جسدت هذه الزوجة والأم ما يفوق الوصف، فلم تمنعها شهادة زوجها جنادة بن كعب بين يدي الحسين في الحملة الأولى من تقديم قربانها الثاني بين يدي الحسين !!
اسمها بحرية بنت مسعود الخزرجي، جاءت إلى ولدها عمرو الذي يبلغ من العمر إحدى عشرة سنة ألبسته ثياب الحرب وأرسلته إلى الحسين فلم يأذن له وقال: هذا غلام قتل أبوه في الحملة الأولى ولعل أمه تكره قتاله. وأرجعه.
لكن تلك الأم العظيمة التي مُلئت إيماناً راسخاً لا تزعزعه الخطوب والملمات أبت إلا أن تقدم ولدها شهيداً بين يدي الحسين فأرجعته إلى الحسين. فقال له: سيدي إن أمي هي التي أمرتني فأذن له الحسين وجزاهما خيراً فخرج الغلام إلى القتال وهو يقول:
أميري حـسـيـنٌ ونعمَ الأمير سرورُ فؤادِ البشيرِ النذير
عــلــيٌ وفــاطــمــةٌ والـــداه فهل تعلمـون له من نظير
له طلعةٌ مثل شمسِ الضحى له غـرةٌ مـثـل بـدرٍ مـنير
لقد تملّك حب الحسين قلوب هذه العائلة كلها، تمعّن في قول هذا الغلام عندما يصف الحسين، إنه يصف أعز إنسان على وجه الأرض لديه ولو لم تكن أمه قد أرسلته إلى الحسين لذهب إلى القتال دون طلب من أحد رغم أن سنه لا يسمح له بالإشتراك في معركة !!
ويقتل هذا الغلام فتأخذ أمه عموداً من الخيمة وتهجم على الجيش الأموي وهي تقول:
أنا عجوزٌ في النسا ضعيفة خـاويــةٌ بـالـيـةٌ نـحـيـفـة
أضربكم بـضـربةٍ عـنـيـفـة دون بني فاطمة الشريفة
فردها الحسين إلى المخيم وجزاها خيرا.
...............................................
الخوارزمي ــ مقتل الحسين ج 2 ص 22
عبد الرزاق المقرم ــ مقتل الحسين ص 290
السماوي ــ إبصار العين ص 159
المامقاني ــ تنقيح المقال ج 2 ص 237
السماوي إبصار العين، ص 159.
ابن أعثم الكوفي ــ الفتوح ج 5 ص 110
المجلسي ــ بحار الأنوار ج 45 ص 28
البحراني ــ العوالم (الإمام الحسين عليه السلام) ص 272
مرتضى العسكري ــ معالم المدرستين ج 3 ص 121
ابن شهر آشوب ــ المناقب ج 3 ص 253
المجلسي، البحار، ج 45، ص 28.
اترك تعليق