يحيى بن عبد الأمير الشامي، شاعر وكاتب وباحث، ولد في بنت جبيل بلبنان وهو حاصل على شهادة الحقوق سنة (1964)، والماجستير في اللغة العربية وآدابها عام (1973)، ودبلوم الدراسات العليا في اللغة العربية عام (1975)، وإجازة اللغة العربية وآدابها عام (1976) والدكتوراه في اللغة العربية عام (1980)
يحيى عبد الأمير الشامي (ولد 1353 هـ / 1935 م)
قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (38) بيتاً:
ويا نفـــــــــسُ إن ضاقتْ عليكِ رحيبةٌ وقطّبَ مِن ليلِ الهمومِ جبينُ
فعوجي على أرضِ الطفوفِ بـ(كربلا) رويـدكِ حيث الهيمناتُ أنينُ
وحــــيثُ بليغُ الصمتِ والصمتُ ناطقٌ هنالكَ والـصمُّ الصلابُ تلينُ (1)
وقال من حسينية أخرى تبلغ (39) بيتاً:
فإذا دنوتَ مِن الـمقامِ بـ(كربلا) فاخفضْ جنـاحَكَ خاشعاً مبهورا
واخلعْ نعالَكَ مُـهطعاً فلأنتَ بالـ ـوادي الـــــــمقدَّسِ إذ تبلَّجَ نورا
وإذا وقفتَ على الضريحِ مُنادياً روحَ الشهيدِ وقد هُزِزتَ شعورا
هبَّتْ عــليكَ مِن الضريحِ نسائمٌ لكأنَّ في أنفاسِـــــــــــــها كافورا
الشاعر
الدكتور يحيى بن عبد الأمير الشامي، شاعر وكاتب وباحث، ولد في بنت جبيل بلبنان وهو حاصل على شهادة الحقوق سنة (1964)، والماجستير في اللغة العربية وآدابها عام (1973)، ودبلوم الدراسات العليا في اللغة العربية عام (1975)، وإجازة اللغة العربية وآدابها عام (1976) والدكتوراه في اللغة العربية عام (1980)
عمل أستاذا للغة العربية والاشراف على الدراسات العليا في الجامعة اللبنانية، حتى أحيل على التقاعد عام (1999)
نشر قصائده ومقالاته الأدبية واللغوية في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية منها: جرائد (النهار)، و(السفير)، و(الديار)، ومجلات: (العرفان)، (نور الإسلام)، (الإيمان)، (الباحث)، (المنطق).
وله أكثر من تسعين مؤلفا وتحقيقا في اللغة والأدب والتاريخ منها:
الشرك الجاهلي وآلهة العرب المعبودة قبل الإسلام
النجوم في الشعر العربي القديم
النصوص التطبيقية على قواعد اللغة العربية
موسوعة المدن العربية والإسلامية
موسوعة شعراء العرب
القواعد العربية الميسرة
حدث واقرأ
تاريخ التنجيم عند العرب
معجم الأسامي
امرؤ القيس
العقاد كاتباً وشاعراً
الحيوان للجاحظ ــ تحقيق
ديوان شعر
قال من حسينيته الأولى:
أراعَــــــــكَ مِن صرفِ الزمانِ شؤونُ وهاجَكَ شـوقٌ في الضلوعِ دفينُ
ولا زلتَ مشغولَ الفؤادِ بما جــــــــرى عـــليكَ ومـا يجري فأنتَ حزينُ
فلا تـــــبتئسْ يا قلبُ فالــــــــخطبُ كلّه يهــــونُ خلا خطبٌ فليسَ يهونُ
له أبداً فــــــي صفــــــــحةِ القلبِ شاهدٌ خطوطُ أسىً لم تندملْ وغضونُ
مصابٌ لآلِ الــــــــبيتِ ما انفكَّ جرحُه إلى الآن ينـــزو والسنونُ سنونُ
أتذكـــــــــــــــــــرُ يا هذا مصارعَ فتيةٍ تعاورهم يــــومَ الطفوفِ شؤونُ
فــــــــهذا بحدِّ الــــــــــمرهفاتِ مُبضَّعٌ وذاكَ بخطيِّ الــــــــرماحِ طعينُ
وذلكَ مذبوحُ الوريـــــــــــــــدِ مِن القفا رهينُ بلىً أخنى علـــــــيه منونُ
وهذا حسينُ الطهرِ يشهــــــــــــدُ والهاً بدورَ تمامِ الحسنِ كيـــــــفَ تبينُ
كتائبُ جاءتْ تـــــــــــــــــشتـفي بقتالِهِ مِن الغيظِ والغلِّ القديمِ كـــــــمينُ
رمى القلبَ منهمْ وانثنــى فيــــــــمينُهم يــــــــــــسارٌ تولّى واليسارُ يمينُ
فيا صاحِ إن شمتَ العــــــــراقَ وجئته وحدَّثتَ حَــــدِّثْ فالحديثُ شجونُ
