإمام الحسين (عليه السلام)، وكتبوا عنها الكثير من الابحاث والمقالات".
وبين أن "من الانصاف والنظرة الموضوعية لهذه الرؤى والاحكام فاننا لا ندعي أن جميعها نابعة من الاغراض الخبيثة المدعومة من الدوائر الاستعمارية، فبعض هذه الرؤى الخاطئة جاءت نتيجة اعتمادها على مصادر وكتب تاريخية غير منصفة، سيما الكتب التي تتناول تاريخ اهل البيت (عليهم السلام) وهذه مسألة يعاني منها واقعنا الاسلامي".
ولفت انه "في قبال ذلك نجد لفيف غير قليل من هؤلاء المستشرقين ممن اهتموا بدراسة التاريخ الاسلامي أنصفوا النهضة الحسينية بعد نظروا اليها بتجرد علمي ولم يقعوا اسرى امام بعض النصوص التاريخية بل قارنوا وحللوا ونظروا الى النتائج والمعطيات بعين الباحث، والفاحص، والمتأمل فخرجوا بنتيجة أن هذه لم تكن من اجل الدنيا، وهذا ما عمل عليه العديد من المفكرين والباحثين في هذا المؤتمر الدولي".
اترك تعليق