994 ــ كامل سليمان (ولد 1333 هـ / 1914 م)

كامل سليمان (ولد 1333 هـ / 1914 م)

قال من قصيدة (من واقعة الطف) وتبلغ (51) بيتاً:

وسبرتُ غورَ قضيةِ الـ     ـسبطِ الشهيدِ بـ(كربلا)

وهنــــــــا تمادى قاذفٌ     والـــسيلُ قد بلغَ الزُّبى

مِن قائلٍ قـــــــــــد قادَه     حبُّ الــــــــرئاسةِ للفنا (1)

ومنها:

وصـلوا لأرضٍ كلها     كربٌ وتُدعى (كربلا)

فترجَّلَ السبطُ الزكيُّ     وســـــارَ مُتَّئدَ الخُطى

إذ قــــالَ مربعُنا هنا     ومكانُ مـــصرعِنا هنا

الشاعر

كامل بن سليمان، شاعر ومؤلف، ولد في قرية البياض ــ قضاء صور بلبنان، ودرس في مدارس قانا الجليل ثم أكمل دراسته في بيروت ودخل دار المعلمين والمعلمات، وعمل في التدريس وعُيّن مديراً لمدرسة جويا الرسمية، ثم مديراً لمدرسة صور الرسمية الأولى.

نشر قصائده في مجلتي النهج والعرفان اللبنانيتين والبيان النجفية.

له من الدواوين: (من قلبي)، (إشراق)، (سبيل يا عطشان)، (صور من حياتي). 

وله العديد من المؤلفات في سيرة أهل البيت (عليهم السلام) تناولها بالدراسة والتحليل منها: (الحسن بن علي)، (محمد الجواد)، (موسى الكاظم)، (علي الرضا)، (الإمام الهادي)، (الإمام العسكري)، (يوم الخلاص، في ظل القائم المهدي عليه السلام)، (صك الخلاص)، (مفتاح الخلاص)، (الفوز العظيم).

قال من قصيدة (من واقعة الطف) وتبلغ (51) بيتاً:

كمْ حادثٍ جلــــــــــــلٍ ببطـ     ـنِ الكتبِ يدرسُه العــــــفا

سَرَدَ المـــــــؤلفُ ذكــــــرَه      طبقاً لما أوحى الــــــهوى

قـــــــــلَّبتُ هاتيكَ الــــــحوا     دثَ للأمــــــــــــــامِ وللقفا

وسبرتُ غورَ قــــــضيةِ الـ     ـسبطِ الشهيدِ بـ(كـــــربلا)