ويا نفـــــــــسُ إن ضاقتْ عليكِ رحيبةٌ وقطّبَ مِن ليـــــــلِ الهمومِ جبينُ
فعوجي على أرضِ الطفوفِ بـ(كربلا) رويـدكِ حيث الهيـــــــمناتُ أنينُ
وحــــيثُ بليغُ الصمتِ والصمتُ ناطقٌ هــــــنالكَ والـصمُّ الصلابُ تلينُ
ديــــــــــــــــارٌ أناخَ الآلُ يوماً برحلِها فأزعجــــــهم عنها نوىً وشطونُ
مجالسُ حلمٍ لـــــــــــيسَ للجهلِ عندها فتونٌ ولا للــــــــــــموبقاتِ لحونُ
بها محكمُ التنزيلِ ينثـــــــــــــــــالُ آيةً فصولاً فصولاً والحـــياءُ مصونُ
سقى اللهُ قـــــــــــــبراً بالغريينِ غرسُه وجــــــــــــادَ ثراهُ صيِّبٌ وهتونُ
ولا زلـــــــــــــتَ يا قبرَ الحسينِ مثابةً لـــــــــــقلبيَ ما هاجَ الفؤادَ حنينُ
وقال من الثانية:
شابَ الزمانُ ولــــــمْ يزلْ عاشورا أبــــــــــــــداً يزيدُ تألّقاً وظهورا
يستلهمُ الـــــــــــشعراءُ مِن نفحاتِهِ غرراً تفيضُ فينعقـــــدنَ سطورا
ويردِّدُ الأحرارُ بوحَ حـــــــــــديثِهِ أوما تلــــــــــوتَ حديثَه المأثورا
أو ما شهدتَ دمَ الـــحسينِ مُخضِّباً شفقَ الغروبِ وفـــجرَه المنحورا
وسمعتَ صوتَ الرعدِ فهوَ هــتافُه دوماً يُجلجلُ في الـعصورِ جهيرا
إنَّ الحياةَ الحقَّ وثــــــــــــبةَ ماجدٍ يأبى الهــــوانَ ولا يطيقُ شرورا
وبأنَّ للباغي إذا مــــــــــــا أدبرتْ يوماً سيذكــــــــرُه الزمانُ عسيرا
فاعطفْ على التاريخِ في صفحاتِهِ واسألْ عــــــن الأيامِ سلْ عاشورا
تــــــنبِئكَ ما زمرَ الطغاةُ وطيشُهمْ والكارعونَ مـــن الكؤوسِ فجورا
ذوتِ الـــسنونُ الغابراتُ جدودَهم ذري الــــــــــــهشيمِ وتُبِّروا تتبيرا
أينَ العــــــروشُ ومَن تربَّعَ فوقَها أضحتْ هباءً فــــي الورى منثورا
حتى القبورُ غـفتْ وباتَ ضجيعُها نسياً كأنه لم يكنْ مــــــــــــــذكورا
لـــــــــــكنَّ قبراً بالطفوفِ مُشرَّفاً جـــــــــــــلَّتْ معاظمُه وعزَّ نظيرا
ما انفكَّ مـــــــنتجعُ العفاةِ وردهةٌ ريَّا المناهــــــــــلِ مورداً وصدورا
جادته رائحةُ الــــــــــمنونِ عشيةً وسقته غاديةُ الهـــــــــــــتانِ بكورا
فإذا دنوتَ مِن الـمقـــامِ بـ(كربلا) فاخفضْ جنـاحَكَ خاشعاً مـــــبهورا
واخلعْ نعالَكَ مُـهطعاً فـــلأنتَ بالـ ـوادي الـــــــمقدَّسِ إذ تبلَّجَ نــــورا
وإذا وقفتَ على الضريـــحِ مُنادياً روحَ الشهيدِ وقد هُزِزتَ شــــعورا
هبَّتْ عـليكَ مِن الضريحِ نــــسائمٌ لكأنَّ في أنفـــــــــــــــــاسِها كافورا
يا زائــــــراً قبـرَ الحسينِ وقاصداً ثــــــــــــــارَ الإلهِ ووترَه الموتورا
هلّا أنخــــــــــتَ معَ الغداةِ برحلِه وشممتَ من ذاكــــــــي ثراهُ عبيرا
وقرأتَ سفرَ المــجدِ في عرصاتِهِ مُهجاً تسيلُ وأيدياً ونـــــــــــــحورا
جادتْ بها هممُ الـــــــرجالِ وفتيةٌ هبُّوا لــــــــــــــــيوثاً للعلى ونسورا
فازوا بأولى الحسنيــــــينِ وبُوِّئوا عرشَ الخلودِ وطُـــــــهِّروا تطهيرا
يا يومَ عاشوراءَ طالَ رقــــــــادُنا ومضى الطغاةُ يعربـــــــدونَ كثيرا
فاهزُزْ ضـــــمائرَنا بعزمِكَ نافحاً روحَ الحياةِ وبدِّدِ الديجــــــــــــــورا
وليبقَ صوتُكَ يــــــا حسينُ مُدوِّياً أبــــــــــــــداً على مرِّ الدهورِ نذيرا
...................................................
1 ــ ترجمته وشعره عن: عاشوراء في الأدب العاملي المعاصر ــ السيد حسن نور الدين ــ الدار الإسلامية ــ لبنان 1408 هـ / 1988 م ص 156 ــ 160
كربلاء في الشعر اللبناني ص 263 ــ 269
اترك تعليق