987 ــ عبد الرضا الخطي (القرن الحادي عشر الهجري)

الشيخ عبد الرضا بن حسن الخطي، ذكر قصيدته السيد محسن الأمين وقال: (لا نعلم من أحواله شيئا سوى أن له مشاركة في مساجلة شعرية جرت في بعلبك بين عشرة من أدباء ذلك العصر وعلمائه من العامليين وغيرهم وجدت في مجموعة كتبت في ذلك العصر سنة ١١٠١ هـ...) (1)

عبد الرضا الخطي (القرن الحادي عشر الهجري)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (68) بيتاً:

يا أقمراً بعراصِ )الـــطفِّ( آفلةً     أضحتْ برغمِ العُلى قد ضمَّها التربُ

سقاكِ من صـــلواتِ اللهِ مُنسجمٌ     يَروي صـداكِ مدى الأزمانِ مُنسكبُ

لا زالَ لي كبدٌ تُطوى على كمدٍ     حزناً عليكِ ودمــــــــــعٌ سائلٌ سربُ (1)

الشاعر

الشيخ عبد الرضا بن حسن الخطي، قال عنه السيد محسن الأمين: (لا نعلم من أحواله شيئا سوى أن له مشاركة في مساجلة شعرية جرت في بعلبك بين عشرة من أدباء ذلك العصر وعلمائه من العامليين وغيرهم وجدت في مجموعة كتبت في ذلك العصر سنة ١١٠١ هـ...) (2) 

ونقل السيد جواد شبر في ترجمته عن الشيخ الطهراني في الذريعة قوله: (رأيت للشيخ عبدالرضا الخطى في بعض المجاميع عدة قصائد في رثاء الحسين وأهل بيته، أقول ورأيت له قصيدة في الحسين عليه السلام بمكتبة دار الآثار ببغداد في مخطوط رقم 9109 وأول القصيدة:

سقى أربعاً أقفرنَ من جيرةٍ بانوا     أجشَّ هطولِ الودقِ أوطفَ هتَّانُ

تحتوي على 60 بيتاً) (3)

شعره

قال من قصيدته:

أمنزلَ الشــــــوقِ جـــــــــادتْ ربعَكَ السُّحبُ     وحلَّ رسمَكَ طلٌّ ســــــاقطٌ صبَبُ

ونـــــــــــــــــــــــــــاشرٌ فيكَ للأزهارِ أرديـةً     تُهدي السرورَ وللأحزانِ تـســـتلبُ

وزارَ تربَكَ مُــــــعتلُ النسيمِ ســــــــــــــــرى     للمسكِ والعنبرِ الفيَّاحِ يصــــطحبُ

ما عنَّ ذكرُكَ إلّا حـــــــــنَّ لـــــــــــــــي كبدٌ     مُروَّعٌ ونبار الوجــــــــــــدِ مُلـتهبُ

ولا مررتَ بقلبي خاطراً أبــــــــــــــــــــــــداً     إلّا انثنى دمعُ عــيني وهوَ مُنـسكبُ

يا منزلاً لمْ أزلْ أشــــــــــــــــــــــــتاقُ أربعَه     وما له الشوقُ لـو لا الخرَّدُ الـعربُ

لولا ظُباكَ لمَّا أصبـــــــــحتُ ذا شــــــــــغفٍ     مُتيَّمَ القلبِ مُــــضنىً شفَّه الـوَصَبُ

ضعائنٌ ان سرتْ حاطتْ هـــــــــــوادجَـــــها     مِن الـــــــــــمغاويرِ أسادٌ إذا وثبـوا

القاطنونَ بقلبي أينما قـــــــــــــــــــــــــــطنوا     والـــذاهبونَ بصبري أينَ ما ذهـبوا

ما أنصفوا الكمــــــــــدَ المُضنــــــى ببينـــهمْ     ولا رعوا مِن ذمامِ الصبِّ ما يـجبُ

أغروا بــــــــــه نائباتِ الدهــــــرِ وارتحــلوا     وجرَّعوهُ ذعافَ الهجرِ واغــــتربوا

حــــــــــسبُ النوائبِ مــــــــــــني أنني دنفٌ     ضئيلُ جسمٍ عن الأبصــارِ مُحتـجبِ

أعاتبُ الدهرَ لـــــــــــــو رقَّتْ جــــــــــوانبُه     لـــــــعاتبٍ قد براهُ الــوجدُ والنصبُ

أينَ الزمانُ وإسعـــــــــافُ الــــــــــمُحبِّ بما     يهــــوى وكيفَ تُـرجَّى عنده الإرَبُ

والدهرُ حربٌ لأهلِ الــــــــــفضـلِ ما برحتْ     صــــــــروفُه تنـتحيهمْ أينَ ما ذهبوا

