أيـهـا الــمُــدلــجُ فــي زيَّـافــةٍ قصدتْ في سـائـقـيـها النجفا
إنْ توصَّلتَ إلى حامي الحِمى في الـغـرييــنِ فـأبدي الأسفا
قلْ لهُ: إن حـسـيـناً قـد قـضى في شفارِ الكفرِ محزوزَ القفا
لم يحفظ لنا التاريخ لهذه الشاعرة السيدة العلوية من آثارها سوى هذه الأبيات الثلاثة رغم أن المصادر أكّدت على أن لها أشعاراً كثيرة في مدح ورثاء أهل البيت (ع) وهذا ما يدعو للأسف الشديد على ضياع هذا الإرث الأدبي المميز الذي دلت عليه هذه الأبيات التي هي من ضمن قصيدة في رثاء الإمام سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين.
ولدت الأديبة الشاعرة العلوية غزوة بنت السيد راضي ابن السيد جواد ابن السيد حسن ابن السيد أحمد القزويني في الحلة سنة (1285هـ/1896م)، ونشأت في بيت سامق ترفرف في سمائه أعلام الفقه والعلم والأدب وله تاريخ حافل بالمنجزات على هذه الأصعدة، جدّها السيد جواد كان أخاً للعالم الكبير المجتهد السيد مهدي الحلي القزويني المتوفى سنة (١٣٠٠هـ) والذي ترك كثيراً من التآليف والتصانيف والآثار العلمية والفقهية التي تضاف إلى كنوز هذه الأسرة العريقة.
نشأت العلوية غزوة نشأة علمية وأدبية في ظل هذه الأسرة ونهلت من معينها الصافي ووردت مواردها حيث عاشت طفولتها في بيت جدها بين أخوالها الأعلام أنجال السيد مهدي الحلي، فقد كانت أمها هي العلوية نازي بنت السيد مهدي الحلي وفي ظل هذه الأسرة شغفت بدراسة العلوم العربية والفقهية والأدبية واطلعت على الكتب والمصادر العلمية والأدبية وتتبعت مصادر الأدب والشعر بحكم بيئتها وتربيتها.
حفظت السيدة غزوة كثيراً من أخبار العرب وقصصهم وأشعارهم وهذا ما ولّد عندها حسّاً أدبياً مرهفاً وعميقاً كان نواة إبداعها ونشره حيث تعهّدت بتعليم وتدريس العديد من النساء من داخل الأسرة وخارجها وتربية جيل على العلوم والآداب.
وزاد من تعلقها بالعلم والأدب أن تزوجت من ابن خالها السيد أحمد بن الميرزا صالح القزويني والذي كان من العلماء الأعلام والأدباء الكبار والشعراء الأفذاذ فاستقت منه موارد الثقافة الواسعة وأصبحت بفضل هذه الأسرة علماً خفاقاً من أعلام المعرفة والفكر في وقت ساد الجهل والتخلف الأوساط الرجالية فضلاً عن النسائية فبقيت العلوية ترفد الجيل النسائي بفكر أهل البيت (عليهم السلام) حتى وفاتها عام (١٣٣١هـ)
...........................................
أدب الطف ــ السيد جواد شبر ج 9 ص 9
مستدركات أعيان الشيعة ــ السيد حسن الصدر ج ۳ ص 158
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج 7 ص 175
أعلام النساء المؤمنات ــ محمد الحسون ص 566
اترك تعليق