وهنا تـــــــــــــــمادى قاذفٌ      والـسيلُ قد بـــــــلغَ الزُّبى

مِن قائلٍ قد قــــــــــــــــــادَه      حـــــــــــــبُّ الرئاسةِ للفنا

قد كانَ يـــــمكنه الـــــــسكو     تُ عَـن الخلافةِ والــــــبقا

أوَ عاقلٌ يرضـــــــــــى بأنْ      تبقى الـخـــــــــــلافةُ هكذا

كيفَ السكوتُ وقد تـــــــسلّـ     ـمَ أمــــــرَها أشقى الورى

وإذا سكتنا نحنُ هــــــــــــل      يرضى الحسينُ بما جـرى

أفلا يعدُّ مُقـــــــــــــــصِّــراً      إمَّا تخلّــــــــــــفَ أو ونـى

ومضتْ حوادثُ في الــزما     نِ تفكُّ مشدودَ الــــــــعُرى

هيَ في الفظاعةِ فــــوقَ ما      عرفَ المُفكِّرُ ذو الحــــجى

ومضى وقرَّرَ أن يـــــــسيـ     ـرَ السبطُ في حلكِ الدُّجـــى

وبدا التـــــــــهــامسُ برهةً      وعلا الــــصياحُ مِن الورى

مِن قائلٍ لو بـــــــــــــــايعو     كَ غداً يشـــــــــقُّونَ العصا

وإذا وصـــلتَ إلى العـــــرا     قِ فسوفَ يعـــــدوكَ الرَّجا

فأجـــــــــــــــابَ حقاً قولكمْ      واللهُ يفعلُ ما يـــــــــــــــشا

قد شاءَ ربِّـــــــــي أن يــرا     نا في الـــــعراقِ كما قضى

مستشهدينَ على الــــــثرى      ونساؤنا رهـــــــــــــنُ السبا

الدينُ مِن جورِ الطــــــــغا     ةِ قضــــــــــــــــى وأفديهِ أنا

ومشوا على اســـمِ الله يطـ     ـوونَ الـــــــــــمهامهَ والرُّبى

ســـــــاروا وعـــينُ اللهِ فو     قَ جموعِهم يـقـــــــظى ترى

وحداؤهــــــمْ كــــان الدعا     ءُ ونعمَ ذيَّـــــــــــــــاكَ الحدا

هذا يُرتِّــــــــــــــــلُ وردَه      فتــــــــــــرى الدموعَ إذا قرا

والآخرونَ يهمهـــــــــــمو     نَ ويكثرونَ مِــــــــــن الدعا

ووجوهُهمْ تفري الــــــظلا     مَ لما تشعُّ مِن الضــــــــــــيا

وبقلبِهمْ إيمانُ صــــــــــــد     قٍ كــــــــــــــــلما قربوا ذكـا

ساروا يــــفادونَ الـــحسيـ     ـنَ ويبذلونَ له الــــــــــــــدِّما

وصلوا لأرضٍ كـــــــــلها     كربٌ وتُــــــــــدعى (كربلا)

فترجَّلَ السبطُ الزكــــــــيُّ      وسارَ مُتَّئدَ الخُـــــــــــــــطى

إذ قالَ مـــــــــربعُنا هـــنا      ومكانُ مصـــــــــــــرعِنا هنا

وهنا ستُطمَسُ بـــــــــعدنا      في الأرضِ أعلامُ الـــــــهدى

وستُذبحُ الأطــفالُ ظـــــلـ     ـماً حـــــــــــــيث يقتلها الظما

هيَ بـــــــــــرهةٌ وإذا بنا      صرعى المواضــــــي والظبا

وبــدتْ جيوشُ الظلمِ عن      كثبٍ لها عددُ الحــــــــــــصى

فرأى الحسينُ جـــموعَهم      كالغيمِ في كـــــــــــــــبدِ السما

وشـــــــــــــــكاهمُ للهِ حيـ     ـنَ بدوا بـــــــــــــلا حولٍ ولا

وانقضَّ نحوَ صـــــفوفِهمْ      ربُّ الخطابةِ والتُّـــــــــــــــقى

إذ قالَ هـــــــــــذي كتبكمْ      تـــــــــــــدعو لأن ألجَ الحِمى

أينَ المروءةُ مــــــــــنكمُ؟      أينَ العروبــــــــــــــةُ والوفا؟

فأنا ابـــــــــنُ طعَّانِ القلو     بِ أنا ابـنُ مهريقِ الـــــــــدما

كــــــمْ ضربةٍ لأبي دوتْ      حـــــــــتى استقرَّتْ في الـسما

خُلِقتْ ليَ الحربُ الضرو     سُ وقد خُـــــــــــــلقتُ لـها أنا

ورقى الحسينُ جــــــوادَهَ      ليردَّ طــــــــــــــــــوفاناً طغى

لمْ يرضَ إقرارَ الــــدعي     على هواهُ وما التــــــــــــــوى

ما كانَ إن شامَ الســـــــيو     فَ وشـــــــــــــــامَ بارقةَ الفنا

أن سَلَّ مــــــــــرهفَه وكا     نَ الليثُ حفَّزَ فــــــــــي الثرى

كي لا يعيشَ علـــى الهوا     نِ وفي المذلَّةِ والخــــــــــــــنا

قد قالَ ها ولدي وهـــــــا      صحــــــــــــبي الكرامُ وها أنا

إن كانَ إحـــــــياءُ الشريـ     ـعةِ موتُنا كنَّــــــــــــــــــا الفدا

............................................................

1 ــ ترجمته وشعره عن:

عاشوراء في الأدب العاملي المعاصر ــ السيد حسن نور الدين ــ الدار الإسلامية ــ لبنان 1408 هـ / 1988 م ص 206 ــ 209

كربلاء في الشعر اللبناني ص 219 ــ 223

كاتب : محمد طاهر الصفار