أخنى على عــــــــــتــــــــرةِ الـهادي ففرَّقَهم     فأصبحَ الـــــــــــدينُ يبكيهمْ وينتحبُ

آلُ الــــــــــنبيِّ هداةُ الخــــــــلقِ مَن ضربوا     في مفرقِ المجـــــدِ بيتاً دونه الشهبُ

جنبُ الإلهِ وبابُ اللهِ والــــــــــــــــــحججُ الـ     ـهادونَ أشرفُ مَن سارتْ بها النُّجبُ

سحبُ الندا وربوعُ الـجودِ مُـــــــــــــــــمحلةٌ     أســــدُ الشرى ولظى الهيجاءِ تلتهبُ

الوافدونَ لــــــــــــبيتِ اللهِ مَــــــــــــن وفدوا     والضــاربونَ بسيفِ اللهِ مَن ضربوا

ما فارقوا الحقَّ في حــــــــــالٍ وإن غضبوا     كأنَّما مـــــــــــــرةً في فيهمُ الضربُ

يرونَ مَن قربــــــوا مثل الألى بعـــــــــــدوا     عنهمْ ومـن بعدوا مــثل الألى قربوا

لا ينزلُ الضيمُ أرضـــــاً ينـــــــــــزلونَ بها     ولا تمرُّ بــها الأدناسُ والـــــــــريبُ

يأبى لهمْ عن ورودِ الـــــــــــــذلِّ ان ظـمئوا     أنـــــــــــفٌ حميٌّ وبأسٌ شأنُه الغلبُ

سفنُ النجا وبحورُ الــــــــــــــــــغيِّ مُـترعةٌ     نورُ الهـــدى وظـلامُ الجهلِ مُنتصبُ

متوَّجونَ بتاجِ العزِّ ان ذكــــــــــــــــــــــروا     سمَّتْ بأســـــماهـمُ الأعوادُ والخطبُ

جَلّوا فجلَّ مصـــــــابٌ حــــــــــــلَّ ساحتَهم     تأتي الكرامُ عـــــــلى مقدارِها النوبُ

أغرى الضلالُ بــــــــــهمْ أبــــــنـاهُ فانتهبوا     جسومَهم بحــدودِ الــــبيضِ واستلبوا

غالوا الوصــــــــــيَّ وسمُّوا المجتـبى حسناً     وأدركوا من حــسينٍ ثــــارَ ما طلبوا

يـــــــــــــــــــومَ ابنِ حيدرَ والأبطالُ عابسةٌ      والشمسُ مِن عثـيرِ الهيجـــاءِ تنتقبُ

والسمرُ مِــــــــــــــــــن طربٍ تـهتزُّ مائسةً     والبيضُ مِن قمـمِ الأقرانِ تخـــتضبُ

رامتْ أميةُ أن تــــــــــــــــــــــــــقتادَ ذا لبدٍ     منه وتحـجبُ بدراً ليسَ يُحتـــــــجبُ

فــــــانصاعَ كــــــــــالضيغمِ الكرَّارِ مُبتدراً     بصــــــولـةٍ ريعَ منها الجحفلُ اللجبُ

أغرَّ مـــــــــــــــــــــــكتسبٌ للحمدِ ذو شيمٍ     بالــــــــــــــمجدِ مُتَّزرٌ بالفخرِ مُحتقبُ

يلقي الكماةَ بثغرٍ بـــــــــــاسمٍ فــــــــــــرحاً     كأنَّهمْ لنـــــــــــــــــدى كفَّيهِ قد طلبوا

يقري الصوارمَ أشلاءَ الـــــــــــعِدى ويرى     سقيَ الـــرمـاحِ دماها بعضَ ما يجبُ

وافته داعيةُ الرحــــــــــــمنِ مســــــــرعةٌ     فــــــــخرَّ وهـوَ يطيلُ الشكرَ مُحتسبُ

نفسي الفــــــــــــداء له والـــــــسمرُ واردةٌ     مِن صـدرِهِ والـمواضي منه تختضبُ

مـــــــــــضرَّجُ الجسمِ ما بلّتْ لـــــــه غللٌ     حتى قضى وهـوَ ظمآنُ الحشى سَغِبُ

دامي الجبينِ تــــــــــريبُ الخدِّ مُـنــــــعفرٌ     على الثرى ودمُ الأوداجِ ينســـــــــكُبُ

مغسَّلٌ بنجيعِ الطــــــــــــــعنِ كفَّنَـــــــــــه     ذاري الرياحِ ووارته القنــــــــا السلبُ

قضى كريماً نقيَّ الثوبِ مِـــــــــــــن دنسٍ     يزينُه كلُّ ما يـــــــــــــــــأتي ويجتنبُ

يا قائداً جـــــــــــــــــــمعَ الأقدارَ طوعَ يدٍ     كيفَ استقادَكَ منها جامـــــــــــعٌ ذربُ

لئنْ رمتكَ صروفُ الــــــــــدهرِ عَن إحنٍ     وقارعتكَ مواضــــــــــــيـه فلا عجبُ

كنتَ المُجـــــــــــــــيرَ لـمَن عادى فحقَّ له     أن يطلبَ الــــــــثأرَ لمَّا أمـكنَ الطلبُ

يـــــــــــــا مخرسَ الموتِ إن سمَّتكَ نادبةٌ     مِن الـــــــنوادبِ كيفَ اغتـالكَ الشجبُ

يا صارماً فلَّ ضربُ الهامِ مــــــــــضربَه     ولا تُعابُ إذا ما ثلّــــــــــــــتِ القُضبُ

إن كَوَّرتْ منكَ كفُّ الشركِ شمسَ ضحىً     فما على الشمسِ نـــقصٌ حـينَ تحتجبُ

لـــــــــو تعلمُ البيضُ مَن أردتْ مضاربُها     نَبَتْ وفلَّ شــــــــــباها الـروعُ والرهبُ

ولــــــو درتْ عادياتُ الخيلِ مَن وطأتْ     أشـــــــــلاءَه لاعـتراها العـقرُ والنقبُ

ما كنتُ أحــــــــــــــسبُ والأقدارُ غالبةٌ     بأنَّ شملَ الهدى الملــتامَ يــــــــــنشعبُ

ولا عهدتُ الثرى تـــــطوي بحورَ ندى     ما حلَّ ساحتَها غــــــــــورُ ولا نـضبُ

بنو أميةَ لا نامتْ عيونُــــــــــــــــــــــكمُ     ولا تجنَّبـــــــــــــها الأقـذاءُ والصـببُ

أبكيـــــــــــــتمُ جفنَ خـيرِ المرسلينَ دماً     لـــــــــكي يطيبَ لكلبٍ مـنكمُ الطـربُ

لمْ يكفكمْ قتلكــــــــــــــمْ سبطَ النبيِّ ظما     عن سبي نسوتِهِ كالزنــــــــــجِ تُـجتلبُ

راموا بمقتلِه قتلَ الهــــــــــــــدى فجنوا     عاراً تجدِّدُه الأعــــــــــــــوامُ والـحقبُ

للهِ أيَّ دمٍ للمصــــــــــــــــــطفى سفكوا     وأيّ نفسٍ زكـتْ للمرتضـى اغتصـبوا

وكمْ عفيفةِ ذيلٍ للبتــــــــــــــــولِ سرتْ     بها أضــــــــــــــالعُ لم يشـددْ لها قـتبُ

تطوي على جمراتِ الوجدِ أضــــــلعُها     وقـــــــــد أضرَّ بها الاظمـاءُ والسـغبُ

حسرى مسلّبةَ الأســــــــــــتارِ تسترُها     مَن العفافِ برودٌ حـــــــــــــينَ تُستــلبُ

لئنْ تـشفَّى بنو حربٍ بما صــــــــــنعوا     وأدركوا مـــــــا تمنَّوا بالـذي ارتكــبوا

فــــــــسوفَ يُصلونَ ناراً كلّما نضجتْ     مـــــــــــنها جلـودُهمُ عـادتْ لهمْ إهـبُ

يا أقمــــــــــــــــراً بعراصِ الطفِّ آفلةً     أضحتْ برغمِ العُلى قد ضـمَّها التـربُ

سقاكِ مِن صلــــــــــــــواتِ اللهِ مُنسجمٌ     يَروي صـداكِ مدى الأزمانِ مُنــسكبُ

لا زالَ لي كبدٌ تُطوى عــــــــــلى كمدٍ     حزناً عليكِ ودمـــــــــــعٌ سـائلٌ سـربُ

ومـــــــــــــــــــــقولٌ بنظيمِ الدرِّ مُنتثرٌ     مُزرٍ بما ابتكرَ المُدَّاحُ واجــــــــــــتلبوا

يقولُ شعري لمَن يـــــــــبغي مطاولتي     لقد حــــــــــــكيتُ ولكنْ فــاتكَ الـشنبُ

صـــــــــــلّى الإلهُ عليكمْ حيثُ ذكركمُ     باقٍ تُزانُ به الآيــــــــــــــــاتُ والـكتبُ

.................................................

1 ــ أدب الطف ج 7 ص 295 ــ 298 / ذكر منها (20) بيتاً في أعيان الشيعة ج 8 ص 11

2 ــ أعيان الشيعة ج ٨ ص ١١

3 ــ أدب الطف ج 7 ص 298

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار